سفير إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العمومية (فيديو)    القطاع السياحي يسجل رقما قياسيا بالمغرب    مزور تستقطب شركة عالمية رائدة للمغرب    اضطرابات في حركة سير القطارات ما بين 12 و26 ماي نتيجة أشغال تأهيل منشآت التشوير بين الدار البيضاء والقنيطرة    هكذا ساهمت دبلوماسية روسيا والصين في مقاومة "طالبان" للضغوط الغربية    143 دولة تدعم عضوية فلسطين بالأمم    حماس: إسرائيل تعيد الأمور للمربّع الأول    تصفيات كأس العالم لكرة القدم النسوية لأقل من 17 سنة .. المنتخب المغربي يفوز على نظيره الجزائري    "الطاس" ترفض الطلب الاستعجالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم    منتخب "لبؤات الأطلس" يكتسح الجزائريات    رسميا.. مبابي يعلن الرحيل عن سان جرمان    خبراء يناقشون حكامة منظومات التربية    اعتراض 133 مرشحا للهجرة في طانطان    اللعبي: القضية الفلسطينية وراء تشكل وعيي الإنساني.. ولم أكن يوما ضحية    لحجمري ينصب 3 أعضاء جدد في الأكاديمية    المغرب يسجل 26 إصابة جديدة ب"كورونا"    بعد إحداثها لطفرة في إصدارات الAI وطنيا.. الأمانة العامة للحكومة تُناقش آخر إصدارات الدكتورة رومات حول الذكاء الإصطناعي    تفاصيل قاعدة عسكرية مغربية جديدة لإيواء الدرونات والصواريخ    سماء المملكة غائمة وطقس حار بهذه المناطق!    بالصور.. اعتقال خمسة أشخاص بتهمة تنظيم الهجرة غير الشرعية والعثور على زوارق وسيارات وأموال    مدرب الجيش مطلوب في جنوب إفريقيا    صدمة جمهور الرجاء قبل مواجهة حسنية أكادير    جديد موسم الحج.. تاكسيات طائرة لنقل الحجاج من المطارات إلى الفنادق    الشركات الفرنسية تضع يدها على كهرباء المغرب    دكار توضح حقيقة وجود مهاجرين سنغاليين عالقين بالصحراء المغربية    الشبيبة التجمعية بطنجة تلامس منجزات وتحديات الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة    بهدف تأهيله لاستقبال 4.4 ملايين مسافر .. هذه تفاصيل مشروع توسيع مطار طنجة    "طاس" ترفض الطلب الاستعجالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم    هل تحتاج الجزائر إلى المغرب لتطوير اقتصادها؟    المغرب..بلد عريق لا يبالي بالاستفزازات الرخيصة    الدراسة الطبوغرافية لأنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا تترجم فلسفة إفريقيا للأفارقة    قرار أمريكي يستهدف صادرات المغرب    توقع تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق منطقة طنجة    الأمثال العامية بتطوان... (595)    ثنائية الكعبي تقود أولمبياكوس إلى نهائي "كونفرنس ليغ"    المغرب يعلن حزمة جديدة من مشاريع الترميم والإعمار في المدينة المقدسة    امرأة مسنة تضع حدا لحياتها شنقا بالجديدة    بعد أن أفرغت الحكومة 55 اجتماعا تنسيقيا ومحضر الاتفاق الموقع بين الوزارة والنقابات من محتواها    شفشاون على موعد مع النسخة الثانية من المهرجان الدولي لفن الطبخ المتوسطي    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    نقابة "البيجيدي": آن الأوان لإيقاف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    غوتيريش يحذر من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية"        تأشيرة الخليج الموحدة تدخل حيز التنفيذ مطلع 2025    نقابة تنبه لوجود شبهات فساد بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الجمعة على وقع الارتفاع    إحداث منصة رقمية لتلقي طلبات الحصول على "بطاقة شخص في وضعية إعاقة"    أخصائية التغذية ل"رسالة24″… أسباب عديدة يمكن أن تؤدي لتسمم الغذائي    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    خبير في النظم الصحية يحسم الجدل حول لقاح أسترازينيكا    الحسين حنين رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام: يتعهد بالدفاع عن المهنيين وتعزيز الإنتاج الوطني    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    الدمليج يقدم "بوريوس" في المهرجان الوطني الرابع لهواة المسرح بمراكش    سابقة بالمغرب .. حكم قضائي يلزم الدولة بتعويض متضررة من لقاح كورونا    النادي الثقافي ينظم ورشة في الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية/ عرباوة    ندوة دولية حول السيرة النبوية برحاب كلية الآداب ببنمسيك    أصالة نصري تنفي الشائعات    سبع دول من ضمنها المغرب تنخرط في مبادرة "طريق مكة" خدمة لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها الشيخ الفيزازي لا تكن حمال أسفار!!
