الحسيمة.. الفلاحة التضامنية تعيد الحياة لسلسلة الصبار بعد جائحة الحشرة القرمزية    استدعاء سفراء إسرائيل في معظم الدول الأوروبية بعد استهداف وفد دبلوماسي في جنين    المغاربة في الصدارة عالمياً من حيث نسبة طلبات تأشيرة شنغن    ماركا: الوداد المغربي يسعى لضم كريستيانو رونالدو    عمالة الدريوش تُخلد الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية    عبد النباوي يشيد بتجربة هشام بلاوي    يومية "لو باريزيان" الفرنسية: أشرف حكيمي.. "رياضي استثنائي"    الخدمة العسكرية 2025.. تعبئة مجموعة من الوسائل التكنولوجية لمساعدة الأشخاص الذين تعذر عليهم ملء استمارة الإحصاء بوسائلهم الخاصة (مسؤول)    اكتشاف أثري يظهر التقارب الحضاري بين طنجة ومناطق إسبانية وبرتغالية    منصة "إبلاغ".. تجسيد لتحول رقمي تقوده المديرية العامة للأمن الوطني لحماية الفضاء السيبراني (صور)    شهادات للبيع وترقيات بالرشوة.. ذ. عبده حقي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي إلى الخليج يشيد بدور المغرب في تعزيز حل الدولتين    فرنسا وإسبانيا تستدعيان سفير إسرائيل    مجلس المنافسة: الترخيص لمؤسسات الأداء والشركات الفرعية للبنوك بالعمل ابتداء من 1 ماي 2025    والي جهة طنجة يهاجم "لوبي العقار" ويدعو إلى وقف نزيف "العشوائي"    طنجة.. تفاصيل استثمار صيني ضخم في مجال تكنولوجيا البطاريات المتقدمة    الفنانة سمرا تصدر "محلاها ليلة".. مزيج إسباني عربي بإيقاعات عصرية    نادي "صرخة للفنون" يتألق ويمثل المديرية الإقليمية بالعرائش في المهرجان الجهوي لمؤسسات الريادة    التشكيلي بن يسف يتألق في اشبيلية    إيداع رئيس جماعة بني ملال السابق سجن "عكاشة" رفقة مقاول ومهندس    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بأداء سلبي    الرجاء يعلن عن لقاء تواصلي مع المنخرطين بخصوص الشركة الرياضية للنادي    وزارة التربية الوطنية تُكوِّن أطرها لتدريس "الهيب هوب" و"البريكينغ" في المدارس    تتويج المواهب الشابة في الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم المغربي القصير بالجوال    ولد الرشيد: التعاون الإفريقي أولوية    وزير الصحة المغربي يجري مباحثات ثنائية مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية    باحثون بريطانيون يطورون تقنية جديدة تسرع تشخيص أورام الدماغ    بوريطة من الرباط: كفى من المتاجرة بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين خيار واقعي ومسؤول    أخنوش أمام مجلس المستشارين    لإيقاف السرطان.. التشريح المرضي وطب الأشعة الرقمي أسلحة مدمرة للخلايا الخبيثة    الحرس المدني الإسباني يطيح بعصابة متورطة في تهريب نفايات إلى المغرب    منيب: مشروع قانون المسطرة الجنائية يمثل تراجعا حقوقيا وانتهاكا للحريات وخرقا للمقتضيات الدستورية    الدرك الملكي بشفشاون يوقف متلبسا بحيازة الكوكايين في الدردارة    طنجة تحتفي بالثقافات في أولى دورات مهرجان الضفاف الثلاث    القباج والعوني خارج جائزة للا مريم لكرة المضرب    البرازيل في ورطة صحية تدفع المغرب لتعليق واردات الدجاج    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تجدد دعوتها لإحياء "سامير" وتحذر من خطر وطني بسبب تعطيل المصفاة    بإذن من أمير المؤمنين.