منذ أزيد من سنتين، و "م.إ" تنتظر حكمًا قضائيًا ينهي قضية ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات، والتي تقول والدتها إنها تعرّضت لاغتصاب من طرف والدها وهي لم تتجاوز بعد ربيعها الثالث، في قضية كتبت عنها الصحافة البلجيكية، بما أن الطفلة تحمل جنسية هذه الدولة، زيادة على الجنسية المغربية. هذه القضية التي ستُعرض جلستها في الأشهر القادمة، تعود إلى عام 2013، سنة بعد طلاق "م.إ" من زوجها، وذلك عندما اكتشفت أن ابنتها الصغيرة تقوم بأفعال غريبة: "في أحد الأيام، طلبت من جدتها أن تلمسها كما يلمسها والدها. كما كانت تتجرّد من ملابسها وتطلب منا مداعبتها، قبل أن تصرّح لنا يومًا بأنها كانت تلعب لعبة الأمير والأميرة مع والدها، وأنه أضرّها كثيرًا بأصبعه في المرة الأخيرة" تقول والدتها. وتضيف الأم البالغة من العمر 34 سنة، في تصريحات لهسبريس، أنها نقلت ابنتها إلى اختصاصية في الأمراض النفسية بمستشفى ابن رشد، لتؤكد لها أن الطفلة تعرّضت لعنف جنسي مرات متعددة، وأن الأب كان يولج أصبعه في جهازها التناسلي عندما كان يأخذها إلى بيته، كما كان يجبرها على مداعبة عضوه الحميمي، وهو ما وّلد مضاعفات نفسية خطيرة للصغيرة. وأبرزت الأم أنها رفعت شكاية إلى نائب وكيل الملك، إلّا أن الملف تم حفظه في ذلك العام، لتعيد المحاولة من جديد هذه السنة، وترفع دعوى قضائية أخرى من جديد، أسفرت عن متابعة قاضي التحقيق للزوج، ممّا فتح الملف من جديد، إذ سيعرض قريبًا في جلسة خاصة، وذلك رغم إنكار الزوج وتأكيده للسلطات استحالة قيامه بما تتهمه زوجته به. وحسب ما جاء في شهادة الأم، فالزوج "ينتمي لعائلة قوية تملك نفوذًا واسعًا، وقد سبق له أن قال للأم بأنها لن تستطيع جرّه للمتابعة بهذه التهمة"، مشيرة إلى أنه يتهمها بمحاولة اختلاق هذه القصة للانتقام منه، بينما ترّد الأم أن القانون خوّل لها حق حضانة طفلتيها، كما أنها لن تفكّر في الانتقام باستعمال فلذة كبدها. وعن إمكانية تدخل السلطات البلجيكية في هذا الملف، قالت الأم إن ذلك غير ممكن، بالنظر إلى أن الابنة ازدادت بالمغرب من أب مغربي وأم تملك الجنسيتين (بما أن جدة الطفلة، بلجيكية استقرت بالدارالبيضاء رفقة زوجها المغربي)، على اعتبار أن القانون المغربي في هذه الحالة، يعتبر الملف شأنًا خاصًا بالعدالة المحليّة. وعادت الأم إلى زواجها، فقد اقترنت بزوجها عام 2009، وسكنت معه في مدينة الدارالبيضاء، حيث رُزقت منه بطفلتين، الكبرى هي التي يتمحور حولها هذا الملف، ثم الصغرى التي يقلّ عمرها عن شقيقتها ب15 شهرًا، غير أن كثرة المشاكل، التي وصلت حد تعنيفها، والحكم على الزوج بالسجن غير النافذ في وقت سابق، عجلّت بنهاية علاقتها عام 2012.