يبدو أن "سوء الفهم" الدبلوماسي بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية بخصوص قضية الصحراء لا ينطبق على التعاون العسكري بين البلدين، على الأقل هذا ما أظهره بيان لقوات المشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، حول مناورات "الأسد الإفريقي" التي عرفتها ضواحي مدينة أكادير بمشاركة الجيش المغربي، وعدد من الجيوش الأوروبية والعربية؛ حيث أكدت قوات "المارينز" أن التعاون مع عناصر القوات المسلحة الملكية تم بطريقة جيدة، "وأن الجيش المغربي له قدرات كبيرة ومتفردة". وقالت قيادة "المارينز" الأمريكي إن تمرين "الأسد الإفريقي" لهذه السنة، والذي شاركت فيه 16 دولة مختلفة، كان الهدف الأساسي منه هو التنسيق بين عناصر جيوش مختلفة في إطار عمليات عسكرية، وتطوير العلاقات العسكرية بين هذه الدولية، من أجل العمل مع بعضها بشكل أكثر نجاعة. قوات "المارينز" شددت على "أهمية هذه المناورات التي تمت بالتعاون بين الجيش الأمريكي والجيش المغربي، خصوصا أن للجيشين قدرات متفردة"، معترفة أنه عندما يقوم الجيش الأمريكي ونظيره المغربي بعرض قدراتهما سويا، "فإن الفرصة تكون متاحة للتعلم والتعليم بين الطرفين". وعن التداريب التي تلقاها الجنود المشاركون في المناورات، فقد انقسمت إلى شقين، أولهما نظري، والثاني تطبيقي حول التكتيكات القتالية المعتمدة من طرف جيوش الدول المشاركة في المناورات، كما تم تدريب الجنود على تقنيات الحصول على المعلومات وتجميعها، وقانون الحرب، والتحكم في الأسلحة، وعمليات الإنزال في ساحات المعارك، بالإضافة إلى التعامل الجيد مع أسرى الحرب، أو المعتقلين خلال العمليات المسلحة. وبحسب المصدر نفسه، فإن المناورات كانت أيضا فرصة بالنسبة لعدد من جنود الاحتياط في الجيش الأمريكي، بمن فيهم العاملون في قسم الأمن الإلكتروني؛ والذين نقل بيان عن أحدهم، يشتغل مهندسا في الشبكات الإلكترونية، أن المناورات كانت فرصة لهم لتطوير عدد من مهاراتهم والاحتكاك بجنود جيوش أخرى. وأكدت قوات "المارينز" على نجاح مناورات "الأسد الإفريقي"، معتبرة أنها مكنت جميع الجنود المشاركين في هذه العملية العسكرية الأكبر في إفريقيا من التعاون والتعرف على تقنيات القتال المعتمدة من طرف الجيوش المشاركة، "وأيضا ساهمت في تطوير التعاون الإقليمي بين دول المنطقة وقوّت قدرات جيوش الدول على مواجهة الأزمات المسلحة".