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته الربيعية العادية بالرباط    "سي.إن.إن": معلومات أمريكية تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية    في مجاز الغيم: رحلة عبر مسجد طارق بن زياد    الوداد ينفصل عن المدرب الجنوب إفريقي موكوينا    طائرة خاصة تقل نهضة بركان إلى تنزانيا لملاقاة سيمبا في النهائي    المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة    الذهب يصعد إلى أعلى مستوى له خلال أسبوع مع تراجع الدولار    العثور على جثة امرأة في ثانوية والتحقيق يقود إلى اعتقال الزوج    ألمانيا تفكك خلية إرهابية متطرفة    الإماراتية ترسل مساعدات لقطاع غزة    سطات.. "بزناسة" يطلقون الرصاص على الأمن    الاتحاد العام لمقاولات المغرب يطلق علامة "المقاولة الصغرى والمتوسطة المسؤولة"    لقجع لنجوم منتخب الشباب: الجماهير المغربية كانت تنتظر أداءً أكثر إقناعًا واستقرارًا    المغاربة... أخلاق تُروى وجذور تضرب في عمق التاريخ    وفد من مركز الذاكرة المشتركة يزور الشيخة الشاعرة والمفكرة سعاد الصباح    تلك الرائحة    موريتانيا تقضي نهائيا على مرض الرمد الحبيبي    هذا المساء في برنامج "مدارات" : لمحات عن علماء وأدباء وصلحاء منطقة دكالة    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    









بيارق مزيفة، قذرة، وتفكيك العراق

المقالة المهمة كاتبها (إسرائيلي) من أصل روسي ويكتب بالروسية. يتميز بموقفه المناهض للعنصرية الصهيونية وللشوڤينية اليهودية وللدور الذي تلعبه المنظمات اليهودية الداعمة للكيان الصهيوني ووسائل الإعلام التي تملكها أو توجِّهها لغسل الأدمغة وتزوير الحقائق. وبسبب مواقفه تتهمه المنظمات الصهيونية بمعاداة الصهيونية، وقد ترجم العديد من كتبه إلى العربية، ولكن بلدا مثل فرنسا منع كتبه وحاكم ناشره في هذه المقالة يشرح الكاتب ماذا أرادت أمريكا من العراق ؟وكيف تعمل على تفكيكه ؟، ولماذا
بيارق مزيفة، قذرة، وتفكيك العراق
ينحدر المجتمع العراقي شيئا فشيئا إلى الفوضى، والكوميديات وكتاب السخرية والمعلقون من كل الأنواع أثاروا ضجة كبيرة حول عدم كفاءة وغباء قادتنا. ولكن كما قالت صحيفة سبيكتا تور الكندية مؤخرا إذا حدث أن الولايات المتحدة لا يديرها أغبياء "ينبغي على المرء الاستنتاج أن الفوضى والفقر والحرب الأهلية في العالم الإسلامي، ليس نتائج غير مقصودة، بل هي بالضبط أهداف السياسة الأمريكية...ا
كما في 11 أيلول التي أطلقت "الحرب على الإرهاب" فإن عدم الكفاءة هو التفسير (المفضل)، لسيناريو الكابوس في العراق اليوم. ولكن خطة تقسيم العراق عرقيا وطائفيا موجودة في سجلات منشورة. وإحياء لخطط صهيونية مبكرة، دعا المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية مؤخرا لإنهاء "دولة العراق غير الطبيعية" بحجة تنوعه ألاثني، يقولون أن العراق هو بناء مصطنع ومزيف ونتاج قرارات استعمارية في بداية القرن العشرين. وهذا ينطبق على الكثير من دول العالم ولكن مع ذلك تبنى الفكرة مجموعات من (خبراء) لا يحلمون بمناقشة وضع إقليم كيبيك، أو ألباسك أو ايرلندة الشمالية. وبشكل نمطي، اعتبر المحلل السياسي مايكل كلير مؤخرا أن العراق هو "دولة مفبركة من اجل تسهيل الاستيلاء على النفط في المنطقة وأن البريطانيين خلقوا "مملكة العراق" الخيالية بلصق ثلاثة أقاليم من الإمبراطورية العثمانية وانزلوا عليها بالباراشوت ملكا مزيفا جاءوا به من البلاد التي أصبحت السعودية" . وبقبوله منطق إدارة بوش الكاذب للاحتلال، عزا كلير المقاومة السنية بأنها الرغبة في الحصول على حصة في عوائد النفط في التقسيم المستقبلي للبلاد. وما لم يفكر فيه هو أن تكون المقاومة تتجاوز (السنة) أو أنها قائمة بسبب الوطنية العراقية أو الحاجة إلى تقرير المصير...ا
