أذكَى إعفاءُ ثلاثة وزراء من حكومة عبد الإله بنكيران، مؤخرًا بالمغرب، مطالبَ داخلَ مخيمات تندُوف بحذو القيادة الانفصاليَّة حذو المغرب، في محاسبة منْ تورطُوا في فضائح، وسطَ انتقاداتٍ للجمود في المسؤوليَّة بالرُّغم منْ توالِي عدَّة إخفاقاتٍ، في الداخل كما الخارج حيثُ فشل مسؤُولو الجبهة في انتزاع قرارٍ أممي لصالحهم من نيُويورك. منبرٌ انفصاليٌّ يعرف ب "المستقبل الصحراوِي"، عنونَ "الجيران يتحركُون وقيادتنا تدُور حول نفسها"، موردا أن "الفضائح" التي أفضت إلى إعفاء كلٍّ منْ وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، والوزيرة المنتدبَة في التعليم العالِي، سمية بنخلدُون، وعبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب في التكوين المهني، تبدُو عاديَّة بالقياس إلى كوارث القيادة الانفصاليَّة. وأورد المنبرُ ذاته، أنَّ في الوقت الذِي يقُود اقتناءُ الشوكولاتة منْ أموال الشعب في المغرب إلى الإعفاء، لا يقدمُ المسؤُولون الانفصاليُّون الاستقالة من مناصبهم بالرُّغم ممَّا يطفُو منْ فضائح على مستوى تدبيرهم، في إشارة إلى المساعدات التي سبق أنْ كشف تقريرٌ للمكتب الأوروبي لمكافحة الغش، الاستيلاء عليها من لدن مسؤُولين انفصاليِّين وجزائريِّين وتحويلها للبيع عوض تسخيرها للإغاثة. وأضاف المصدر ذاته أنَّ سعيَ قيادة البُوليساريُو إلى تخوين كلِّ من ينتقدها، متهمةً إيَّاهُ بالعمالة للمغرب، بغية إخراسه، في نهجٍ ابتدعتهُ منذُ سبعينات القرن الماضي وثمانيناته لمْ يعدْ ينطلِي على أحد، في خضمِّ المتغيرات التي شهدتها المنطقة، إبَّان السنوات الأخيرة. وزاد المنبر الانفصالي أنَّ الجزائر نفسها التي تشكلُ حاضنةً للبُوليساريُو ويحكمها رئيسٌ مقعد، صارتْ ترضخُ في الآونة الأخيرة لضغط الشارع، بعدما جرى التوجه نحو تعديلٍ وزارِي، إثر توالِي احتجاجات عين صالح على الغاز الصخرِي، وفي أعقاب تطورات غرداية، التي أججت غضبًا في البلاد. أمَّا في البُوليساريُو، حيثُ لا شيء يتغير، فيوردُ "المستقبل الصحراوِي" أنَّ زعيم جبهة البُوليساريُو لا يجدُ حرجًا في إخفاء إخفاقاته الديبلوماسيَّة، قائلًا إنَّ طريقة معالجته الأمور هي التي أطلقت العنان لما سميَ "كذبة الحسم"، بعدما كانَ يروج لصدُور قرار تاريخي حاسم في ملفِّ الصحراء، برسم أبريل المنصرم. في المنحى ذاته، ساق المنبر نبرةً استعلائيَّة من زعيم جبهة البُوليساريُو في مخاطبة معارضيه، إبَّان مؤتمر عقد مؤخرًا، بقوله "شكُون نتُوما"، دُون الجُلوس إلى الحوار، والقبُول بضخِّ دماءٍ جديدة في مناصب المسؤُوليَّة، أمام كلِّ التحديات المطروحة.