في الوقت الذي يحتفل فيه العالم اليوم الخميس بيوم الأغذية، الذي اختارت له منظمة الأغذية والزراعة الأممية "الزراعة الأسرية" موضوعاً لهذا العام، أصدر المركز الدولي للبحث في السياسات الغذائية، تقريره الجديد حول مؤشر الجوع في العالم، يتحدث فيه عن معاناة 16 دولة، أغلبها ينتمي لإفريقيا جنوب الصحراء والجنوب الآسيوي، مع الجوع، في مقدمتها بوروندي؛ في حين يبقى 2 مليار شخص يعانون من "جوع خفي"، قد يؤدي إلى الموت. تقرير مركز الIFPRI، الذي يوجد مقره بواشنطن، كشف أن المغاربة يعيشون في مستوى "مُنخفض" من سوء التغذية، بقيمة تقل عن 4.9 على 100، (0 تدل على عدم وجود الجوع في البلاد) وفق المؤشر العالمي للتغذية "GHI"، وهو المعدل الذي أخذ طريقه نحو الانخفاض ولو بشكل بطيء منذ عام 1994، بالموازاة مع انخفاض متواصل في نسبة وفيات الأطفال المغاربة أقل من 5 سنوات. مؤشر التغذية العالمي، الذي سجل ارتفاعا بالمغرب ما بين العام 2000 و2005، عاود انخفاضه بعد ذلك بشكل بطيء، في حين أن نسبة السكان المغاربة الذي يعانون نقصاً في التغذية باتت شبه مستقرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعد انخفاض سجل مند 1995. وفي الوقت الذي عرفت فيه نسبة الأطفال المغاربة، ممن تقل أعمارهم عن 5 سنوات ويعانون نقصا في الوزن الطبيعي، ارتفاعاً مهماً من العام 2000 إلى 2005، إلا أن المعدل أخذ في الانخفاض بشكل سريع إلى حدود العام الحالي.. وهي المحددات الثلاثة (مستوى تغذية الساكنة ونسبة وفيات الأطفال المغاربة أقل من 5 سنوات ونسبتهم ممن يعانون نقصا في الوزن الطبيعي)، التي جعلت التقرير يجعل المغرب خارج نطاق الدول الجائعة في العالم. من جهة أخرى، أورد التقرير أن معدل الجوع في العالم لهذا العام قد عرق تحسناً ملحوظا داخل الدول النامية، حيث سجل انخفاضا بنسبة بلغت 39%، إلا أن النسبة تبقى خطيرة في مُجمل دول العالم النامي، إذ بلغ عدد السكان الذين يعانون من الجوع 805 مليون شخص، وهي التّقديرات التي أقرتها المنظمة العالمية للأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، فيما أعلن أنّ المتوسط العالمي في مستوى التغذية يتميز بالاختلاف بين دول المعمور، على أن دولاً في إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا الجنوبية، تعرف معدلا مرتفعاً في مستوى الجوع. وأظهر المؤشر السنوي أن 16 دولة تعاني من مستويات خطيرة ومقلقة من الجوع، حيث تتصدر بوروندي المؤشر العالمي للجوع للعام الثالث على التوالي، تتبعها دول إريتريا وتيمور الشرقية وجزر القمر.. مقابل 26 دولة تمكنت، منذ 1994، من خفض معدل الجوع لديها، بنسبة بلغت حتى 50%، في مقدمتها دول أنغولا وبنغلاديش وغانا والنيجر وتشاد وتايلاند والفيتنام. 2 مليار شخص في العالم، هو عدد السكان في الكرة الأرضية، وفق التقرير المذكور، الذين يعانون من "الجُوع المُتخفّي"، النّاتج عن نقص حاد في الفيتامينات والمعادن الضرورية توفّرها في الغذاء اليومي، وهو الجوع الذي يشكل تهديدا صريحا للإنسان، بحسب التقرير، حيث يضعف الجهاز المناعاتي والنّمو الذهنّي والجسدي، فيما يمكن أن يؤدي إلى الموت. في السياق ذاته، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ال"فاو"، مطلع هذا الأسبوع، أن نصف سكان العالم يعانون من نقص سوء التغذية، من بينهم 160 مليون طفل دون الخامسة يعانون من مرض "التقزم" الغذائي، أو قصر القامة الناتج عن سوء التغذية، في مقابل ذلك تطال "السمنة" حوالي نصف مليار شخص عبر العالم. واقع التغذية العالمي، دفع "الفاو" ومنظمة الصحة العالمية إلى اعتماد إعلان سياسي وطوعي يتضمن أزيد من 50 توصية لعلاج المشكلات المطروحة، حمّلت خلاله الحكومات مسؤولية تنفيذها، أبرزها الحرص على تنفيذ مخططات وسياسات وطنية للنهوض بالتغذية، وزيادة الاستثمارات في المجال، مع الدعوة إلى تعزيز الإنتاج الزراعي المستدام بطرق تضمن الأمن الغذائي وتمكن الأفراد من تأمين الحماية صحية.