تسلط ثاني حلقات برنامج "معهم حيث هم"، الذي تنتجه جريدة هسبريس الإلكترونيّة، والخاص بأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب، الضوء على مشروع القانون الإطار 97.13، المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وتعزيزها، والذي أحيل على أنظار البرلمان، حيث يشكل هذا القانون إجراء تنظيميا من المفترض أن يتم من خلاله تنزيل المبادئ الكبرى للاتفاقية الدولية والبروتوكول الملحق، اللذين صادق عليهما المغرب سنة 2008، وكذا لمنطوق دستور 2011، خصوصا الفصل 34. ويثير مشروع القانون جملة من المؤاخذات على كيفية إعداده، إذ تعتبره الفعاليات المدنية المهتمة بالإعاقة نصا أُعدّ في ظروف غابت عنها المقاربة التشاركية، وفرضت فيه وزارة التضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية رأيها دون إشراك المجتمع المدني في صياغة فصول. الحلقة الثانية من "معهم حيث هم"، تستضيف الوزيرة السابقة للتنمية الاجتماعية، نزهة الصقلي، التي في أعِدَّ عهدها مشروع قانون يهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، إلا أنه لم يخرج إلى حيز الوجود. كما حلت الوزيرة الحالية للتضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، ضيفة على البرنامج، لتوضح حقيقة ما يروج حول مشروع القانون الإطار، وكذا ما سيحمله من جديد لهذه الفئة. واعتبرت الحقاوي أن مشروع القانون سيجعل بُعدَ الإعاقة حاضرا ضمن السياسات العمومية لمختلف القطاعات الحكومية، مؤكدة أن هذا القانون هو مشروع جامع وحل لكافة المشاكل التي ظلت متراكمة منذ سنوات. من جهتها صرحت الوزيرة السابقة والنائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، نزهة الصقلي، أن المشروع السابق أعد بمشاركة الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة وأنه كان من المفروض أن يعدل في زمن هذه الحكومة لا أن يوضع في الرفوف. ولم يخفِ المتدخلون من الجمعيات توجساتهم من عدم احترام هذا النص المنتظر خروجه من البرلمان لمبادئ الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والبروتوكول الاختياري الملحق بها، وكذا لروح دستور المملكة. وعبر ضيوف "معهم حيث هم" عن رفضهم لتفويت قطاعات حساسة، كالتعليم، لجمعيات المجتمع المدني كنوع من التدبير المفوض الذي يرى فيه المعاقون تنصلا من الدولة في مجال الحق في التعليم للجميع دون تمييز على أساس الإعاقة. البرنامج زار مركزين للإعاقات الذهنية، أولهما مركز "مسار" الخاص بتعليم وإدماج الأطفال الحاملين للتثلث السبغي 21، والثاني مركز "هدف" الخاص بتقوية قدرات الشباب ذوي الإعاقة الذهنية.