أولت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الجمعة بأوروبا الغربية اهتمامها لعدة قضايا ، كان أبرزها المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي التي بدأت أمس الخميس ببروكسل ، والتي تسعى الى الحفاظ على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. ففي بلجيكا ، أكدت (لوفيف) أن الأوروبيين يريدون " اتفاقا جيدا لكن ليس بأي ثمن ". وفي انتظار ذلك، تضيف الجريدة، يجب تليين مواقف الجميع، من أجل تجنب احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يخلق اضطرابا داخل الاتحاد. وتساءلت (لوسوار) ما إذا كانت هناك أسباب معقولة تجعلنا نعتقد بأن البلدان ال28 ستؤيد مشروع اتفاق، حيث لم تعبر أي دولة عضو عن معارضتها لأي من المقتضيات في نص الاتفاق الذي أعده الخبراء ورجال القانون قبل 15 سنة. أما (لاليبر بلجيك) فأشارت إلى أن بعض البلدان تحرص على إغلاق الباب أمام المزايدات البريطانية التي تهدف إلى تحويل " لا " إلى " نعم "، مضيفة أن الفكرة ستمكن كامرون ايضا من إخماد حجج المعارضين داخل حزبه، والذين يرون أن الشركاء الأوروبيين للندن مستعدون لجميع التنازلات للحفاظ على بريطانيا داخل الاتحاد. وفي سويسرا، أكدت (لاتريبون دو جنيف) رفض العديد من الحكومات الأوروبية لمطالب رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون. وتساءل كاتب العمود ما إذا كان الاتفاق بين مجلس أوروبا وكامرون لا زال قائما أمام تصاعد موجة المعارضة للتنازلات التي تطالب بها لندن. واعتبرت (24 أور) من جانبها أن رئيس الوزراء البريطاني يراهن على مساره السياسي والأثر الذي سيسجله التاريخ من خلال المفاوضات لتجنب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. وقالت إن كامرون محاصر بين البلدان الأوروبية المعارضة لأي تغيير حول حرية التنقل ورأي عام أقل حماسا خضع لضغط صحافة شعبية تشكك في المشروع الأوروبي. من جانبها، لا تستبعد (لوطون) اختراقا في آخر ساعة في قضية التوافقات مع المملكة المتحدة لتجنب خروج تكون له عواقب وخيمة. وكتبت أن رئيس الوزراء رفع سقف مطالبه حيث اشترط اتفاقا ذي مصداقية في عيون البريطانيين يكون قادرا على إقناع مواطنيه بدعم بلاده داخل الاتحاد الأوروبي. وفي فرنسا تطرقت الصحف الى الاعتداء الذي شهدته اول امس الاربعاء انقرة، مشيرة الى ان المتمردين الاكراد متهمين من قبل تركيا بالوقوف وراء هذا الهجوم. في هذا الصدد كتبت صحيفة (ليراسيون) ان هذا الهجوم يعتبر مرحلة جديدة في تصعيد الحرب في سوريا على خلفية التوتر التركي الروسي. وقالت الصحيفة ان مكان الهجوم، وسط انقرة يكتسي رمزية كبيرة ،حيث يوجد مقر الجمعية الوطنية ، ومكاتب رئيس الوزراء ،ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة، مضيفة ان هذا الهجوم الانتحاري سيسرع ايضا من اعطاء طابع اقليمي للنزاع السوري. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان المواجهة بين حزب العمال الكردستاني وانقرة، عرفت تصعيدا منذ بداية تقدم المتمردين الاكراد السوريين من حزب الاتحاد الديموقراطي، على الارض شمال سوريا، مبرزة ان المليشيات المسلحة الكردية السورية ، استطاعت السيطرة مساء الاثنين على مدينة تل رفعت،التي تقع على بعد عشرين كلم من الحدود التركية مستفيدة من الغطاء الجوي الروسي. وفي إسبانيا، شكل عجز الأحزاب السياسية عن التوصل لاتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة جديدة أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم. وهكذا أوردت (لا راثون) تصريحات رئيس الحكومة المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، التي أسر فيها لرئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأنه لا يستبعد أن تتم الدعوة لانتخابات جديدة بإسبانيا في 26 يونيو