سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشعب يريد " سير تقود "..و رفع القلم عن الوزير الوفا :لماذا نحاسب البرلمانيين على أي حركة و ننسى أن هذا البرلمان جزءا من حياة عامة في البلد .. ما يقع في المدرسة و الجامعة أخطر.. أصبحنا نسمع و نرى الأستاذ يقول للتلاميذ: سيرو تقودو..أولاد لقحااااا
هل يجوز لنائب برلماني أن يرد على زميل له معارض سير تقواااا ...؟ و هل من المقبول أيضا في ظل ما يسمى " الجيل الجديد من الإصلاحات" أن يصرخ على سبيل المثال وزير في وجه برلماني... " سير الحيوان.. سير تخرا".. اللسان ما فيه عظم و ليسمح لنا قراء كود الأعزاء على الكلام القاسح ..سقراط هنا في كود أسقط جدار الحشمة و خرج إليها نيشان .. الوزير محمد الوفا لسان كبير كما يقول الفرنسيون و البوليميك أحدى تخصصاته و من حقه أن ينطق في حالة الغضب عن هوى و عن كلام زنقة.. هي سياسة القرب على مستوى اللغة بشكل آخر..نتحدث عن الشعب و نقول إننا قريبون منه .الشعب يريد سير تقود..عاش الشعب ..عاشت سير تقود ..تلك الجملة السحرية الرقيقة الجامعة المانعة الكاشفة. حينما يرغب المغربي في أقفال الحديث بسخط يقول: سير تقود...يقودو.. اللسان ما فيه عظام خصوصا في السياسة حين تختلط مع السكري و ضغط الدم .. قبل يومين فقط قلت في كرونيك هنا أن البرلمانيين في حاجة إلى علاج و رعاية طبية نفسانية.. اليوم هاهو الدليل.. أعرف كثير من " الزعماء " السياسيين حين يتحدث في حوار صحفي يسخن له الراس و يطلق العنان و يقول أشياء ممتعة ..ينتهي الحوار و يبرد الموتور فيتصل لمراجعة " الأسرار و الألغاز " التي كشف عنها أو لتغيير صفات وصف بها وضعا أو أشخاصا.. الشفوي ليس هو الكتابي.. الكتابي يتيح لك فرصة التأني و كظم الغيظ و صياغة الجملة المناسبة في المكان المناسب.. أما الشفوي فيأتي أحيانا مثل فلتة لسان . يأتي مثل سيل جارف و قد يأتي كلاما ثقيلا مبلوزا خارج السياق. السياسيون الناجحون في المغرب كانوا طيلة عقود من النوع الذي لا ينطق..الناطقون الصامتون..تطلب منه جملة تعليق فيقول" في الوقت المناسب سنقول كلمتنا و ننتظر الوقت المناسب عمرا بكامله" خطورة الشفوي هو الوقوع في الزلات و اللغو و سقط الكلام و تخسار الهضرة ..سياسيون كثيرون معرضون لهذه العاهة المستدامة .. أعرف سياسيا في لجنة حوار إجتماعي قال يصف الأوضاع " ما كلينا دلاح ما خرينا زريعة".. البرلمان صورة للمجتمع ..كما تكونوا يكن برلمانكم ..قبل أيام تحول اجتماع حركي إلى حلبة ملاكمة حين تلقى نائب ضربة شبهتها الصحافة بلكمة مايك تايزن . لماذا نحاسب البرلمانيين على أي حركة و ننسى أن هذا البرلمان جزءا من حياة عامة في البلد .. ما يقع في المدرسة و الجامعة أخطر.. أصبحنا نسمع و نرى الأستاذ يقول للتلاميذ: سيرو تقودو..أولاد لقحااااا و التلميذ يقول لمعلمه بأدب جم : " سير تقووووو " هي" ثورة" في اللغة ..هي فوضى ..هي" قصيدة " نثر حداثية أخرى ..لم تعد" لقوادة" شيئا مخلا بالحياء العام .. لغة الجيل الجديد فاضحة عارية عاتية صادمة و وسخة أحيانا.. تعلمت من الصديق الشاب أحمد حمود قاموسا جديدا لا يوافق جيلي القريب إلى شيخوخة مبكرة.. محنسر معناها مفلس...التحنسير هو الزلط و الإفلاس و فراغ الجيب..أحمد محنسر و بشرى محنسرة... الساطة و الساط صارتا أشهر من نار على علم حتى غناها الخليجيون..انتبهوا إلى كلام جمهور الكرة. أسمعوا إلى أغاني الراب و ستكتشفون مغربا آخر و لغة أخرى..المشكلة هي حين نغلق أعيننا عن مشاهدة التحول فيفاجئنا الوضع في يوم ما ..و تكون الصدمة قوية.. لدينا في المغرب كما في كل بلاد الدنيا عامة لغة شاعرية رومانسية لطيفة و لغة أخرى مسخوطة وسخة قادمة من قلب الحياة و العالم السفلي و قد سمعناها في فيلم" كازانيكرا" لنورالدين لخماري: دين أمك ..سير قود الزامل و لد القحبة. اللسانيون و السيميائيون يقولون اللغة ليست بريئة.. محمد الوفا بريء لأن اللسان في فيه عظم..الصدمة قوية.