أعلن عدد من المغاربة عن حملة تضامن واسعة الانتشار، لمواجهة تداعيات فيرس « كورونا »، خصوصا بعد قرار إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن الرياضية والترفيهية.شباب يوزعون منتوجات غذائية على أُسر أحيائهم الفقيرة، ونشطاء يتكلفون بمساعدات مالية لفائدة مواطنين آخرين فقدوا عملهم. » التضامن انخرط فيه الجميع، إذ لم يبق المسؤولين والأثرياء مكتوفي الأيدي، بل أعلن عدد منهم عن تبرعات لفائدة صندوق مخصص لمواجهة تداعيات الفيروس. وقبل حوالي أسبوعين، صدر في الجريدة الرسمية القرار الذي تم بموجبه إحداث « الصندوق الخاص »، رصد له مبلغ 10 مليارات درهم (مليار دولار)؛ ل »التكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية »، وبلغت الموارد التي تم ضخها ب "الصندوق » حوالي 30 مليون درهم لحدود اللحظة. وذلك للتخفيف من التداعيات الاجتماعية للأزمة » ودعم الاقتصاد الوطني. علاقات التضامن هاته، ليست غريبة على المجتمع المغربي، بل القبيلة المغربية كانت بكل أفرادها تضع اليد في اليد وتقوم بما يسمى تويزا » للتعاون والتضامن الاجتماعي، وإصلاح الطرقات وبناء المنازل، وأثناء حصد المحصول الفلاحي، و »حين ينادي إلى تويزا يأتي الجميع للعمل أو التطوع بما جادت به يداه من طعام، بغض النظر عن نوعه أو قيمته، كثيرا كان أو قليلا. الكل تفاجأ بهذه العلاقات الإجتماعية والانسانية التي بدأت تطفو من جديد على السطح، مع تعمق الازمة، بسبب تفشي فيروس كورونا بالمغرب. ما جعلنا ننقل سؤالنا إلى مجموعة من الباحثين في علم الاجتماع وهو :هل ما نشاهده اليوم في المغرب، هو تغيير للقيم الاجتماعية أم الظرفية تحتم ذلك؟ الأمر الذي اعتبره زكرياء إبراهيمي الأستاذ السوسيولوجيا بالقاضي عياض في تصريح مقتضب ل »فبراير »، بأنه أقرب إلى ردود الأفعال التي تستلزمها الأزمة، بتكثف الرابط الاجتماعي، في النموذج الأسري للحماية الاجتماعية. » ومن جهته، اعتبر مولود أمغار الباحث السوسيولوجي أن « الأمر صعب لأن فيه نوع من التوقع غير المقابل للتحقق، لأن القول بأن تغير العلاقات الاجتماعية ما بعد كورونا. صعب التأكيد على تحققه، مستشهدا ايميل دوركايم في كتابه « الانتحار » يبين هذا الأمر أن المجتمعات كلما كانت في ضائقة او في ازمة أو حرب يزداد منسوب التضامن الاجتماعي بين الناس. » الروابط الاجتماعية -يضيف أمغار- في تصريح ل »فبراير »، « تبنى وتتشكل في حالة تغير النمط الاقتصادي، لكن بقاء نفس النمط لن يغير من العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى أن « استمرار النمط الاقتصادي الرأسمالي من الصعب أن نتحدث عن علاقات اجتماعية جديدة، وبتالي ننتظر مابعد هذه الازمة، لأن ما نشاهده اليوم قد يكون مجرد أشباه الظواهر الاجتماعية، وستختفي باختفاء الأزمة التي يمر منها المغرب ».