فضول الأطفال اتجاه الأمور الجنسية وماهية الجنس يضع الآباء في نقاش محرج، يحاول الأب أو الأم في الغالب التهرب منه وإنهاءه بسرعة، وتهديد الطفل بمعاقبته أحيانا أخرى بحجة "الحشومة". كيف سنجيب عن تساؤلات هؤلاء الأطفال؟ كيف نحمي معلوماتهم الجنسية المناسبة لأعمارهم؟ تربية جنسية منذ الرضاعة تعتبر التربية الجنسية مهمة جدا لمساعدة الأطفال على فهم الجسد والتعرف عليه وحبه واحترامه، يؤكد الدكتور مصطفى المسيد، المتخصص في علم النفس والعلاج النفسي. ويوضح المسيد، في تصريح ل"هسبريس"، أن "عملية الحديث عن الجسد والحياة الجنسية مع الأبناء يمكن أن تكون ابتداء من ثلاث سنوات؛ وذلك من أجل خلق تواصل جيد بينهم في أعمار مبكرة، ومنحهم شعورا إيجابيا حيال أنفسهم"، مشددا على ضرورة تقديم المعلومة الصحيحة المناسبة لأعمارهم بصدق وصراحة وحوار بين الطرفين. ويضيف المتخصص في علم النفس والعلاج النفسي: "على الآباء أن يحرصوا على تلقين أطفالهم المعلومات التي تتلاءم مع أعمارهم بشكل تدريجي"، مستدلا بذلك على أن "الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات يجب أن يكونوا على دراية بأسماء وأعضاء الجسم المختلفة بما فيها الأعضاء التناسلية، ثم تأتي بعدها مرحلة الولادة بكونها تتم من رحم الأمهات عبر علاقة جنسية بين الراشدين في إطار الزواج". الحشومة والطابو يواجه الآباء في الغالب تساؤلات أبنائهم المتعلقة بموضوعات الجنس بالصد وتجنب الخوض في نقاش له علاقة بالجنس والعلاقة الحميمية، واقتصارهم على شرح الأمور البيولوجية الأساسية للجنس وتجنب المواضيع الأكثر إحراجا. ومن أجل تجاوز تلك الوضعية، يشدد الدكتور مصطفى المسيد على تجاوز الآباء ل"الحشومة"، مبرزا أن "الحديث عن الحياة الجنسية لا يعني فقدان الاحترام اتجاه أبنائنا؛ بل يجب على الآباء استعمال المصطلحات الصحيحة، ومبادرة أبنائهم بالحديث والنقاش في التربية الجنسية". حماية الطفل لنفسه يعتبر الدكتور مصطفى المسيد، المتخصص في علم النفس والعلاج النفسي، أن التربية الجنسية هي الكفيلة بحماية الأطفال من الاعتداءات الجنسية، وجعل الطفل يحمي نفسه بنفسه من "البيدوفيل" الذي يتربص به داخل البيت وخارجه، مبرزا أن "هذه الاعتداءات لا تقتصر على الرجال فقط؛ بل قد ترتكبها النساء أيضا"، يقول المسيد.