القادم. أما صحيفة (أ بي سي) فعادت لتصريحات الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، الذي وصف تصريحات راخوي بأنه "يرثى لها"، قائلا إنه في الوقت الذي يحاول فيه تشكيل الحكومة، يفضل زعيم اليمين إجراء انتخابات جديدة. من جهتها كتبت (إلموندو) أن الضغط الممارس على القضاة والمدعين العامين قاد حزب بوديموس المناهض للتقشف للقيام بتصحيح ثاني لبرنامجه للولاية التشريعية المقبلة، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يروم ضمان استقلال القضاء. وفي سياق متصل أشارت (إلباييس) إلى أن الحزب الشعبي اقترح منح منصبي نائبي الرئيس للحزب الاشتراكي وحزب سيوددانس بغية التوصل لاتفاق مع هذين الحزبين لتشكيل حكومة محافظة بدعم من اليسار والوسط. وفي ألمانيا ، اهتمت الصحف بجملة من المواضيع كان أبرزها قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل والوضع في تركيا بعد اعتداء أنقرة الذي ألقى بظلاله على أشغال القمة. فكتبت صحيفة (كولنر شتات أنتسايفر) ، في تعليقها أن أنقرة تعيش وضعا صعبا على خلفية مواجهتها لتحدى الإرهاب والأمن وسياستها الخارجية مشيرة إلى أن مشاكل تركيا التي ترغب في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي ، هي مشاكل تعني كل الاتحاد وتمثل بالنسبة له "كابوسا حقيقيا " . من جانبها ترى صحيفة ( نوربيرغر ناخغيشتن) ، أن " تركيا محاصرة منذ الصيف الماضي داخل دوامة من العنف الذي يبدو أنه لا وجود لوسيلة للخروج منه بسبب الوضع المضطرب " مشيرة إلى أن أمرين أساسيين ساهما في هذا الوضع الكارثي ، وفي زعزعة الاستقرار أحدهما الصراع في سورية المجاورة والثاني التفكير ضيق الأفق للقيادة التركية . وترى صحيفة (تاغسشبيغل) ، أنه بالنسبة لأوروبا والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو " هل في ظل الظروف الحالية ممكن أن تظل تركيا شريكا موثوقا به لحل أزمة اللاجئين " لأن تركيا ، تقول الصحيفة ، "لها بالفعل تأثير على الاتحاد الأوروبي ككل " ويظهر ذلك من خلال أزمة اللاجئين . صحيفة (فيستفاليشن ناخيشتن ) ، لاحظت من جانبها ، أن قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل سادها الخوف بدلا من الحكمة في اتخاذ القرار معربة عن الأمل في أن تسفر عن حل أوروبي مشترك قبل أن تنهار كل السبل. أما صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) ، فتساءلت " من سيقف وراء أنغيلا ميركل في الاتحاد الأوروبي ويدعم سياسة الحدود المفتوحة التي تعتمدها ¿ لا أحد " مشيرة إلى أن "كل دول أوروبا الشرقية تقريبا لم تعد تؤمن بإيجاد الحل لأزمة اللاجئين مع تركيا ، إضافة إلى أنه حتى التعاون الفرنسي الألماني في هذا الإطار لم يعد فعالا ". وفي بريطانيا ، ركزت الصحف على المفاوضات العسيرة التي تجري في بروكسل لتجنب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وتناولت صحيفة "الغارديان" ما وصفته ب"الفرصة الأخيرة" لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لنزع اتفاق من شركائه الأوروبيين الذين يبدو أنهم مصممون على الحد من التنازلات المقدمة للندن من أجل إعادة تحديد العلاقة بين المملكة المتحدة ومجموع دول الاتحاد الاوروبي. ومع ذلك، تقول الصحيفة ، فإن اتفاقا يمكن ديفيد كاميرون من إطلاق حملته الانتخابية لصالح الحفاظ على المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء في يونيو ، لا يزال يبدو ممكنا مشيرة إلى أن القضايا صعبة الحل تبطئ المفاوضات. وأشارت صحيفة "ديلي ميل" الى المقاومة القوية التي يتعرض لها رئيس الحكومة البريطانية الذي يريد التوصل الى اتفاق قوي لإقناع البريطانيين بدعم بقاء المملكة المتحدة في عضوية الاتحاد الأوروبي. أما بالنسبة ل "ديلي اكسبريس"، فإنها لا تخفي تشاؤمها حيث تتوقع فشل كاميرون في الحصول على