من الآن فصاعدا، سيجد المصلّون في أزيد من 45 ألف مسجد بالمغرب، أنفسهم أمام نوع جديد من المصابيح وسخانات المياه وحتى الكهرباء، حيث جرى الاتفاق اليوم على مشروع "المساجد الخضراء" التي ترمي إلى الاستهلاك المُعقلَن للطاقة داخل بيوت الله. اتفاقية التأهيل الطاقي في المساجد، التي وقعها اليوم محمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، وعبد القادر اعمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، تشمل تركيب مصابيح ذات الاستهلاك المنخفض، وسخانات الماء تعمل بالطاقة الشمسية، وعزل عدادات المساجد عن عدادات المساكن الوظيفية وتجهيز المساجد بالألواح الشمسية، إضافة إلى اختيار الجهد(Puissance) حسب حاجيات المساجد. وسيتم منح كل مسجد مستفيد من المشروع علامة "المسجد الأخضر"، من طرف وزارة الأوقاف، بدعم من الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، فيما سيشمل البرنامج دفعة أولى مكونة من ألف مسجد، من بين 45 ألف بيت للعبادة متواجد في المغرب، في أفق تعميم التجربة على الصعيد الوطني. في السياق ذاته، أنجزت شركة الاستثمارات الطاقية، دراسة أولية على المساجد، وفق معلومات قدمتها وزارة الأوقاف، شملت تصنيف المساجد وفق معايير المساحة والصنف، والاستهلاك، ونوعية الاشتراك الكهربائي، حيث أكدت الدراسة أن تفعيل المشروع سيجنب المغرب تبذير الطاقة وتوفير ما يناهز 30 إلى 40 ٪ من الاستهلاك الطاقي للمساجد. من جهته، اعتبر عبدالقادر اعمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن "تطوع" وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للقيام بدور التحسيس والوعي بالاستهلاك المعقلن للطاقة داخل المساجد، "سابقة" ستجعل المغرب "رائدة في هذا المجال في العالم الإسلامي". الوزير أشار إلى أن المشروع يأتي نتيجة للاستراتيجية الحكومية في الطاقة الوطنية، والتي تهدف، حسب اعمارة، إلى تحقيق اقتصاد 12 % في أفق 2020 و15% من الاستهلاك الطاقي في أفق 2030، عبر "الاستعمال المعقلن للطاقة في جميع مجالات النشاط الاقتصادي والاجتماعي".