اللهم اعفو عنا كما عفوت عن دانيال ..الجميع يتحدث عن العفو الملكي عن سفاح اغتصب 11 طفلا ..مؤيدون ومعارضون يغردون على الصفحات الاجتماعية بنغمة واحدة وكلهم حسرة والم على قرار لم يكن صائبا في منظورهم ..لكن الاستثناء الجريئ كان من الجمعية الحاضنة للطفولة ما تقيش ولدي ..فصاحبة السعادة لم تتوانى في معارضتها لكل المعارضين لقرار العفو ..ولا اخفيكم سرا ان وزارة العدل قد استلهمت منها فكرة الدفاع عن قرار يضمنه الدستور لصاحب البلاد والعباد وارتأت الوزارة الوصية ان جبر ضرر الضحايا قد تحقق بطرد المعفى عنه وعدم السماح له بزيارة المغرب وان مصلحة البلاد العليا كانت وراء هذا القرار مما تقتضيه بروتوكولات المجاملات بين الملوك والرؤساء..فكم من مغربي معتقل في السجون الاسبانية والايطالية وكم من زيارة قام بها مسؤولونا الى هاته البلدان الديمقراطية ولم نسمع ولا مرة ان مغاربة معتقلون في هاته البلدان قد تم العفو عنهم مجاملة للزيارة ..والغريب في الامر ان جرعة الجرئة قد نمت عند المغاربة واصبحوا يناقشون ملك البلاد في قرارات هو المسؤول عنها بل يحتجون حتى في الشوارع ضد قرار ملكي ..سابقة في التاريخ للبعض واستمرارية للبعض الاخر..فعلها دنيال اغتصب اطفالنا وافتض بكارة الصمت عن المقدس ..غريب امر المغاربة يحتجون بتطرف اذ ان احدهم طالب بان ينال العفو سفاح تارودانت الذي كان يتلدد بضحاياه وبعد ذلك يخنقهم حتى الموت كما نال ذلك الاسباني ، كما رفع الطابو عن مجموعة من الكلمات التي تعتبر من الطابوهات فذكر -بكسر الذال- مصطلح"الترمة" كان يخجل من ذكره الجميع لكن دنيال فعلها مرة اخرى وجعل مصطلح الترمة والاستترام على كل لسان وبسلاسة قل نظيرها..ثقافتنا الشعبية تنهل من مصطلح العفو من قبيل " الله يعفو على لي تلفو" الله يعفو علينا وعليكم" و" لعفو منكم" و " اللي غلب يعف" ومن ثقافتنا الدينية " ان الله غفور رحيم " " العفو عند المقدرة" " وان تعفوا عنهم..." وللجميع نقول ان ما وقع قد وقع ..وحتى نعتبر مما وقع يجب ان نلتزم ونتشبث بنقمة العفو لان في طياتها قد تكون نعمة ، ونختم بما ابتدأنا به الكلام " اللهم اعفوا عنا كما عفوت على دنيال"