قال فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام والناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، إن الجماعة لم تتخل عن مطلب الحوار مع أغلبية المكونات والقوى المغربية الذي كانت تطرحه الجماعة قبل الربيع العربي. واعتبر أرسلان في حوار مع موقع الجماعة أنه يعتقد أن هذا المطلب أصبح أكثر ملحاحية من السابق. وقال "فحتى وإن لم يكن قد طرح في الماضي فهو الآن أصبح أساسا لتجاوز كثير من سوء التفاهم والمشاكل التي يمكن أن تعيشها الأطراف في أي لحظة من لحظات التحول المقبلة إن شاء الله". وبخصوص العوائق والعراقيل التي تقف وراء تحقيق هذا المطلب؛ اعتبر الناطق الرسمي باسم جماعة أن جانب من المسؤولية يتحمله النظام المخزني الذي يسعى بكل وسيلة إلى إجهاض كل محاولة جادة عن طريق التخويف وتشويه السمعة، ثم لضعف التواصل بين الأطراف لقلة الثقة فيما بينها وللخلفيات التي تحكم كل طرف وعدم قدرة كثير من الأطراف على تجاوز هذا الأمر، إضافة بالطبع إلى عدم إيمان البعض بالحق في الاختلاف والتعايش مع الاختلاف والاحترام المتبادل بين الأطراف.
وصرح بأن " الواقع المعيش الذي يعيشه الناس والشعب وما نلمسه ويلمسه المغاربة من ظلم وعسف لمختلف حقوقهم الأساسية نتيجة السياسات المتبعة من قبل النظام الحاكم والتي تنبني على الاستفراد بالسلطة والثروة".
وقال أرسلان إن" حقائق المشهد السياسي التي لا تحتاج لكبير عناء ليستنتج المرء أن هناك اختلالات كبيرة تعرفها السياسات العمومية، وأن هناك اختناقا سياسيا وأزمة مستفحلة ومستحكمة في تدبير القضايا السياسية في البلد، ولعل الجميع يشعر بأن النظام المخزني وأياديه النافذة والمتحكمة هي المفتعلة للأزمة الحكومية الأخيرة".
وأوضح بأن "الاحتجاجات الاجتماعية" وحدها لا يمكن أن تحدث تغييرا شاملا، لكن الاحتجاج، باعتباره وسيلة وأداة ضمن وسائل وأدوات عديدة، له دوره في الضغط من أجل انتزاع مجموعة من الحقوق. وفي المقابل رهانات الجماعة حسب أرسلان هي أوسع وأشمل، تركز على الرفع من منسوب التوعية عند الناس