إن السهولة التي يقرر بها الأكاديميون الغربيون إعادة تشكيل البلدان التي يختارونها يعود إلى تراث الاستشراق المستمر. ففي أسلوب كلاسيكي يرجع إلى القرن التاسع عشر، تقول الطبقة الثرثارة أن العراق، رغم تاريخ خمسة آلاف سنة، لا يمكنه الآن من إدارة نفسه وهكذا فإن مصيره يجب أن تقرره قوى خارجية. إن الدولة التي تماسكت وصمدت في 1991 خلال ستة أسابيع من اكبر حملة قصف في التاريخ (التي حسب الأمم المتحدة أرجعت العراق إلى عصر ما قبل الصناعة) واستمرت هذه البلاد في العيش والصمود لمدة 12 سنة من أقسى واشمل عقوبات فرضت على شعب من الشعوب، أصبح الآن في خبر كان، كما يزعم الخبراء الغربيون. ومن اجل تعزيز نظريتهم، يعاد بث أسطورة العداوات الطائفية القديمة وحجة "التدخل الإنساني"، وتلقم للصحف ووسائل الإعلام التي تنشرها بدون تحر أو فحص حقيقة الهجمات (الطائفية) أو حتى عرض وجهات نظر العراقيين العاديين، الذين يلومون الاحتلال وصنيعته الحكومة في أحداث الفوضى...ا تفكيك العراق بدأ التحضير للعراق مباشرة بعد العدوان في 1991 مع فرض مناطق حظر الطيران في الشمال والجنوب، بمعاونة الإعلام الغربي الذي بدأ يتحدث عن البلاد بصفتها ثلاثة أقسام معادية لبعضها البعض. لقد أقيم المسرح. أول خطوات تنفيذ الخطة المدبرة لتدمير المجتمع العراقي كان بالنهب المنظم للمتاحف (فقدت 170 ألف قطعة) وحرق المكتبات بعد 2003. كان هناك جانبان للنهب، الأول عشوائي وفوري، والثاني هو التهريب المنظم للآثار من أوروك ونمرود ونينوى ومسجد النبي يونس. السرقة كانت تحتاج إلى بُني تحتية لوجستية مهيأة، في حين أن بيع الغنيمة صار سهلا بتدمير منظم لكل أرشيف وسجلات المتاحف ، وحين نصح اول رئيس للاحتلال وهو الجنرال جي غارنر بالحفاظ على الجيش العراقي وإقامة حكومة تحالف، أقاله وزير الدفاع رامسفيلد وجاء بخلفه بول بريمر الذي حل الجيش والمؤسسات الوطنية المهمة إضافة إلى "إضاعة" 9 بليون دولار من عائدات النفط العراقي . وقد شكل الجيش الدمية (العميل) من المليشيات الكردية والشيعية، وهي حركة متعمدة خصيصا لزرع بذور الطائفية . في هذه الإثناء بدأ قتلة مجهولون في اغتيال الأكاديميين العراقيين لإفراغ البلاد من عقولها وبهذا منع العراق من المعافاة...ا
وحين نشطت جماعات المعارضة المسلحة في البلاد، حدثت سلسلة من الأحداث التي تحمل طابع عمليات سرية مصممة لإذكاء الصراع الطائفي وتشويه المقاومة العراقية . فيما يلي ملخص لأهم تلك الأحداث المريبة:
بعد 12 سنة من وجودها في العراق، تستهدف الأمم المتحدة
