أثار مقطع فيديو نشره الناشط المحلي عادل الزناكي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، صدمة واستياء واسعاً في صفوف ساكنة الحسيمة، بعدما كشف عن مشاهد مقلقة تُظهر تلوثاً بيئياً خطيراً بشاطئ "لانتشو"، الواقع بين صاباديا وسيدي عابد وسط مدينة الحسيمة، حيث تحولت مياهه إلى اللون الأسود الداكن بسبب تصريف المياه العادمة القادمة من محطة التصفية الرئيسية. ووفق ما أظهره الفيديو، فإن كميات كبيرة من المياه العادمة تُفرغ مباشرة في البحر دون معالجة، في مشهد وصفه نشطاء ب"الفضيحة البيئية"، وسط صمت مريب من الجهات الوصية. وأكد الزاكي أن هذه الظاهرة ليست جديدة، بل تعود لسنوات، ما جعل الشاطئ مهجوراً من طرف المصطافين منذ مدة طويلة، بفعل الروائح الكريهة وخطورة السباحة فيه. ويعاني هذا الشاطئ، إلى جانب عدد من شواطئ المدينة، من غياب المعايير الأساسية للتصنيف البيئي، حيث لم تحصل الحسيمة على أي شاطئ مصنف ضمن لائحة الحاصلين على "اللواء الأزرق"، الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بسبب ضعف جودة المياه، وغياب البنيات التحتية الضرورية من مرافق صحية، وممرات، ووسائل إنقاذ، ومراقبة مستمرة. واعتبر عدد من الفاعلين البيئيين أن الوضع يعكس فشل السياسات العمومية في تدبير الشأن البيئي بالمدينة، خاصة ما يتعلق بمحطة التصفية التي استنزفت استثمارات مهمة لكنها ظلت عاجزة عن أداء دورها الحقيقي، محذرين من استمرار تدهور الوضع البيئي وتهديد صحة الساكنة. وتطالب فعاليات محلية بفتح تحقيق شفاف وعاجل في هذه الكارثة البيئية، وتحديد المسؤوليات في ظل ما وصفوه ب"الاستهتار بصحة المواطنين وسمعة المدينة الساحلية"، داعين إلى إعادة تأهيل محطة التصفية، وتفعيل آليات المراقبة والمحاسبة لضمان احترام القوانين البيئية.