عادت رسالة في زجاجة إلى الواجهة بعد أكثر من عقد من إلقاء ليندا، من مدينة ريدينغ الإنجليزية، بها في مياه نهر التيمز، أو بحر الشمال عام 2007، حيث عثر عليها عام 2018 على شاطئ جزيرة سيلت السياحية الألمانية، في واقعة غامضة أثارت الفضول. وبفضل برنامج "شات جي بي تي" وأدوات ذكاء اصطناعي أخرى أمكن الكشف عن أجزاء من محتوى الرسالة، غير أن ليندا، التي طلبت من مكتشف الرسالة مراسلتها، لم يُعثر لها على أثر منذ ذلك الحين. وكان مالتي باير وعائلته من منطقة الغابة السوداء الألمانية عثروا على الرسالة بالصدفة خلال نزهة على الشاطئ، حيث وجدوا الزجاجة والرسالة المزخرفة برسوم ملونة لأسماك وأحصنة بحر وقارب وعوامات نجاة. وقال باير: "استطعت قراءة كلمة إنجلترا واسم مدينة"، مضيفا أنه تم الاحتفاظ بالرسالة كتذكار للعطلة داخل سلة مليئة بالأصداف، لكن زوجته لفتت نظره إليها مؤخرا، وموضحا أن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي حفزه على إعادة محاولة معرفة مضمون الرسالة. وبالفعل، ساعد الذكاء الاصطناعي باير في فك عبارة واضحة: "من يجد هذه الرسالة، برجاء مراسلتي"، إضافة إلى عنوان محدد: 5 شارع روزلين كريسنت، ريدينغ، إنجلترا. غير أن الشركة التي تشغل موقع هذا العنوان حاليا لا تعرف شيئا عن ليندا، التي يُرجّح أنها كانت في بداية مراهقتها وقت كتابة الرسالة، وفقا لتحليل الذكاء الاصطناعي. وقال خبير الذكاء الاصطناعي ميشائيل هانيش في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن المسح الضوئي والتحليل يجعل النصوص القديمة قابلة للقراءة مجددا، موضحا أن نماذج اللغة الكبيرة الجديدة (LLM) تتفوق على القديمة بقدرتها على تحديد السياقات، حيث ترى النصوص والصور كعنصر واحد. وأضاف هانيش أن هذه النماذج قادرة حتى على استكمال الفقرات المفقودة، قائلا: "عندما يرى الذكاء الاصطناعي رسالة في زجاجة، أو شيئا على هذا الغرار، فإنه يستطيع استخلاص الكثير من المعلومات منها، سواء كانت نصا أو عناوين".