حين انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات عند مقر الأمم المتحدة بعد أربعة شهور من الاحتلال، وقتلت فيمن قتلت المبعوث سيرجيو فيرا دي ميلو و 19 آخرين، شخص بريمر المجرمين كونهم احد اثنين "أزلام صدام أو مقاتلون أجانب". ولكن على أية حال كان احمد الجلبي أحد عناصر مجلس الحكم قد تسلم إنذارا قبل الهجوم بأسبوع، بأن "هدفا سهلا" سوف يهاجم، ولكنه ليس "سلطة الائتلاف أو قوات التحالف" ولكن الأمم المتحدة التي سحبت حمايتها في ذلك اليوم، لم تحذر.(صحيفة آسيا تيمز 20 آب 2003)...ا كربلاء وبغداد في تشرين ثان 2003، والمقاومة تنزل الخسائر بقوات الاحتلال، بدأ الإعلام والحكومة المؤقتة بقرع طبول غسيل دماغ طائفي. بعد أسابيع من التخويف بحرب أهلية، حصلت تفجيرات منسقة قتلت 143 شيعيا في كربلاء وبغداد، ووضع اللوم على "القاعدة" ولكن الصحفي روبرت فسك سأل السؤال البديهي "إذا كانت هناك جماعة سنية عنيفة تريد أن تخرج الأمريكان من العراق، لماذا تريد أن تستعدي السكان الشيعة ضدها وهم الأغلبية في العراق؟" لم يجب أحد، واستمرت الهجمات غير المبررة...ا الإسكندرية في بداية شباط 2004 زعمت السلطات الأمريكية أنها حصلت على رسالة من العراق تسأل "القاعدة" للمساعدة في صنع حرب أهلية. وتقريبا على الفور كما لو انه تأكيد للرسالة، حدث انفجار قتل 50 من الشيعة في مدينة الإسكندرية. أعلنت الاندبيندانت "الإرهابيون يشعلون حربا أهلية" مما يناقض أقوال سكان المدينة الذين، بدون استثناء، وصفوا الانفجار على انه قصف جوي "سمعوا صوت مروحية و وشيش صاروخ يهبط قبل الانفجار" والانفجار نفسه ترك حفرة عمقها ثلاثة أمتار، وهو ما يتركه صاروخ وليس سيارة مفخخة (الاندبيندانت 11/2/2004)...ا القاعدة في العراق كما هو حال المنظمة الأم، لا شيء يبدو حقيقيا بالنسبة لهذه الجماعة حتى 2004، لم تنبس القاعدة وهي (سنية) بأي كلمة ضد الشيعة. ولكن فيما تتصاعد المقاومة العراقية، طفا إلى السطح فجأة الأردني (الميت) أبو مصعب ألزرقاوي وهو يدعو إلى الحرب ضد الشيعة (الكفار)، ومضى لشن حملة موازية للهجوم على المدنيين بدلا من جيش الاحتلال . في السنوات التالية، أينما أرادت القوات الأمريكية شن عدوان في العراق، كان يقال أن ألزرقاوي "مختبئ" في تلك المنطقة، ودائما ينزلق من بين أيديهم ويهرب إلى منطقة أخرى. في تشرين ثان 2004 دمرت الفلوجة وقتل الآلاف من أهلها ومع ذلك كانت المراقبة الأمريكية من الشدة، بحيث أنها شاهدت ألزرقاوي بساقه الخشبية يهرب من اليوم الأول! كان ألزرقاوي مثل سلاح دمار شامل متحرك يظهر عند اللزوم. وبقيت قصته لا تصدق حتى النهاية، فإن الصورة التي بثت وهو مقتول، تظهر جسدا خاليا من الإصابات إلا من بضعة خدوش بينما الرجل قتل بقنبلة زنة 500 رطل. نِك بيرغ ومارجريت حسن وفضيحة أبي غريب في نيسان 2004، أصبحت الفلوجة المدينة المقاومة الأولى وتحت سيطرة المقاومة، وفي نفس الوقت أثار الاضطهاد الأمريكي جيش المهدي في النجف ووجدت الولايات المتحدة نفسها تشن حربا على جبهتين، وبرزت مظاهر التعاطف بين السنة والشيعة حيث تجمع في 9 نيسان حوالي 200 ألف سني وشيعي للصلاة في جامع سني في بغداد حيث حذر الخطيب من حرب أهلية يصنعها الاحتلال حتى يطيل أمد بقائه. وقد خرجت إلى شوارع العالم احتجاجات على قصف الفلوجة، ثم ظهرت صور التعذيب في أبي غريب مما قضى على البقية الباقية من مصداقية أمريكا في العالم، ومن اجل مكافحة هذه الدعاية الضارة بدأت جماعات مقاتلة غير معروفة تختطف الأجانب وتصدر فيديوات بشعة عن ذبح هؤلاء الرهائن . كان اول ضحية هو رجل الأعمال نِك بيرغ وقيل أن ألزرقاوي هو الذي ذبحه بيده ثأرا لما حدث في أبي غريب. ولكن وسائل الإعلام الخاصة والمستقلة جادلت في صور الذبح وبعد فحص من قبل جراح طب شرعي مكسيكي اتضح أن الرجل في الصورة كان ميتا بالفعل قبل الذبح...