نشر في هسبريس يوم 15 - 07 - 2011


حوار بالسيف والقلم (6)
بالقدر الذي يحز في نفسي أن أجادل الشيخ الفيزازي على النحو الذي أكشف له وللقراء الكرام تهافته المعرفي وتناقضه الداخلي وجهله الفقهي ، بالقدر الذي يسرني أن تكون كتاباتي التي يقول عنها الشيخ نفسه من باب التحقير والاستخفاف (لا تساوي عندي قيمة الورق الذي تكتب عليه) بل إن أبحاثي كلها ، كما يخبرني (دعني أخبرك بأن (أبحاثك) في هذه الجماعات هي أشبه ببحث جدتي رحمها الله في شبكة الأنترنت) ؛ تكون كتاباتي ولله الحمد حافزا للشيخ على تصحيح أخطائه وتدارك ضلالاته . وآمل أن يكون هذا الجدال دافعا ليتراجع الشيخ عن اتهاماته بالزندقة والكفر والعبث بالدين لي ولغيري لخلاف معه في فهم النصوص أو تأويلها . لا أعاتب الشيخ على الخطأ ، فكل ابن آدم خطاء ؛ لكن اللوم كل اللوم على الإصرار على الخطأ والاستناد إليه في إصدار أحكام بالكفر ضد غيره . وأستسمح القراء الكرام في الاستشهاد بكلام الشيخ رغم طول النص الوارد في كتابه " بين منهج الرحمن ومنهج الشيطان" ومقارنته بكلامه في مقالة أخرى . وقصدى من هذا أن أثبت للشيخ أنه يصدر أحكاما بالزندقة وفتاوى بالكفر والردة في حق أشخاص قالوا برأي عارضه الشيخ ورفضه بشدة ، ثم سرعان ما تبناه جملة وتفصيلا . وأكتفي هنا بقضية واحدة فقهية وليست سياسية حتى لا يتهمني الشيخ أني أحفر في كتب وآراء تخلى عنها أو راجعها خلال فترة السجن ، ويتعلق الأمر بمساواة المرأة والرجل في الشهادة . ومن حرصه على بيان تصوره والتأسيس له فقهيا وشرعيا حتى يمنحه سلطة الإقناع وقوة الدمغ لا تترك لمعارضيه شبهة يتشبثون بها أو دليلا يستدلون به أو يحاججون على أساسه ، خصص عنوانا بارزا في كتابه "بين منهج الرحمن ومنهج الشيطان" يقرر فيه بطلان القول بمساواة المرأة مع الرجل في الإدلاء بالشهادة أمام القضاء التي طالب بها بعض المثقفين وأصدروا بيانا في الموضوع كان محط انتقاد من الشيخ ومبعث تكفيرهم . وأليكم ما كتبه الشيخ في الموضوع :
شهادة المرأة والرجل:
( إن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل بنص القرآن الكريم: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282] والنص حجة على ما عداه، والمرأة المؤمنة، لا تزيد على أن تقول سمعت وأطعت، فهي تثق بربها الذي خلقها وترضى بشرعه الحنيف وتحبه، وتوقن أن الله تعالى ما أراد لها إلا الخير: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216] أما الحكمة في ذلك فكما قال أئمة التفسير، منهم ابن كثير رحمه الله الذي قال: [وقوله {واستشهدوا شهيدين من رجالكم} أمر بالإشهاد مع الكتابة لزيادة التوثقة {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} وهذا إنما يكون في الأموال وما يقصد به المال. ( ملحوظة لا بد منها هنا : فليلاحظ القارئ الكريم أن الشيخ استشهد بما قاله ابن كثير . علما أن ابن كثير يذكر "الإشهاد" وليس الشهادة . مما يعني أن الشيخ لم يفهم شرح ابن كثير ولا المقصود منه . لهذا فهو يحمل كتب وآراء الأئمة المفسرين دون أن يفهما أو يستوعب مغزاها وأبعادها ) .
يتابع الشيخ كلامه (وإنما أقيمت المرأتان مقام الرجل لنقصان عقل المرأة؛ كما قال مسلم في صحيحه حدثنا قُتَيْبَة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن المَقْبُري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلبَ لذي لب منكن. قالت: يا رسول الله، ما نقصان العقل والدين؟ قال: أما نقصان عقلها فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل. وتمكث الليالي لا تصلي وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين) اه.
