استدعت إيران سفراءها في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في خطوة احتجاجية على محاولة هذه الدول إعادة فرض العقوبات الأممية عليها. وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأنه "تم استدعاء سفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة (الترويكا الأوروبية) إلى طهران للتشاور، وذلك في أعقاب التصرف غير المسؤول الذي قامت به هذه الدول الأوروبية الثلاث في إساءة استخدام آلية حل النزاعات في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لإعادة فرض قرارات مجلس الأمن الملغاة". من جانبه؛ أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "خطوة الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) لتفعيل آلية الزناد (سناب باك)"، وقال: "إن الترويكا الأوروبية، ببدء هذه اللعبة، ألحقت أضرارا جسيمة بمصداقية أوروبا ومكانتها الدولية. وفي هذه المواجهة لن تحقق هذه الدول الثلاث انتصارا، بل سيتم استبعادها من المسارات الدبلوماسية المستقبلية". وكان مجلس الأمن الدولي رفض محاولة أخيرة لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وجاء قرار المجلس قبل انتهاء المهلة الممنوحة لإيران بيوم واحد، بعد أن أعلنت الترويكا أن الاجتماعات التي عقدتها لمدة أسابيع مع المسؤولين الإيرانيين أخفقت في أن تؤدي إلى تقدم "ملموس" لإبرام اتفاق. وسيؤدي هذا القرار مرة أخرى إلى تجميد أصول إيران في الخارج، وسيوقف إبرام صفقات الأسلحة مع طهران، وسيعاقب أي تطوير لبرنامج إيران للصواريخ الباليستية، من بين إجراءات أخرى، ما سيزيد من الضغط على الاقتصاد الإيراني المتعثر. وبهذا ستُعاد الإجراءات العقابية على طهران اعتبارًا من 28 سبتمبر الجاري بتوقيت وسط أوروبا (27 سبتمبر منتصف الليل بتوقيت الولاياتالمتحدة)، كما هو مخطط. تجدر الإشارة إلى أن "الترويكا الأوروبية" كانت من بين الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015. وكانت هذه الدول الثلاث فعّلت في نهاية أغسطس الماضي آلية العودة التلقائية لإعادة فرض العقوبات، معتبرة أن إيران انتهكت بشكل جوهري التزاماتها في إطار الاتفاق النووي. ومن بين الأمثلة التي تُذكر في هذا السياق تخصيب اليورانيوم بمستويات تفوق بكثير ما هو ضروري للأغراض المدنية.