ا مارجريت حسن عاشت في العراق 30 عاما ومتزوجة من عراقي وقد عملت طوال حياتها في خدمة العراقيين ومعارضة العقوبات والغزو الأمريكي البريطاني، وكانت تتحدث العربية جيدا مما يمكنها من الدفاع عن نفسها لو كانت الجماعة التي خطفتها هي جماعة (مقاومة ) حقا، ولكن المجموعة التي خطفتها لم تصرح عن نفسها ولم تطلب أية مطالب ولم تظهر معها على الفيديو واضعة أقنعة على الوجوه أو ذكر آيات قرآنية، لاشيء. وفي حين أن كل النساء اللواتي خطفن كان يطلق سراحهن فيما بعد حين يدرك الخاطفون أنهن لا علاقة لهن بالاحتلال، ولكن ليس مارجريت حسن . ومع أن محكمة عراقية قد حكمت على عراقي اسمه مصطفى سلمان الجبوري اتهم بتسهيل خطفها بالسجن مدى الحياة، ولكن لا احد حتى الآن، تبنى اختطافها وقتلها...ا خيار السلفادور بعد وقت طويل من بدء ظهور أكوام الجثث على الأرصفة، ضحايا قتلة مجهولين، نشرت مجلة نيوزويك خبرا عن خطة للبنتاغون لاستخدام فرق الموت المكافحة للتمرد للقضاء على المقاومين العراقيين وأنصارهم. وتأكد ما يسمى "الخيار السلفادوري" والذي أطلق نسبة لحملة مشابهة في أمريكا الوسطى في الثمانينيات، بالتقارير التالية التي أشارت إلى تورط وزارة الداخلية العراقية في فرق الموت. وفيما يتزايد عدد الضحايا، أبرز الإعلام السائد الأخبار من زاوية متطرفي السنة يستهدفون مدنيين شيعة أبرياء. ولكن الحقائق أظهرت قصة مختلفة. طبقا لتقرير من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، فإن أغلب هجمات المقاومة (75%) منها كانت موجهة إلى القوات الأجنبية، وهي تتجاوز بكثير أي هجمات أخرى في المسح الذي رتبت فيه الهجمات حسب العدد ونوع الهدف وأعداد القتلى والجرحى. وفي تناقض شديد عن الصورة التي يقدمها الإعلام السائد، فإن الأهداف المدنية كانت تشكل 4.1% من الهجمات فقط. وبعد خروج 300 ألف من جماهير الشيعة وهي اكبر مظاهرة في بغداد منذ 1958 تساءل السيد جنيد علام "هل كان سيخرج إلى الشارع هذا العدد من الشيعة احتجاجا على الاحتلال لو كانوا يعتقدون أن المقاومة المسلحة التي يكثر فيها السنة كانت تهدف إلى قتلهم؟" (موقع left hook بقلم م. جنيد علام في 18 نيسان 2005)...ا السيارات المفخخة شهد عام 2005 تصاعدا في عمليات السيارات المفخخة ومعظمها موجه إلى أهداف مدنية . ورغم انه قيل أن شبكة ألزرقاوي لا تزيد عن 1000 شخص في العراق ولكن يبدو كأن لديه معين لا ينضب من الرجال المستعدين للتضحية بأنفسهم للجهاد. ولكن كان هناك تفسير آخر. (يأتي الكاتب بأمثلة عن قصص تفخيخ الأمريكان لشاحنات يفتشونها ويدسون فيها عبوات دون أن يعلم صاحبها ويرشدونه للذهاب إلى مناطق معينة ويفجرون الشاحنة عن البعد. يشير إلى مصادر : مدونة د. عماد خدوري ومدونة ريفربيند) ...ا القوات الخاصة البريطانية (ساس) في البصرة يتحدث الكاتب عن واقعة الرجلين الذين يرتديان ثيابا عربية في مركبة محملة بالمتفجرات واعتقالهما من قبل القوات العراقية ثم اقتحام القوات البريطانية للسجن والإفراج عنهما...