في خضم التطور الذي تشهده الصحافة الرقمية في المغرب، خاصة مع توسع قاعدة المغاربة المرتبطين بشبكة الإنترنت، في مقابل الانخفاض الملحوظ لمبيعات الصحف الورقية، حاول وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة طمأنة أصحاب مقاولات الصحافة الورقية، وقال إن الصحافة الرقمية تتعايش مع نظيرتها الإلكترونية، ولن تكون إحداهما بديلة للأخرى. وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة قال في ندوة دولية، نظمها مركز الأبحاث والدراسات في العلوم الاجتماعية اليوم بالرباط، حول موضوع: "تقييم حرية الإعلام في الزمن الرقمي"، (قال) إنه "لا يمكن تصور المستقبل بدون صحافة رقمية، كما لا يمكن تصوره بدون صحافة ورقية"، لافتا إلى أن "مستقبلهما متقارب، ولن تشكل إحداهما بديلا للأخرى". وتوقف الخلفي عند عدد من التحديات التي تواجه المقاولة الصحافية المغربية، سواء الإعلام الرقمي أو المكتوب، مشددا على أن ثمة حاجة ماسة إلى التفكير في النموذج الاقتصادي للمقاولات الصحافية المغربية، حتى تتمكن من تجاوز التحديات التي تعترضها، وضمان استقلاليتها، قائلا: "بدون توفير أسس نموذج اقتصادي لا يمكن توفير الحماية للمؤسسات الصحافية". وفي مقابل طمأنته للمهنيين العاملين في مقاولات الصحافة الورقية، أكد الخلفي أن الإعلام الرقمي في المغرب يعرف تطورا مطردا، معتبرا أن التحدي الرقمي برز بشكل حاد خلال السنة الجارية، من خلال ثلاثة مؤشرات، أولها انتشار المواقع الإلكترونية، التي بلغ عدد المعترف بها إلى حدود متم شهر أكتوبر الماضي 204 مواقع، وانتشار الإنترنت بشكل واسع، ببلوغ عدد المنخرطين 13 مليون منخرط، في حين وصل عدد مستعملي "فيسبوك" 11 مليون مشترك. وبالموازاة مع التطور الملحوظ الذي يشهده الإعلام الرقمي تبرز عدة تحديات، من بينها التعددية والحماية والسلامة الرقمية، من خلال حماية المعطيات الشخصية وحماية الحياة الخاصة للأفراد، ومكافحة بث الخطابات المروجة للعنف. وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في هذا الصدد، إن "الفضاء الرقمي يجب أن يكون فضاء للتعايش والتفاعل والقبول بالآخر، بدل أن يكون فضاء لبث ثقافة الانقسام والتطرف". وفي مقابل التطور الملحوظ للإعلام الرقمي في المغرب، يبدو أن ثمة حاجة إلى تعزيز هامش الحرية بما يضمن حق التعبير لجميع التيارات؛ وأوضح الخلفي في هذا الصدد أن هناك تحديات على مستوى التعددية؛ "فلا مستقبل لإعلام حر في غياب تعددية حرة غير شكلية"، يقول الخلفي، مضيفا: "لا نحتاج فقط إلى تعددية المنابر، بل إلى تعدد التيارات والفكر، فالتعددية السياسية والثقافية تعكس جوهر الانفتاح الديمقراطي". وبخصوص تنظيم مجال الصحافة الإلكترونية، قال الخلفي إن "جل توصيات الكتَاب الأبيض الذي تم إعداده بهذا الشأن، وكان آلية تأسيسية لتنظيم هذا المجال في إطار إستراتيجية المغرب الرقمي، تمت أجرأتها"، لافتا إلى أن "توصيات الكتاب الأبيض استفدت مهمتها، ويجب العمل على إرساء آليات لاستكمال ما جاءت به".