اتفاق جيد مع الأوروبيين، في حين أن رئيس الوزراء البريطاني ، تضيف الصحيفة ، يبقى متفائلا، لكنه أكد انه سيرفض أي اتفاق لا يستجيب لطلباته المتعلقة بالإصلاحات. وأبرزت صحيفة "ديلي تلغراف" دعم رجال الأعمال للجهود التي تبذلها الحكومة للحفاظ على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي على اعتبار أن أوروبا تمثل سوقا مهما واستراتيجيا بالنسبة للاقتصاد البريطاني. في استونيا، كتبت صحيفة (بوستيميس) أن القادة الأوروبيين يجتمعون اليوم ببروكسيل من أجل التوصل إلى حل وسط بشأن الإصلاحات التي يطالب بها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وذلك بغية تجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحيفة إنه في حال خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك سيؤثر على وضعية الاتحاد الذي يعاني حاليا من أزمة هجرة غير مسبوقة لم يشهد مثلها منذ سنة 1945. واعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بقمة حاسمة بالنسبة لمستقبل العلاقات بين لندن وأوروبا، مشيرة إلى أن العديد من أوجه الاختلاف لا تزال مطروحة، داعية إلى ضرورة استمرار المفاوضات حتى اللحظة الأخيرة. وذكرت الصحيفة بأن زعيم حزب المحافظين ببريطانيا، الذي يواجه قوة متنامية داخل حزبه تشكك في الإتحاد الأوروبي، قد وعد بتنظيم استفتاء حول استمرار أو خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه يمكن لكاميرون القيام بحملة لفائدة التصويت بعدم الخروج من الاتحاد إذا حصل على ما يكفي من تنازلات من شركائه الأوروبيين. وترى الصحيفة أن ديفيد كاميرون يرغب، على الخصوص، في التشديد بشأن مزايا يتمتع بها العمال المهاجرون داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل الحد من ارتفاع عدد الوافدين الجدد على الأراضي البريطانية. وفي فنلندا، اهتمت صحيفة (كاينون) باقتراح الحكومة تشديد الإجراءات الخاصة بالتجمع العائلي، باشتراط توفر المهاجر الراغب في ذلك على دخل شهري بقيمة 1700 أورو. وقالت الصحيفة إن عددا من السياسيين الفنلنديين يطالبون، على الخصوص، بأن لا يشمل شرط التوفر على الدخل الكافي من أجل تحقيق التجمع العائلي المواطنين الفنلنديين. واعتبرت أن تشديد شروط التجمع العائلي لم تكن السبب وراء ردود فعل الأحزاب السياسية، بل احتمال تطبيق هذه الإجراءات أيضا على أزواج وأطفال الفنلنديين الذين يرغبون في العيش بفنلندا. وأضافت أنه خلافا لاقتراح الحكومة، فإن العديد من السياسيين يرون أنه من الطبيعي جدا أن يتم تسهيل إجراءات التجمع العائلي إذا كان الأمر يتعلق بمواطنين فنلنديين أو لاجئين يعيشون في البلاد بشكل قانوني. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (كلاسيكامبن) إلى الصراع بين تركيا والأكراد، خاصة بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت مناطق بتركيا وتم خلالها اتهام أطراف كردية بالمسؤولية عنها. واعتبرت الصحيفة أن الصراع أصبح شديدا بين تركيا والمتمردين الأكراد بعد هذه الحوادث، مشيرة إلى رد فعل الحكومة التركية التي كثفت من ضرباتها ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني وأطراف كردية أخرى شمال سورية. وأكدت الصحيفة أن تركيا عازمة على مواجهة كل القوى الكردية التي تهدد مصالحها في المنطقة، وهو ما يفسر استمرار الضربات الجوية للجيش التركي وسعيه للاستفادة من تعاون الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى اتهام حزب العمال الكردستاني وميليشيات كردية أخرى بالوقوف خلف هذه التفجيرات. ونقلت الصحيفة عن سياسي كردي قوله إنه سيكون بمثابة انتحار سياسي تنفيذ مثل هذه الهجمات في وقت يحظى فيه الأكراد بدعم وتأييد المجتمع الدولي، مشيرا إلى إدانة الولاياتالمتحدة ودول أخرى الهجوم التركي على الأكراد وطلبهم وقف الهجمات.