في تجربة إعلامية خاصة وفريدة، وإيمانا منها بدور شريحة عريضة من المواطنين والمواطنات في الحياة الاجتماعية، وبضرورة إدماجهم داخل المؤسسات، لأنهم لا يحظون بحقهم في الولوج إلى وسائل الإعلام، تخصص هسبريس فسحة للأشخاص في وضعية إعاقة، وتمنحهم الكلمة للتعبير عن معاناتهم، آمالهم وتطلعاتهم، وذلك عبر برنامج خاص نصف شهري بعنوان "معهم حيث هم". وتعتبر فكرة برنامج متخصص في شؤون الإعاقة تجربة أولى في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مجال البرامج السمعية البصرية. وسيفتح البرنامج ملفات وقضايا الإعاقة عبر سلسلة من الحلقات مدتها 13 دقيقة مرتين في الشهر، على شكل تقارير وريبورتاجات ميدانية حول مشاكل الأشخاص في وضعية إعاقة. كما سينفتح "معهم حيث هم" على التجارب الشخصية التي شقت طريقها بنجاح رغم المصاعب التي واجهتها في طريق النجاح. ويطمح البرنامج أن يصبح منبرا للتعبير عن كل المشاكل والمطبات التي تعاني منها فئة من المجتمع يفوق تعدادها أزيد من 2 مليون، حسب منظمة الصحة العالمية. وتركز الحلقة الأولى من "معهم حيث هم"، والي سيتم بثها منتصف نهار اليوم، على طرح أبرز الملفات والقضايا التي تهم الإعاقات بأصنافها الخمسة، وتضع إطارا واقعيا لأبرز المشاكل التي سيتناولها البرنامج ضمن حلقاته المقبلة. وانفتح البرنامج في هذه الحلقة التقديمية على الأشخاص الصم الذين حرموا من الولوج إلى الإعلام بحجة عدم قدرة المجتمع على فهم لغتهم. كما طرحت الحلقة الأولى كذلك ملفات الإعاقة البصرية والحركية والذهنية، وكذا الحاملين للثلث الصبغي 21. وأكد الفاعلون المدنيون الذين حاورهم البرنامج على دور الإعلام في رفع الحيف الذي يعاني منه ذوو الإعاقات، كما طالبوا بضرورة إنتاج مثل هذه البرامج لتناول معظم القضايا التي لا يأبه بها العديد من الإعلاميين. المتدخلون تطرقوا في الحلقة الأولى إلى ملفات تتقاطع فيها معاناة المعاقين، كالتعليم، والولوجيات، والحماية الاجتماعية، والتشغيل، والتأهيل المهني، وكذا الحقوق الأساسية للعيش الكريم؛ والتي ينبغي على الدولة ضمانها لهم باعتبارهم مواطنين مغاربة. ويهدف برنامج "معهم حيث هم" إلى أن يصير نافذة يطل من خلالها المجتمع على مجمل المعاناة والتجارب الإنسانية التي تظل خزانا للقصص الفريدة، والتي نريدها أن تكون محفزا لكثير من الشباب والشابات لمواصلة الطريق بكل إصرار، رغم الإعاقة التي لا توجد إلا في الصور النمطية المفعمة بالشفقة والإحسان تجاه هذه الشريحة، التي تهدر فرصها في الإبداع والنجاح بسبب هذا الوصم الاجتماعي الذي يبقى تغييره أهم أهداف هذا البرنامج.