أنهى البريطاني لاندو نوريس سائق فريق ماكلارين موسم 2025 من بطولة العالم للفورمولا واحد بتتويجه بطلاً للعالم، بعد سباق دراماتيكي شهدته جائزة أبوظبي الكبرى على حلبة مرسى ياس، حيث اكتفى بالمركز الثالث خلف زميله الأسترالي أوسكار بياستري والهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول، لكنه حسم اللقب بفارق نقطتين فقط، واضعاً حدًا لهيمنة فيرستابن التي استمرت لأربعة مواسم متتالية. دخل نوريس الجولة الأخيرة وهو يعرف أن الصعود إلى منصة التتويج سيضمن له التتويج بالبطولة، وهو ما تحقق بالفعل رغم ضغط المنافسين. في المقابل، احتاج فيرستابن إلى الفوز مع عدم صعود نوريس إلى المركز الرابع أو أعلى، فيما كان بياستري بحاجة للفوز مقابل تراجع زميله إلى المركز السادس على الأقل. سباق أبوظبي لم يخلُ من التوتر. انطلق فيرستابن من المقدمة، وتقدم بياستري بسرعة إلى المركز الثاني، بينما احتفظ نوريس بالمركز الثالث. لكن الاستراتيجية والتوقفات قلبت الموازين، فتراجع نوريس إلى المركز التاسع مؤقتًا قبل أن يستعيد تقدمه تدريجيًا، بتجاوزات حاسمة أبرزها في اللفة 19، ثم تجاوزه لسائق ريد بول يوكي تسونودا في اللفة 23، وهو تجاوز خضع لتحقيق بسبب خروجه المؤقت عن المسار. لكن التحقيق انتهى بإدانة تسونودا ودفعه خارج المسار، ليُعاقب الأخير بخمس ثوان، وهو ما جنّب نوريس أي عقوبة. في المراحل الحاسمة من السباق، استعاد فيرستابن الصدارة، لكن ترتيب المراكز لم يتغير، لتنتهي الجولة الأخيرة بانتصار تكتيكي لماكلارين، وتُتوج بالنقطة الأهم: لقب السائقين لنوريس، ولقب الصانعين للفريق البريطاني. موسم 2025 شهد تحولات كبيرة، أبرزها عودة فيرستابن القوية في الثلث الأخير بعد أن كان متأخرًا بأكثر من 100 نقطة، لكن الفارق الذي راكمه في النصف الأول من الموسم حرمه من اللقب. بياستري من جهته قاد الترتيب لفترة طويلة قبل أن يتراجع في الأمتار الأخيرة بفارق 13 نقطة عن نوريس، رغم تحقيقه سبعة انتصارات مثل زميله. أما نوريس (26 عامًا)، فقد أظهر ثباتًا نادرًا خلال الموسم، بصعوده إلى منصة التتويج 18 مرة في 24 سباقًا، ما أهّله لحسم اللقب في الجولة الأخيرة رغم قوة المنافسة، مؤكدًا مكانته بين نخبة السائقين. اللحظة كانت مؤثرة داخل سيارة نوريس، حيث عبّر عن امتنانه لفريقه ولعائلته عبر المذياع، مختتماً موسمًا استثنائيًا تُوّج فيه بمجهوده وثقة ماكلارين بقدراته.