الجرح ما يزال يمشي بيننا، أجدادنا وآباءنا وأفراد من عائلاتنا يحملون جرح الانتفاضات وآثار سنوات الرصاص ما يزالونا يعيشون بيننا، ونحن كذلك حين ولدنا، جئنا لهذا الوطن بجينات مجروحة، بإرث ماض يجري في دمنا، علقنا الآمال على مشروع المصالحة مع الريف، استوصينا فيكم خيرا، فكنتم تمشون في شوارعنا بدون حرس، لم نقطع عليكم الطريق بغية ضرر ولا بغية تسول ولم نكن نطلب اكراميات، حتى ولي العهد أذكر أني تناولت فنجان قهوة في مقهى بجانبه، وكان الأمر عاديا ولم يقطع خلوته مع أصدقاءه أحد لأخذ صورة أو سؤال حاجة، وصافحتكم مرتين في مدرستنا ولم أضع بيدك رسالة تسول او استجداء، لأنني كنت اثق بكم وانتظر أن تمحو بحكمتكم ذاكرتنا المعتقلة. سهيلة زعاج لكن اليوم أشعر بخيبة أمل كبيرة، أشعر بألم وأخشى وانا أفصح الآن عن ألمي في العلن، أن يكون هنالك فصل جنائي يدينني ويجيز اعتقالي، أشعر كما يشعر الكثيرون هنا، أن هنالك شرخا باذخا بيننا وبين الوطن، نحس بأشياء ليست جميلة بتاتا بصمتكم تجاه نداءاتنا وشكوانا من كل وسائل الإعلام والتواصل، سكوتكم يفزعنا بقدر ما كان حضوركم في مدينتنا يريحنا ويبعث الأمن في قلوبنا، اكتب إليكم بخاطر منكسر بعد أن علقت عليكم الأمل في أن تحرروا ذاكرتنا من الوجع… يقال ان النشطاء لم يجيدوا الحديث إليكم، فها أنا أكتب لكم بكل الأدب الذي ساعفتني اياه لغتي، التي درستها في المدرسة العمومية