قال محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن قطاع الريآضة، وبفضل عناية الملك محمد السادس، عرف "تحولات هيكلية وإنجازات تاريخية تؤكد أن المسار الإصلاحي، الذي انطلق من توصيات مناظرة الصخيرات لسنة 2008، بدأ يؤتي ثماره"، مستندا في ذلك إلى جملة من المعطيات؛ منها "تطوير الرياضة ذات المستوى العالي والإنجازات الكبرى". ووضح برادة اليوم الخميس، خلال مشاركته في المنتدى الدولي حول الرياضة الذي ينظمه مجلس النواب في إطار أعمال المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020، أن "نجاعة الاستثمار في الرياضة ذات المستوى العالي تتجسد في تحقيق أبطالنا لإنجازات استثنائية، نذكر منها الإشعاع الكروي العالمي الذي تجسدت أبرز نتائجه في بلوغ المنتخب الوطني لكرة القدم الدور نصف النهائي لكأس العالم قطر 2022". وتطرق المسؤول الحكومي أيضا إلى "تحقيق منتخبنا الفوز بكأس العالم للناشئين تحت 20 سنة كأول تتويج عالمي"، مضيفا ما وصفه ب"التألق الأولمبي والبارا أولمبي، المتمثل في تتويج البطل العالمي سفيان البقالي بالميدالية الذهبية الأولمبية في سباق 3000 متر موانع بباريس 2024، إضافة إلى الحصيلة البارا أولمبية المشرفة التي وضعت المغرب ضمن مصاف الدول الرائدة عالميا وقاريا في رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة"، زيادة على "الإنجازات المتتالية التي حققتها منتخبات كرة القدم النسوية وداخل القاعة، والتي مكنت من تنويع مسارات التفوق الرياضي". وضمن ما ارتكز عليه الوزير الوصي على قطاع الرياضة، يوجد أيضا "عصرنة البنيات التحتية والمنشآت الرياضية"، مبرزا أنه بفضل الرؤية الملكية "شهدت البنيات التحتية الرياضية تحولا عميقا مكّن بلادنا من نيل شرف استضافة أكبر التظاهرات القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030′′، مسجلا أن "هذه المنشآت الكبرى واكبها توسيع رياضة القرب عبر الرفع من شبكة ملاعب القرب، ومواكبة إحداثها وتدبيرها". وفي السياق نفسه، ذكر محمد سعد برادة أن وزارته "تعمل على تعزيز وترسيخ أسس الحكامة الجيدة والتنسيق المؤسساتي في تدبير الشأن الرياضي؛ وذلك من خلال إبرام عقود الأهداف والنجاعة التي تهدف إلى تعميق التنسيق الإستراتيجي مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجامعات الرياضية، وفق مقاربة تعاقدية شفافة ومبنية على نتائج الأداء والفعالية". وأشار المتحدث خلال اللقاء المنظم، اليوم الخميس، بالغرفة البرلمانية الأولى تحت الرعاية الملكية ويرفع شعار "نحو استراتيجية وطنية للنهوض بالرياضة" إلى "تفعيل الدبلوماسية الرياضية من خلال توظيف الرياضة كأداة للإشعاع الدولي للمملكة، عبر استضافة التظاهرات الكبرى وتعزيز التمثيلية المغربية في مختلف الهيئات القارية والدولية". من جهة أخرى، ذكر الوزير أن "الإقرار بهذه الإنجازات يجب ألا يحجب عنا مسؤوليتنا الجماعية في معالجة الإكراهات والنقائص البنيوية التي لا تزال تعتري منظوماتنا الرياضية، لا سيما في الأنواع الرياضية الأولمبية"، موردا أن "الأداء الرياضي العالي أصبح مسألة تخطيط استراتيجي وعلمي دقيق، وليس نتاج الصدفة؛ ما يحتم علينا تجويد النظام الرياضي الوطني ومواكبته للتطورات العالمية". ومن هذا المنطلق، سجل أن المرحلة الجديدة تتطلب "تفعيلا جادا لمجموعة من الروافع الاستراتيجية"؛ أهمها، في تقديره، "مراجعة الإطار القانوني وتعزيز الحكامة الرياضية من خلال تحديث الترسانة القانونية؛ وذلك بتحيين القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، لضمان ملاءمته مع التحولات المؤسساتية والمتطلبات الاحترافية"، وكذا "تفعيل الجهة كمحرك للنهوض بالرياضة". ووضح برادة أن "اللامركزية الرياضية تعدّ ضرورة لتفعيل الجهة كقاطرة للإستراتيجية الوطنية للرياضة، عبر إحداث مجالس وهيئات جهوية للرياضة وتنزيل المخططات الجهوية للتنمية الرياضية، بالإضافة إلى إنشاء أقطاب مندمجة للتميز الرياضي على المستوى الجهوي"، متطرقا كذلك إلى دور "الرهان على تكوين وإعداد الأبطال؛ من خلال إصلاح مسالك التكوين وتعميق الإصلاح في مجال اكتشاف المواهب وإعدادها، عبر تطوير برنامج 'رياضة ودراسة' وتأهيل مراكز التكوين الوطنية، وتنمية العمل التطوعي الرياضي لضمان تأطير تقني ذي جودة".