ا أزمة الرهائن الكاذبة في السنة الثالثة للاحتلال أصبحت خطط تدبير فوضى طائفية أكثر وضوحا. في إحدى الوقائع أبلغت شرطة بغداد قادة جيش المهدي بان مسلحين قرب قرية المدائن كانوا يحتجزون 150 مدني شيعي . وحين أرسل جيش المهدي مقاتلين إلى تلك المنطقة للتفاوض لإطلاق سراحهم، أطلقت عليهم النار وفقدوا 25 رجلا وقال مساعد في جيش المهدي "اعتقد أن هذا كان كمينا وإطلاق النار كان كثيفا جدا"، مضيفا أن المهاجمين استخدموا قناصة وأسلحة آلية ثقيلة. ولم يكن أهالي المنطقة على علم بأزمة الرهائن المفترضة ولم يكتشف أي رهائن هناك...ا سامراء والحرب الأهلية "ألا يمكن أن يكون هذا شيئا جيدا ؟"...ا رغم أن غسيل الدماغ الطائفي كان مؤثرا بوضوح ولكن العراقيون استمروا في طرد فكرة الحرب الأهلية. في أعقاب تفجير القبة الذهبية في سامراء، ارتفع معدل القتل الطائفي في العراق إلى درجة كبيرة وكان المسئولون عن التفجير كما شهد حراس الجامع يرتدون زيي الحرس الوطني حسب. والقوات المشتركة العراقية الأمريكية التي كانت تقوم بدوريات في المنطقة المحيطة، ساعدوا هجمات الميليشيا على مسجد سني في "رد فعل" مدبر مسبقا. كان رد فعل معظم العراقيين العاديين مختلفا تماما. وطبقا لسامي رمضاني "لم تكن أي من مسيرات الاحتجاج الفورية موجهة ضد الجوامع السنية . وقرب المسجد المفجر نفسه، شارك السكان السنة مع الأقلية الشيعية في المدينة في إدانة الاحتلال واتهموه بمسؤوليته عما حدث. في الكوت قامت مسيرة يقودها جيش المهدي في حرق الإعلام الأمريكية والإسرائيلية. في مدينة الصدر ببغداد خرجت مسيرة هائلة ضد الاحتلال. ولكن الإعلام الغربي استمر في التشبث بكل واقعة منفردة كدليل على تفكك اجتماعي لا يمكن علاجه. وقد كتب دانيال بيابس شاعرا بالارتياح لأن الصراع الطائفي يقلل الهجمات على القوات الأمريكية حيث يقاتل العراقيون بعضهم بعضا. ثم بثت شبكة فوكس للأنباء تصريحاته بعنوان على الشاشة يقول "اللجوء للحرب الأهلية ؟ حرب أهلية شاملة في العراق. هل يمكن أن تكون شيئا جيدا ؟"...ا التاريخ باعتباره سرا مفتاح تبرير الهجمة الاستعمارية على العراق هو إنتاج لا ينقطع من الأكاذيب. والصهيوني توماس فريدمان شبه عراق صدام بما كانت عليه ألاباما من تفرقة عنصرية أيام شنق السود على الأشجار، حيث كان يعتبر الشيعة والأكراد في منزلة اقل من البشر. ولم يفكر فريدمان أثناء تحليله في الإشارة إلى حقيقة أن وزير الصحة كان كرديا وأن اثنان من الشيعة شغلا منصب رئيس الوزراء (سعدون حمادي ومحمد الزبيدي) أو أن نائب الرئيس كان مسيحيا. في واقع الأمر أن العراقيين كانوا نادرا ما يسألون عن ديانة أو عرق القادة والمسئولين. لم يكن ذلك مما يهمهم...ا في أثناء ذلك كانت الإشاعات تجد صدى لدى منظمات (حقوق الإنسان) حول قيام النظام العراقي بقتل 70 ألف إنسان كل سنة بدون أن يلاحظ احد. ولكن رغم كل ما يقال عن النظام، فإن الزائر الذي كان يمر في بغداد في التسعينيات لم يكن يرى دبابات أو مفخخات أو اختطافات أو ضربات جوية أو نقص في الوقود أو الكهرباء أو معسكرات اعتقال كبيرة . وكما قال مايك وتني "لم يكن لصدام نية تفكيك الدولة والجيش والمؤسسات المدنية، ولا نهب المتاحف أو قتل المدرسين والمفكرين، أو التطهير العرقي للمسحيين والسنة، أو إثارة العنف بين المذاهب. لم يكن لصدام خطط زيادة سوء التغذية ولا تخفيض تدفق الماء النظيف ولا قطع الكهرباء أو إزالة شبكة الحماية الاجتماعية زيادة الفقر والبطالة، أو وضع العراقي ضد العراقي في معركة ضارية للبقاء. لم يتبن صدام نظرية المحافظين الجدد حول الدمار الخلاق، التي دفعت بشعب كامل إلى الفوضى بتخريب النسيج الاجتماعي العراقي وأدت بالناس إلى اللجوء إلى الميليشيات من اجل أمانهم. "...