بعد غياب دام أسابيع بسبب الوضعية الصحية لمقدم برنامج "معهم حيث هم"، يعود البرنامج ليواصل رحلة البحث والتنقيب في ملفات الإعاقة بالمغرب. وبعد سلسلة من الحلقات حول قضايا لها ارتباط بمشاكل الإعاقة وإدماج المعاقين ومساهمتهم في الحياة العامة، سواء من جانبها الحقوقي أو الاجتماعي، اختار البرنامج أن يعود بصيغة أخرى، لها نفحة إنسانية، وتدمج بين البعد التحسيسي التوعوي ومشاكل أزيد من مليونين ونصف من مواطنين يوجدون في وضعية إعاقة. ولعل أكثر البوابات المساهمة في إدماج هذه الشريحة الاجتماعية مجال الرياضة، الذي رأى فيه طاقم البرنامج خزانا للتجارب الناجحة، وفضاء يضم عددا من الشابات والشباب المعاقين، لهم تجارب ناجحة ومشرفة، ورفعوا من خلال رياضة الأشخاص المعاقين راية المغرب في العديد من المحافل الدولية، دون أن ينالوا نصيبهم من الدعم والتغطية الإعلامية التي يستحقونها. وفي هذه الحلقة ينفتح "معهم حيث هم" على بطل عالمي يعيش بيننا ويحاول أن يشرف بلده عبر رياضة التنس على الكرسي المتحرك، من خلال بورتريه لهذه الشخصية الرياضية التي تربعت على عرش التنس الخاص بالمعاقين على الصعيدين الإفريقي والعربي، وحصلت على ترتيب مشرف على المستوى العالمي، إذ يعد من بين أفضل ثلاثين لاعبا عالميا. سعيد، أو "الحاج بوقرطاشة" كما يناديه أصدقاؤه، انطلق في عالم الرياضة منذ بداية الألفية الثالثة، واستمر بإمكانياته الذاتية مواظبا على حصصه التدريبية، ومؤمنا بطموحه، وواثقا من إمكانية أن يصير يوما ما بطلا في التنس رغم كل الصعاب.. ورغم أن رياضة التنس تتطلب إمكانيات مادية كبيرة وصبرا طويلا في التداريب، إلا أن "بوقرطاشة" ظل صامدا، متجاوزا كل المطبات التي اعترضت مساره الرياضي. كانت 2010 السنة التي سطع فيها نجم الرياضي "الحاج بوقرطاشة"، إذ تربع خلالها على عرش التنس الخاص بالمعاقين على الصعيدين الإفريقي والعربي، إلى يومنا هذا..وأثناء التصوير معه تحدث سعيد عن عدة مواضيع لها ارتباط برياضة الأشخاص المعاقين، التي تعد بحسبه ضرورية لإدماجهم في الحياة الاجتماعية وتسهيل تأقلمهم مع كل المشاكل التي يعانون منها.."الرياضة تمنحك تفكيرا إيجابيا وتجعلك تنظر إلى المستقبل بعين المتفائل، رغم صعوبة المواقف التي نتعرض لها يوميا"، يضيف سعيد. وحول دعم الدولة والوزارة الوصية على قطاع الرياضة، أشار المتحدث إلى ضعف الدعم المقدم، مرجعا ذلك إلى عدم الثقة في إمكانيات الأبطال المعاقين؛ فيما طالب عبر منبر هسبريس وسائل الإعلام بالالتفات إلى أبطال شرفوا المغرب، مستغربا من التغطية الإعلامية التي يحظى بها بقية الرياضيين من غير المعاقين رغم هزالة ما يحصدونه من ميداليات في الملتقيات الدولية. وحاول طاقم البرنامج أن يلامس مختلف جوانب حياة البطل المغربي، وقضى معه يومه منذ حصصه التدريبية، مرورا بحلوله مدربا لبعض الشباب داخل مركز محمد السادس للأشخاص المعاقين، كما لامس جانبا من حياته الأسرية.