تشهد مرحلة عودة المهاجرين المغاربة المقيمين بأوروبا ضمن عملية "مرحبا 2025" تراجعًا لافتًا في استعمال خط مليلية، مقابل تزايد الاعتماد على ميناء الناظور الذي برز كأحد المسارات المفضلة نحو الضفة الأخرى. فبحسب معطيات الحماية المدنية الإسبانية، فقد غادر عبر ميناء مليلية منذ 15 يوليوز إلى غاية 5 شتنبر الجاري ما يقارب 86 ألف مسافر، أي بانخفاض يناهز 40% مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت أكثر من 145 ألف مسافر. كما عرف عدد العربات العابرة من نفس الميناء انخفاضًا بدوره بحوالي 37%، إذ لم يتجاوز 20 ألف سيارة مقابل 33 ألفًا في الفترة ذاتها من 2024. هذا التراجع مرتبط بشكل رئيسي بانخفاض عدد الرحلات البحرية "الروتاسيونات" التي لم تتعدَّ 112 رحلة، مقابل 238 رحلة العام الماضي، ما يعكس هبوطًا يفوق 53%. وقد أثَّر هذا التقليص على الخطوط المتجهة من مليلية نحو كل من ألميرية ومالقة، حيث بلغ التراجع في الرحلات أكثر من 65% نحو ألميرية وأكثر من 50% نحو مالقة، فيما شهد خط مليلية-موتريل بدوره انخفاضًا في الدوريات بحوالي 10%. في المقابل، برز ميناء الناظور كأحد البدائل الأكثر استعمالًا في هذه المرحلة، حيث شهد خط الناظور-ألميرية ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى نسبة 13,3% من مجموع حركة العودة، ما يجعله ثالث أكثر خط بحري استعمالًا بعد طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء (46,5%) وسبتة-الجزيرة الخضراء (14%). وتُظهر هذه الأرقام تحوّلًا تدريجيًا في اختيارات الجالية المغاربية، إذ باتت تفضل الاعتماد على موانئ الناظوروطنجة المتوسط أكثر من مليلية، التي فقدت جاذبيتها نتيجة تقليص الرحلات البحرية نحو الموانئ الأندلسية.