الحليمي: ربات البيوت يشتغلن أكثر من النساء الموظفات بالمملكة

دعا أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، إلى إعطاء الفرصة للمرأة المغربية للإسهام في تطوير المجتمع، وتذليل جميع العقبات التي تعُوق تطور وضعيتها، مُعتبرا أنَّ عدم ضمان حقوق المرأة للنهوض بالدور المنوط بها "ظُلم مجتمعي".
وذهب الحليمي علمي إلى القول، في كلمة خلال حفل أقامته المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة، إلى القول "إنّ المجتمع الذي لا يعطي فرصة لتطويره من لدن نسائه هو مجتمع معاق؛ لأنّ تغييب دور المرأة يجعل المجتمع غير قادر على إعطاء كل ما لديه من إمكانات".
المندوب السامي للتخطيط استدلَّ بالتوجيه الذي تضمّنته خُطبة الوداع التي ألقاها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حين أوْصى بالنساء خيرا؛ وقال الحليمي علمي إن "الرسول وجّه المسلمين إلى أن يتقوا الله في النساء، ولو كان الرسول حيا لربما قال لهذا المجتمع اتقوا الله في نسائكم".
هذا التوجيه الدائم والخالد، حسب الحليمي علمي، تبرُز مدى الحاجة إليه بالعودة إلى الدراسات التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط حول مساهمة المرأة في الناتج الاقتصادي الإجمالي للمغرب، والتي كشفت عن أنّ المرأة المغربية محرومة من الولوج إلى الشغل، نظرا لحصولها على تعليم أقلّ مقارنة بالرجل، حيث لا تتعدّى نسبة مساهمتها في الناتج الإجمالي 21 في المائة.
وعلى الرغم من ضعف مساهمة المرأة في الناتج الإجمالي، فإنَّ الحليمي علمي أكّد أنّه إذا أضيف ما تُنتجه المرأة في نطاق العمل المنزلي، الذي لا يُؤدّى عنه في السوق، ترتفع نسبة إسهامها إلى 40 في المائة
وفي هذا الإطار، أشار المتحدث إلى أنَّ المرأة التي تشتغل خارج بيتها تعمل ثلاث ساعات أكثر مقارنة مع الرجل، في الوقت الذي تشتغل فيه ربّات البيوت ساعة إضافية مقارنة مع النساء العاملات خارج البيت، مضيفا أن "الحقيقة أنَّ هناك نوعا من الإجحاف في حق المرأة".
ويبْدو أنّ المندوبية السامية للتخطيط نفسها، التي تقوم بإعداد دراسات حول وضعية المرأة المغربية في سوق الشغل، ما زالت النساء اللواتي يشتغلن في المندوبية "تنقصهنّ الجرأة للخروج إلى الميدان"، حسب الحليمي علمي.
وفي هذا السياق، أوضح المسؤول الأول على المؤسسة المذكورة: "على الصعيد المركزي هناك تقريبا "نصّْ نصّْ"، وحين نبتعد عن المركز، نجد أن النساء في صفوف المهندسين والمتصرفين أكثر من الرجال، إذ يتجاوز عددهن الضّعف بالنسبة للمتصرفين الضعف"، مُعتبرا أنّ هذا مؤشر "على عدم جرأة المرأة على الخروج إلى الساحة، لذلك على المرأة أن تعطي المثال بأنّها قادرة على العمل الميداني وما تبقاش منكمشة في الرباط"، على حدّ تعبيره.
من جهة أخرى، قال الحليمي علمي إنَّ وجود النساء في مراكز القرار بالمغرب ما زال ضعيفا، وأردف متسائلا "هذا يدفعنا إلى التساؤل: واش ما كاينش البلوكاج ديال الارتقاء بمكانة النساء؟".
ودعا الحليمي علمي أطرَ المندوبية السامية للتخطيط إلى فسْح الطريق أمام النساء والشباب للصعود، لإعطاء المندوبية دفعة جديدة، قائلا: "لا يجب أن يمر هذا اليوم ونقول سلام على المرأة، ويعود الكل إلى عادته القديمة؛ بل يجب أن تظلَّ هذه التوجيهات حاضرة في أدمغتنا جميعا ونعمل على تفعيلها".