إطلالة على أبرز الصحف الصادرة بأمريكا الجنوبيّة

انصب اهتمام الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، على رفض القضاء الفيدرالي بالأرجنتين لتدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من أجل حل الأزمة الإدارية التي يعيشها الاتحاد المحلي للعبة وعلى ارتفاع معدل التضخم بالأرجنتين والتحقيق مع أبناء أحد المقاولين الأرجنتينيين البارزين المتابع بتهمة تحويل وغسيل أموال عمومية، وعلى تطورات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وانعكاساته على البرازيليين المقيمين بالمملكة المتحدة، فضلا عن إضراب سائقي حافلات النقل العمومي بالشيلي والنمو المتوقع لتدفق السياح على هذا البلد خلال فترة عطلة الشتاء.
فبالأرجنتين، ركزت الصحف اهتمامها على رفض القضاء الفيدرالي لتدخل الفيفا من أجل حل الأزمة الإدارية التي يعيشها الاتحاد المحلي لكرة القدم وعلى ارتفاع معدل التضخم والتحقيق مع أبناء أحد المقاولين البارزين المتابع بتهمة تحويل وغسيل أموال عمومية. وذكرت الصحف، في هذا الصدد، أن القاضية الفيدرالية، ماريا سيرفيني دي كوبريا، أعلنت عن رفضها لقرار الفيفا الذي يقضي بتشكيل "لجنة تسوية" ستضم ما بين خمسة وسبعة أعضاء يمثلون الهيئة الكروية العالمية واتحاد امريكا الجنوبية لكرة القدم (الكونميبول)، وستتولى الإدارة اليومية للاتحاد الأرجنتيني وتعديل نظامه الأساسي والإعداد للدعوة إلى إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للاتحاد الأرجنتيني داخل أجل أقصاه 30 يونيو من السنة القادمة.
وأضافت أن القاضية سيرفيني دي كوبريا، التي تشرف على التحقيق في التلاعبات المحتملة في الموارد الضخمة التي يديرها "برنامج كرة القدم للجميع" الحكومي الذي يتولى تدبير حقوق بث مباريات الفرق الأرجنتينية المحلية والقارية، أمرت كتابيا، خلال اجتماع مساء يوم امس مع مسؤولي الأندية الكروية، ب"تجاهل الإشعار الصادر عن الفيفا" بتشكيل لجنة التسوية.
وأوردت أن سكرتير الاتحاد الأرجنتيني، داميان دوبييت، بعث بدوره إلى الفيفا قرار رفض الاتحاد لتدخل الهيئة الكروية العالمية، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة قد تفرض عقوبات على الاتحاد الأرجنتيني جراء هذا الرفض، وقد تشمل منع الفرق والمنتخبات الأرجنتينية لكرة القدم من المشاركة في المنافسات القارية والعالمية.
من جهة أخرى، توقفت الصحف عند تأكيد وزير المالية، ألفونصو برات غاي، ارتفاع التضخم بالأرجنتين إلى نسبة تتراوح بين 40 و42 في المائة، بسبب الزيادات المتتالية في الأسعار، والتي همت على الخصوص المواد الغذائية والمحروقات والكهرباء.
ونقلت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" عن برات غاي قوله، خلال لقاء أمس الجمعة بواشنطن حول "فرص الاستثمار بالأرجنتين" مع مجموعة المستثمرين الأمريكيين، إن معدل التضخم، سيتراجع إلى حوالي 25 في المائة عند متم السنة الجارية أو عند نهاية الربع الأول من العام المقبل على أبعد تقدير، مذكرا بالهدف الذي سطرته الحكومة بالنسبة لمعدل التضخم والمتمثل في خفض هذا الأخير إلى نحو 5 في المائة عند نهاية ولايتها سنة 2019.
وفي موضوع آخر، اهتمت الصحف بقرار القضاء الفيدرالي التحقيق مع الأبناء الأربعة لرجل الأعمال الأرجنتيني لازارو باييز، الموقوف حاليا على ذمة التحقيق في تورطه في غسيل وتحويل أموال عمومية والاغتناء غير المشروع خلال عهد الرئيسة السابقة، كريستينا فيرنانديث دي كيرشنر (2007-2015) وعهد زوجها الرئيس الأسبق، الراحل نيستور كيرشنير .
وكتبت صحيفة "لاناسيون"، في هذا الصدد، أن القاضي الفيدرالي سيباستيان كاسانيو، استدعى أبناء باييز الأربعة للتحقيق معهم بعد اكتشاف توفرهم على خمس حسابات بنكية في سويسرا تحتوي على نحو 25 مليون دولار .
