مع قدوم شهر رمضان شهر القرآن الكريم ظهر في بريطانيا كتاب جديد عن القرآن الكريم يسهل على المسلمين الناطقين باللغة الإنجليزية تلاوته وترتيله. والكتاب يسمى "تلاوة القرآن": لزياد الدين سردار، وقوبل بحفاوة ملحوظة في الدوائر الثقافية البريطانية، كإضافة مطلوبة "لمعرفة الآخر". ويسلط سردار- فى كتابه- أضواء كاشفة ليدرك الغرب الأهمية القصوى للقرآن الكريم في دول ومجتمعات العالم الإسلامي، وعلى مستوى الحياة اليومية للمسلمين، معيدًا للأذهان صعوبة إن لم يكن استحالة القيام بترجمة فاعلة وأمينة للنص القرآني، بمضمونه وروحه، من اللغة العربية إلى أية لغة أخرى. ونوه زياد الدين سردار بأن كتابه الجديد يسهم - إن خلصت النوايا - في تجسير الفجوة الكبيرة بين الغرب والمجتمعات المسلمة، معتبرا أن تكريس الصراعات لن يخدم الجانبين، بقدر ما يعبر عن جهل متبادل. ومن جانبه، يقول الناقد الأدبي المحنك هارولد بلوم إن تجاهل الغرب لأهمية القرآن - في بؤرة الحياة اليومية للمسلمين - محض حمق، فضلا عن أنه مسلك يتسم بالخطورة.. ومن هنا، فإن كتاب "تلاوة القرآن" يأتي ليلبي احتياجات ثقافية لدى الغربيين، على حد قول ماليس روثفين في صحيفة الجارديان البريطانية. ومنذ أحداث الحادى عشر من شتنبر 2011، عكفت جامعات غربية- مثل جامعة نورث كارولينا الأمريكية - على تنظيم حلقات وبرامج دراسية خاصة بالقرآن الكريم، وباتت بعض هذه البرامج إلزامية للطلاب والدارسين بجامعات الغرب، على الرغم من اعتراضات بعض العناصر المتعصبة والرافضة للحوار مع المسلمين. وفى المقابل، رحب أكاديميون ونقاد غربيون- ينتمون للاتجاهات الليبرالية والتقدمية- بظهور كتاب "تلاوة القرآن" فى وقت تتردد فيه أصداء صيحات المتعصبين فى الغرب، مثل النائب اليمينى الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز، الذى ذهب لحد المطالبة بفرض حظر على القرآن فى بلاده. وحرص زياد الدين سردار- ابن لغة الأوردو، والقادم من جنوب آسيا- فى مقدمة كتابه على التنويه بالحقيقة التي يعرفها المسلمون، وهي أن النص القرآني "مفتوح وحمال أوجه ورحب وثرى"، ويدعو للرحمة والسلام والتآخى بين البشر، بصرف النظر عن قلة متطرفة تسعى لتأويل الآيات بما يخدم مآربها وأغراضها. ويرى زياد الدين سردار أن على المسلمين أنفسهم أن يحسنوا فهم النص القرآني، كمصدر إلهام ومعين لا ينضب لحياة أفضل من الحياة التي يعيشونها.
