في خضم موجة البرد القارس والتساقطات المطرية والثلجية التي يشهدها إقليمأزيلال كثّفت الأطر الصحية تدخلاتها الميدانية الاستعجالية ضمن عملية "رعاية"، في تعبئة تروم ضمان استمرارية الخدمات الصحية وتقريبها من الساكنة، خاصة بالمناطق الجبلية والنائية التي تعرف صعوبات على مستوى الولوج. وفي هذا الإطار جرى بجماعة آيت عباس التكفل بشابة كانت في حالة مخاض مبكر، حيث تعامل الطاقم الصحي مع الوضع بكفاءة ومهنية، ما أسفر عن ولادة ناجحة في ظروف آمنة، قبل نقل الأم والمولود إلى المستشفى الإقليميبأزيلال لمواصلة المتابعة الطبية. وبمنطقة واويزغت استقبلت المصالح الصحية امرأة حاملا تعاني من انخفاض حاد في ضغط الدم مصحوب بحالة فقر الدم، فيما مكنت العناية الطبية المقدمة من إجراء عملية الولادة في ظروف مستقرة وتحت مراقبة صحية دقيقة، ما ساهم في تجاوز المخاطر المحتملة المرتبطة بحالتها الصحية. كما شهدت جماعة تبانت بآيت بوكماز تدخلًا طبيًا مستعجلاً لفائدة مريض كان في وضع صحي حرج، إذ تم العمل على استقرار حالته في المكان قبل نقله بشكل استعجالي إلى المستشفى الإقليميبأزيلال لتلقي العلاجات الضرورية. وتواصلت تدخلات عملية "رعاية" بعدد من المراكز الصحية بالإقليم، من بينها المركز الصحي بآيت محمد الذي شهد ولادة طبيعية ناجحة لامرأة تضع مولودا لأول مرة، إلى جانب التكفل بحالات صحية أخرى، من ضمنها حروق وصعوبات في التنفس لدى رضيع، في إطار تنسيق مهني بين مختلف المراكز الصحية. ولم تقتصر هذه الجهود على الجانب الصحي فقط، بل امتدت إلى البعد الاجتماعي، إذ قامت الأطر الصحية بإسران، بتنسيق مع السلطات المحلية، بزيارات ميدانية لمراكز إيواء الأشخاص والنساء في وضعية صعبة بمدينة دمنات، من أجل تتبع أوضاعهم الصحية والوقوف على احتياجاتهم الطبية، مع تسجيل تدخلات مماثلة بمنطقة أوزود لفائدة أشخاص بدون مأوى. وفي هذا السياق أشرفت لجنة محلية لليقظة، تحت إشراف باشا مدينة أزيلال، وبمشاركة السلطات المحلية، والمديرية الإقليمية للتعاون الوطني، ومدير مركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة بأزيلال، إلى جانب المصالح الأمنية وفعاليات من المجتمع المدني، على نقل عدد من الأشخاص بدون مأوى إلى مركز الإيواء، حيث تم توفير الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم في ظل موجة البرد. وفي تصريح له أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال، عادل أيت حدو، أن هذه التدخلات تُجسّد مستوى التعبئة والجاهزية التي تميز مختلف المتدخلين، مشددًا على أن عملية "رعاية" ستتواصل لمواجهة تداعيات موجة البرد والتقلبات الجوية، وضمان الحق في العلاج والحماية الاجتماعية رغم صعوبة المسالك والتحديات الميدانية.