في تاسع حلقاته، يقرب برنامج "معهم حيث هم"، الذي تنتجه هسبريس بشراكة مع وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، مشاهديه من تجربة فريدة في المغرب. ويتعلق الأمر بمركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل، والذي شيدته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وأعطى انطلاقته الملك محمد السادس في 16 فبراير الماضي. وتقدر مساحة المشروع، المحاذي للمركز الوطني محمد السادس للأشخاص المعاقين، بسبعة هكتارات، ويضم مقهى ومطعما، ووحدة لإعداد الخبز والحلويات، ومحلات تجارية تعرض فيها منتجات المركز التي يعدها شباب في وضعية إعاقة، بالإضافة إلى أربع هكتارات مخصصة للإنتاج الفلاحي مجهزة بنظام للسقي بالتنقيط، تشكل مزروعاتها مواد الأطباق المقدمة للزبناء. في الجزء الأول للبرنامج، نعرض حالات ونماذج ناجحة استطاعت أن تتجاوز وضعية الإعاقة صوب الاستقلالية المادية والاندماج في سوق الشغل، من بينها تجربة "حسن" الحامل لإعاقة ذهنية لم تمنعه من تقديم الوجبات وتلبية طلبات الزوار المرتادين للمركز بغرض الاستراحة؛ حيث يطمح، وهو في عقده الثاني، أن يكون من حاملي المشاريع في ميدان المطعمة التي تلقى فيها تكوينا لسنتين داخل مركز محمد السادس للمعاقين بسلا الجديدة. ولا تختلف تجربة حسن عن غيره من زملائه بمركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل، فجميعهم من ذوي الإعاقات الذهنية ويحذوهم الأمل في التغلب على وضعية الإعاقة، وتحقيق الاستقلالية المادية عن الأسرة. نجيب، 26 سنة، حالة من بين الحالات التي التقاها "معهم حيث هم"، وهو شاب يشتغل في مجال الفلاحة داخل مستنبت المركز، مهمته تتبع المزروعات والاهتمام بها إلى أن تنضج وتصبح قابلة للاستهلاك عبر إعداد الوجبات أو بيعها للزبناء. ويؤكد نجيب خلال الحلقة التي ستبث على هسبريس أن هذا المركز منحه، كغيره من الشبان، فرصة الاندماج المهني الذي يعد صعبا بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة. وتعليقا منه على فلسفة المشروع، قال ياسين باخباز، أحد المكونين المتخصصين بالمركز، إن الهدف الأول للمشروع والأخير يبقى تأهيل المستفيدين من ذوي الإعاقات لإدماجهم في سوق الشغل، وخلق مشاريع مدرة للدخل لهم قصد تخليصهم من براثن البطالة والعوز. أما عن الهدف الاستراتيجي للمشروع، فأوضح المتحدث أن المؤسسة تطمح إلى تعميم التجربة على الصعيد الجهوي، وخلق مشاريع صغرى ليديرها الأشخاص في وضعية إعاقة ممن استفادوا من هذا التكوين الميداني، وأضاف أن كل من يشتغلون بالمشروع ليسوا متدربين، بل موظفون يقومون بمهامهم بصفة يومية وبعقود عمل. وفي الجزء الثاني من "معهم حيث هم"، أجرى البرنامج جلسة خاصة مع الفنان توفيق البوشيتي نجم ستوديو دوزيم؛ إذ تمحور اللقاء حول تجربته في برامج الواقع وعلاقته بالفن، وأيضا دور الفن في تسهيل عملية الإدماج المجتمعي. وعبر البوشيتي، خلال مروره ضيفاً على البرنامج، أن الفن طريق سالك لإثبات الذات والتأقلم مع الإعاقة، وتغيير الصور النمطية حولها، معتبرا أن ما يميزه عن بقية الفنانين هو إعاقته البصرية التي تسهل ظهوره والتعرف عليه من الجمهور، فالإعاقة في نظره "ميزة ينبغي استغلالها بشكل إيجابي". ويضع "معهم حيث هم" أمام زوار هسبريس بريدا إلكترونيا للتواصل وإبداء المقترحات التي ستكون مواضيع للحلقات المقبلة، [email protected]. فمرحبا بتواصلكم.