يجمع مهرجان فاس للثقافة الصوفية السنوي الثالث، فنانين وباحثين من البلدان المغاربية والعالم. المنظمون الذين حفزهم النجاح الذي حققه الحدث خلال السنتين الأخيرتين يقولون إن المهرجان الذي يتواصل لأسبوع يوفر للفنانين الملتزمين أرضية للتعبير بتحقيق الروحية من خلال الإبداع الفني والثقافي. "" ويكرم الفنانون الصوفية من خلال الشعر والموسيقى والرقص. واستعرض المشاركون أيضا ألوانا فنية ومشاريع ثقافية جديدة تشجع الحوار بين الثقافات وتعزز الحياة البشرية. ويتجلى الهدف الأسمى للحدث في نشر صورة إيجابية للإسلام عبر العالم باستعمال لغة عالمية للانفتاح والسلام اللتان تدافع عنهما الصوفية. ويأمل المنظمون أن يؤكد المهرجان مكانة المغرب في بناء جسر بين الشرق والغرب. مدير الحدث الذي يتواصل إلى السبت 25 أبريل ،فوزي الصقلي يقول "كل يوم يمنحنا فرصة لاستكشاف بلد معين وممارساته الروحية والأساتذة الذين عاشوا هناك، والكلمات التي غذتها والفنون والثقافة التي تعبر عن جوهر الوجود". وأضاف "سنذهب بالتالي في رحلة عبر مصر وسوريا وفلسطين وفرنسا وتركيا وبلدان إفريقيا وإسبانيا". وعلى مر السنين، يستقطب المهرجان المزيد من الزوار سواء المحليين أو الدوليين الراغبين في تجربة الثقافة الصوفية والتعرف عليها أكثر وبشكل مباشر. وفي قسم فريد، تسمح المنتديات العامة للشباب باكتشاف رؤيا جديدة للعالم مبنية على أساس قيم التسامح والجماعة. ويدور النقاش حول التفاعلات بين القيم الروحية والمجتمع أو بشكل أعم القيم الروحية والعولمة. ويستمتع الجمهور أيضا بعروض للأناشيد الصوفية خلال الأمسيات الدينية. حميدة نضال، أستاذة، قالت إن محبي الموسيقى يدخلون عالما من الروحانية والهدوء حيث يسود السلام والسكون. وقالت :عالمنا بحاجة لثقافة ترفض كافة الأفكار الظلامية وتعلم شبابنا فوائد التسامح والانفتاح على ثقافات باقي الشعوب. نحن بحاجة لولادة جديدة لهذه الثقافة التي كانت مزدهرة في المغرب". قدور كاميني، أستاذ للتربية الإسلامية، قال إن هذا النوع من الأحداث يمكن المغرب من ترسيخ مكانته عالميا كمكان للحوار بين الثقافات وموطن لإسلام غني منفتح على الديانات الأخرى". المغني الفرنسي عبد المالك يقول "من المستحيل الدخول في حوار مع الآخرين ما لم تكن في سلم". ويضيف أن الروحية تملك الموارد الضرورية لتغيير الأشياء في عالم يفقد أكثر فأكثر بعده الإنساني".