ا إن الحقيقة هي أن اقتراب ذروة الإنتاج النفطي العالمي تهدد في إضعاف القوة الأمريكية ومن هنا لم يكن يسمح لعراق صدام، وهي دولة نفطية غنية ومستقلة في أهم بقعة إستراتيجية في العالم أن تستمر في البقاء. ولكن المقاومة الشرسة للاحتلال أجبرت الولايات المتحدة إلى اللجوء إلى خطتها البديلة (رسميا لم يكن لديها خطة بديلة) . في هذه الخطة يحدث شيء مثل الخطة التي اقترحها عوديد ينون لبلقنة البلاد. ينبغي تفكيك الدول المستقلة القائمة، إلى دويلات ضعيفة اقرب إلى المحميات. التفاصيل قد تختلف ولكن تفكيك يوغسلافيا خدم بدون شك كنموذج. كتبت ديانا جونستون "في التسعينيات لم يعد المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مهتما ببناء الأمم، بل أن تدمير الدول كان هو الشكل المناسب للتوافق مع متطلبات العولمة الاقتصادية (كتاب "حرب الأغبياء الصليبية: يوغسلافيا والناتو وأوهام الغرب" للكاتبة ديانا جونستون 2002). ومن اجل هذه الغاية، في العراق كما في يوغسلافيا، تحالفت الولايات المتحدة مع "مفككي الدول" و زعماء الطائفية، وهي تنادي علنا باحترامها للسيادة الوطنية. ومن إزالة أي سوء فهم، أوضح منظرو المحافظين الجدد بقولهم "التوترات الطائفية "الطبيعية" سوف تتصاعد في غياب دولة قمعية لإخضاعهم. ولهذا السبب،
وتحت قيادتهم الحميدة (المحافظين الجدد) سوف يترك العراق ليتحلل إلى مكوناته الإثنية...ا العراق يقاوم بعد قصف العراق في 1991، كان إعلان جورج بوش الأب عن "نظام عالمي جديد" من الهيمنة الأمريكية، تبنت منابر السياسة الخارجية، فكرة إلغاء الدول. في الواقع، إن فرض نموذج التقدم الغربي على العالم بعد الحرب العالمية الثانية هو الذي أنهى استقلال الدول التقليدي. الإيديولوجية (الجديدة) كانت ببساطة الاعتراف بالحقائق على الأرض. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، توقع دعاة فكرة ال لا دولة وهم يحتفلون بذلك الانهيار، اقتراب (نهاية التاريخ) الذي سيرى كل شعوب العالم تندمج في حياة استهلاكية رأسمالية مدينيه معلومة. وهكذا فإن "التنوع الفوضوي للثقافات والقيم والمعتقدات التي كانت سببا للصراعات في الماضي" سوف تزول بعملية التوحد السياسي والثقافي. مازال الوقت مبكرا لتخمين نهاية لهذه الرؤية الهاذية، ولكن في كل أنحاء العالم، يكافح الناس لصنع مستقبلهم، بدون الاستماع إلى نصيحة الصفوة المتفوقة. في العراق، الوعي بالصورة الكبيرة اكبر منه في أي مكان آخر. ولهذا لم يتحقق الانهيار في صراع طائفي شامل. وبينما تتصاعد المقاومة المسلحة في صراعها ضد الولايات المتحدة فهي أيضا تواجه الإرهابيين الجهاديين السلفيين، وهناك حلية تعلق في الرقبة أصبحت شديدة الرواج بين العراقيين تراها على الأرصفة وفي التلفزيون في أعناق المذيعات وهن يقرأن نشرة الأخبار، الحلية بشكل خارطة العراق...ا
وحين بثت محطات التلفزيون صور الشباب الذي يحمل الكلاشينكوف ويقف كتفا لكتف في مواجهة اقوي جيش في العراق في الفلوجة، كانت الصور ترمز لمقاومة أسطورية. ولكن إلى جانب المقاومة المسلحة، فإن الصحفيين والمفكرين والنقابات والعراقيين من كل الطبقات وكل في مجاله، يواجهون الهيمنة العسكرية الشركاتية...ا وعلى كل إنسان ذي ضمير أن ينضم إليهم...ا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.