عاشت مدينة الفنيدق والمناطق التي تفصلها عن مدينة سبتةالمحتلة، ليلة الأربعاء-الخميس، أجواء هادئة مشوبة بالحذر والتوجس من حدوث أي طارئ يشعل الوضع بسبب الدعوات التحريضية على الاقتحام الجماعي للثغر المحتل. حواجز ممتدة على طول ساحل المدينة ومجموعات من سيارات الأمن لا تبعد عن بعضها إلا بحوالي 300 متر، في مؤشر على أن السلطات جاهزة للتعامل مع أي مستجد. دوريات الأمن بمختلف تشكيلاتها لم تهدأ منذ أيام، حسب مصادر محلية التقتها هسبريس في المدينة، تقوم بحملات تمشيط واسعة لأحياء المدينة والغابات المحيطة بها، بحثا عن القاصرين والشباب الطامحين للعبور نحو المدينةالمحتلة. يحكي مسؤول في المدينة كيف أن الجهود المبذولة نجحت في إبطال مفعول الدعوات التحريضية المنتشرة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ قامت السلطات خلال الأيام الماضية بتحييد المئات من المهاجرين سواء من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء أو من المغاربة الذين قدموا من مدن مختلفة. وفي المنطقة الحدودية عند معبر "تاراخال" تجميع العشرات من القاصرين والشباب الذين يتم إلقاء القبض عليهم خلال محاولة العبور أو السعي إلى ذلك، قبل أن يتم نقلهم في حافلات نحو مدن ووجهات بعيدة. وبدت الأجواء هادئة في المدينة ومحيطها؛ إذ لم تشهد أي أحداث أو مواجهات مشابهة لما عرفته المدينة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية أثناء محاولة الهجرة الجماعية التي سجلت توافدا كبيرا ومواجهات ساخنة بين المهاجرين ورجال الأمن والقوات المساعدة. التحركات التي بصمت عليها إحدى المروحيات التابعة للحرس المدني الإسباني فوق تراب مدينة الفنيدق والمناطق الغابوية القريبة من المعبر الحدودي مع سبتةالمحتلة، مساء، رفعت مستوى الشكوك بخصوص إمكانية وجود مهاجرين مختبئين في المناطق المجاورة، وتلتها تحركات ميدانية على مستوى الساحل والمناطق المحيطة من دون أن تسجل أي شيء. كما عاينت هسبريس في الليلة التي كانت منتظرة أسرا وعائلات حلت بالمنطقة من أجل البحث عن أبنائها الذين جاؤوا بهدف المشاركة في الاقتحام الجماعي لسياجات سبتةالمحتلة، الذي لم يكن هذا العام سوى مجرد "صرخة في واد" لم تلق التجاوب الذي كان يصبو إليه الواقفون وراء التحريض المتعمد.