أكدت مصادر إعلامية إسبانية، أن السلطات المغربية قررت بشكل مفاجئ تعليق العمل بالجمركة التجارية في معبر مليلية المحتلة، دون تحديد تاريخ لاستئناف النشاط التجاري. القرار تم إبلاغه عبر بريد إلكتروني رسمي وُجّه إلى الجمارك الإسبانية، ما أثار حالة من القلق في الأوساط الاقتصادية بالمدينة. وكشف مصادر في مليلية المحتلة، أن محاولاته المتكررة منذ يوم الخميس الماضي لتصدير شحنة من الأجهزة المنزلية إلى المغرب باءت بالفشل، ما دفعه للتواصل مع الجمارك الإسبانية التي أبلغته بمضمون المراسلة المغربية القاضية بوقف جميع عمليات التصدير والاستيراد عبر هذا المعبر. ويأتي هذا القرار بعد أشهر من إعادة فتح معبر الجمركة التجارية بين مليلية والمغرب، والذي اعتبرته السلطات الإسبانية "منجزًا تاريخيًا" بعد سنوات من الإغلاق. إلا أن قرار المغرب الأخير يهدد بعرقلة هذا المسار، خاصة في ظل غياب أي تبرير رسمي من الجانب المغربي حتى اللحظة. وفيما يخص معبر سبتةالمحتلة، فإن الوضع لا يزال غامضًا، حيث لم يتم تسجيل أي تعطيل رسمي في العمل الجمركي، غير أن السلطات المحلية هناك بادرت إلى طلب توضيحات من مدريد بشأن ما إذا كان القرار المغربي يشمل سبتة أيضًا. وحسب الأرقام الرسمية، فقد شهد معبر الجمركة التجارية في سبتة تنفيذ 42 عملية تصدير منذ إعادة فتحه، معظمها شملت مواد مثل الأسماك، والخضروات، والمواد الأولية للبناء. وأكدت الحكومة الإسبانية أن تفعيل هذا المعبر يبقى رهينًا بانخراط القطاع الخاص المحلي، الذي يطالب، من جهته، بتوسيع قائمة السلع المدرجة ضمن الاتفاق الجمركي، وتفعيل نظام المسافرين الذي لا يزال مجمدًا. ويُرتقب أن تشهد الأيام المقبلة اتصالات على مستوى أعلى بين مدريد والرباط لتوضيح خلفيات القرار المغربي، خاصة وأنه يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول استقرار العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا في المناطق الحدودية.