ساعات قليلة باتت تفصل العالم عن حدثين مهمين، ويأتيان في التوقيت نفسه، ويتعلق الأمر بكل من قمة المناخ التي ستنطلق في مدينة مراكش يوم السابع من الشهر الجاري، والانتخابات الأمريكية التي ستنظم يوم الثامن من الشهر نفسه. وعلى الرغم من بعد المسافة الجغرافية التي تفصل بين الحدثين، فإنه من المؤكد أن أعين القادة العالميين الحاضرين لقمة مناخ بمراكش ستبقى على نتائج الانتخابات الأمريكية. ويعود سبب الاهتمام بنتائج الانتخابات الأمريكية خلال قمة المناخ إلى التباين الواضح في مواقف المرشحين للانتخابات الأمريكية، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، حيث يصر الأخير على أنه في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية سينسحب من الاتفاق حول المناخ الذي صادقت عليه بلده في قمة المناخ بباريس العام الماضي، معتبرا أن مسألة الاحتباس الحراري ما هي إلا "خدعة من الصين من أجل إيقاف الصناعة الأمريكية". في المقابل، تصر المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على الدفاع عن اتفاق المناخ، وتعتبره خطوة مهمة لمواجهة الاحتباس الحراري، كما تعهدت بالالتزام بكل ما وقع عليه بلدها خلال قمة المناخ في باريس للعام الماضي؛ وهو ما يجعل من مصير بقاء أمريكا ضمن الدول التي وقعت على اتفاق المناخ في باريس مرتبطا بنتائج الانتخابات، علما أن أمريكا تعد إلى جانب الصين أكبر الدول الملوثة في العالم. ومن جهة ثانية، تبقى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أكبر الدول المانحة للدعم المالي في مجال التغيرات؛ وهو وهو ما سيجعل من المفاوضات خلال قمة المناخ التي تقام في مراكش مرتبطة هي الأخرى بمصير الانتخابات الأمريكية، بالنظر إلى كون الدعم المالي للدول الأكثر تضررا من التغيرات المناخية وخصوصا في إفريقيا يبقى من النقاط المهمة التي سيناقشها المؤتمرون في مراكش، وكلهم ريبة من نجاح دونالد ترامب في الانتخابات، وإعادته كل شيء إلى النقطة الصفر. في المقابل، يظهر عدد من القادة الأمميين المختصين في مجال البيئة ومحاربة الاحتباس الحراري الكثير من الثقة حول أن الانتخابات الأمريكية لن تكون لها تأثيرات سلبية على قمة المناخ وما ستسفر عنه من نتائج، معتبرين أن توقيع الولاياتالمتحدةالأمريكية على اتفاق المناخ خلال العام الماضي بات التزاما أمميا من الصعب على بلاد العم سام التخلص منه، حتى وإن وصل ترامب إلى البيت الأبيض.