عدّ أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن من "تباشير الفلاح أن الناس بدؤوا يظهرون اهتماما أكبر بخطب الجمعة المقترحة ضمن خطة تسديد التبليغ"، مفيدا بأن "تحليلات قواعد الذكاء الاصطناعي تجمع على هذه الخطب، ولكنها تتساءل عن مقدار الوقع والتأثير". وأوضح التوفيق، خلال عرضه حصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى أمام الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، في الحفل الديني الذي أقيم، أمس، تخليدا لذكرى المولد النبوي الشريف، أن قواعد الذكاء الاصطناعي "يغيب عنها أن التأثير هو مسؤولية التلقي، وأن التبيلغ الميداني كما يحضّر له العلماء يتضمن المتابعة عن قرب إسوة بالمنهاج النبوي". ومما يزيد في الإقناع بهذه الخطة، وفق الوزير، أنها "بتأصيلها في القرآن هي سبيل المسلمين لتحقيق النموذج المطلوب منهم؛ وهو أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس، بينما العالم حولهم، وهو يواجه مختلف أزمات السلوك، قد أخذ يراجع اقتراحات الأنماط التي اهتدى إليها على أساس تجاربه التاريخية المنقطعة في آن واحد". المسؤول الحكومي ذاته قال لأمير المؤمنين :"ما يجري في مملكتكم في جانب التأطير الديني بمبادرة العلماء مشروع يطمح إلى آفاق كونية، لأن سؤال الإنسان أكبر، هو السؤال نفسه الذي جاءت لتجيب عنه الديانات ودارت حوله مباحث الفلسفات: ما هو سبيل النجاة؟". وأضاف الوزير ذاته: "حتى لا يلتبس على الناس جواب الدين فقد استدعى العلماء لتأصيل مشروعهم قوله تعالى: 'من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون'، وشرحوا الإيمان بأنه حال التحرر من الأنانية، وقدّموا العمل الصالح على أساس أولويات سلوك النفع للنفس وللغير". وفي هذا الصدد أوضح التوفيق أن "العلماء يعتبرون أن توفر شروط التبليغ، برعاية إمامتكم، فرصة مواتية لاقتراح نموذج شامل في الفهم يُستمد من النموذج النبوي؛ ولذلك دعا المجلس العلمي الأعلى في بداية هذه السنة (2025) إلى لقاء نوعي غير مسبوق مع ثلة من كبار المنخرطين في التنمية ليجيبوا بأبحاثهم عن مدى حاجة التنمية إلى وازع القرآن،، بناء على القول المنسوب للخليفة عثمان: 'يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن'". وقد فتح هذا اللقاء، وفق المتحدّث ذاته، "باب الحوار في الموضوع الذي يليق بأن يكون الهم المشترك للجميع، وهو تحقيق الحياة الطيبة بما وصف لها الله من شروط". وكشف التوفيق، في هذا الصدد، أن "الواقع الحالي يكشف عن أمرين، أولهما أن ضعف التدين على أساس السلوك بارز في ما هو مرصود بمؤشرات الإحصاء، وثانيهما أن كلفة تدخل الدولة لإصلاح هذا الوضع تزداد فداحة". "ومن هنا الحاجة الماسة إلى تقوية وازع القرآن، بتبليغ مسدد مبين، يقتضي يقظة شاملة تهم الناس جمعيا، وتستحضر على الخصوص المسؤولون عن التنمية بمختلف أنواعهم ومواقعهم؛ يقظة ضمير تحرسها الأخلاق، ويُصحح بها النظر إلى الدين، لا على أنه مجرد جزء من الحياة، بل على أنه نظام الحياة في شمولها؛ وذلك على أساس فهم رباني لقضيتين جوهريتين، هما قضية الحرية وقضية المسؤولية"، يورد المصدر نفسه.