وبالبرازيل، واصلت الصحف متابعتها لآخر التطورات المرتبطة بقرار المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الأوروبي وانعكاساته على البرازيليين المقيمين ببريطانيا.
وتحت عنوان "طلاق متنازع بشأنه مع مملكة غير متحدة"، كتبت صحيفة "أو غلوبو" أن قرار لندن مغادرة الاتحاد الأوروبي أقبر 43 سنة الاندماج مع المجموعة الأوروبية، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة تعيش مرحلة غموض واضطراب سياسي غير مسبوق.
وأشارت الصحيفة إلى أن العالم تابع كيف قدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقالته عقب ظهور نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هذا التصويت المأساوي كان له وقع الزلزال في اسكتلندا، التي ترغب في البقاء داخل المجموعة الأوروبية.
وأوردت اليومية أن المملكة المتحدة تعمل على مضاعفة التدابير الرامية إلى تفادي أي انزلاق اقتصادي، ولكن الجميع يدرك أن حل ما يعتمل بهذا البلد الأوروبي لن يكون سهلا. من جهتها، كتبت صحيفة "إستادو دي ساو باولو" أن تأثير الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي على البرازيليين المقيمين في بريطانيا أمر لا مناص منه بالنظر إلى الانكماش الاقتصادي الحتمي المنتظر بعد انتصار معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد.
ونقلت اليومية عن المستشار في شؤون الهجرة، ريكاردو زاغوتو، تأكيده أن بعض البرازيليين المقيمين في المملكة المتحدة قد يفقدون مزايا الخدمات الاجتماعية التي يستفيدون منها من بلدان أوروبية أخرى، لأن معظمهم سبق أن استخدام الاستراتيجية "الكلاسيكية" المتمثلة في الحصول على جنسية دولة أوروبية أخرى قبل الانتقال إلى الأراضي البريطانية بفضل مبدأ حرية التنقل.
من جانبها، نقلت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" تصريحات سفير المملكة المتحدة بالبرازيل، ألكسندر إليس، الذي فضل التزام الحذر بشأن تبعات الخروج من المجموعة الأوروبية، مشددا على أنه من الطبيعي أن تترك نتيجة الاستفتاء نوعا من الاستياء.
وقال الدبلوماسي البريطاني، تورد الصحيفة البرازيلية، إن "الأمر يتعلق بلحظة مصالحة. ينبغي ان ننظر إلى المستقبل ونفهم أكثر دوافع قرار البريطانيين الخروج خلال الاستفتاء".
وبالشيلي، تطرقت الصحف المحلية على الخصوص إلى إضراب سائقي حافلات النقل العمومي وإلى النمو الذي يتوقع أن يسجله تدفق السياح على البلاد خلال فترة عطلة الشتاء.
وتوقفت صحيفة "لا تيرسيرا" عند إضراب سائقي حافلات النقل العمومي المقرر خوضه الثلاثاء المقبل بالعاصمة سانتياغو احتجاجا على ظروف العمل السيئة، مشيرة إلى أن السائقين تظاهروا، أمس الجمعة، أمام "قصر المحاكم" بسانتياغو للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وإبلاغ الإدارة بدوافع احتجاجهم.
من جهتها، تطرقت يومية "إل دياريو فينانسييرو" إلى النمو الذي ينتظر أن يسجله تدفق السياح على الشيلي خلال فترة عطلة الشتاء، حيث ذكرت، استنادا إلى توقعات المسؤولين عن القطاع السياحي، أن الشيلي ستشهد تدفقا قويا للسياح الأجانب اعتبارا من شهر يوليوز المقبل من خلال استقبال نحو 450 ألف زائر، بارتفاع بنسبة 35 في المائة قياسا بالشهر ذاته من السنة الماضية.
وأضافت الصحيفة أن النمو المتوقع للتدفق السياحي خلال هذه الفترة يرجع، على الخصوص، إلى ارتفاع عدد السياح الوافدين من الولايات المتحدة ومن بلدان أمريكا الجنوبية الأخرى، وفي مقدمتها الأرجنتين، مشيرة إلى أن تدفق السياح المحليين (5ر2 مليون زائر) سيرتفع بنسبة 6 بالمائة خلال نفس الفترة، لا سيما الوافدين من مدن فالبارايسو، وفينا ديل مار، وألغاروبو، وسانتياغو، وسانتو دومينغو، ولاسيرينا وكوكيمبو.