وقوله {ممن ترضون من الشهداء} فيه دلالة على اشتراط العدالة في الشهود (قلت: من هنا فشهادة حنان عشراوي والشيوعي الأخضر عفيفي التونسي وأضرابهم لاغية باطلة، إذ لا يترك مسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل)، ثم يتبع شهادة الزنديق أخضر عفيفي وأضرابه؟ ) قال ابن كثير: وقوله {أن تضل إحداهما} يعني المرأتين إذا نسيت الشهادة {فتذكر إحداهما الأخرى} أي يحصل لها ذكر بما وقع به من الإشهاد..
قلت: ومن هنا تعلم أن المرأة لا تنفك عن نقصان عقلها ودينها، ولو كانت رائدة الفضاء أو عالمة ذرة أو ملكة على عرش ابريطانيا.. ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مخبر عن الله الخبر اليقين، وما على الرَّعاع إلا أن يخسأوا.. )
لينتهي الشيخ الفيزازي إلى إصدار فتوى الكفر في حق من يقول بالمساواة بين المرأة والرجل في الشهادة أمام القضاء كالتالي (والآن بعد هذا البيان الواضح والصابح المعتمد على صريح القرآن وصحيح السنّة بفهم الأئمة، ليس أمام الرجال والنساء إلا الإقرار والإذعان والرضى والانقياد.. فإن فعلوا فهم مسلمون. أو الإعراض والرفض والسخط - لا سمح الله - وإذن هم كافرون. لكن ليس لأحد منهم أن يرفض ويسخط ثم يزعم أنه مؤمن بالله. أما أن يرفض ويعترض وهو مسلم فلا وألف لا. فكيف بمن يسخر من دين الله تعالى ويرد حكمه ويستخف بشرعه.. ثم يزعم أن هذا كله من تجديد الدين والاجتهاد فيه.. ؟)
لنستنتج إذن ، مع الشيخ الفيزازي أن كل من يقول ويطالب بمساواة المرأة بالرجل في أداء الشهادة ، فهو "كافر ، "ضال" . إذا كان الأمر كذلك ، فإن حكم "الكفر" سينسحب على الشيخ نفسه لأنه يقول الآن بنفس الرأي ويقر بعظمة لسانه أن المرأة مساوية للرجل في الشهادة . وهذا ما جاء في مقال نشره بموقع هسبريس تحت عنوان " رأيي في مشروع الدستور " بتاريخ 23 يونيو 2011 حيث نقرأ ( بعد هذا تجدر الإشارة إلى أن المساواة في الأمور العظيمة من عقيدة وعبادة وحق الملكية وحرية التصرف فيها واختيار الزوج... والمساواة في الشهادة خلافا لمن لا يفرق بين الإشهاد على الدين الوارد في سورة البقرة والشهادة في عمومها... كقوله تعالى {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات...} الآية. [النور: 6] فيها أربع شهادات مطلوبة من الرجل والمرأة على السواء. ثم الجزاء المترتب على ذلك في الدنيا والآخرة. {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة... } الآية. [النحل: 97] قلت تجدر الإشارة إلى أن كل ذلك وغيره مضمون بموجب أمر الله تعالى مع مراعاة الخصوصية النسوية.)(انتهى النص) .
إذن كيف يصف المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة في الشهادة بأنهم جاؤوا "بطامات" (لقد جاء القوم بطامات لا أول لها ولا آخر. ودندنوا وشقشقوا حول المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء بما في ذلك الشهادة) ، ومن ثم يرميهم بالزندقة والكفر ويفسقهم ؛ ثم يعود ليتبنى نفس الرأي بعدما انتقدته في ردي الأول وبينت له خطأه وسوء فهمه ، ليس فقط للآية القرآنية الكريمة {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة:282] ، بل أيضا لآراء المفسرين . ولعل البيان الذي جئته فيه بأقوال الفقهاء والعلماء بما يتنافى ورأي الشيخ الفيزازي أعاد له بعض توازنه ونبهه إلى خطأه . لكن المشكل ليس في تدارك الخطأ والرجوع عنه ، بل في فتوى الشيخ بتكفير القائلين بهذا الرأي من قبل . فهل الشيخ يدرك خطورة الخطأ في اتهام الآخرين بالكفر ؟ لنفترض أن ولي الأمر عمل برأي الفيزازي ونفذ في من كفرهم "حكم الردة" ، أي القتل ، فهل يفيد التراجع عن الخطأ في إرجاع الحياة إليهم ؟ وماذا لو "جاهد" أحد التكفيريين بتنزيل "حكم الردة" في حق هؤلاء القائلين بالمساواة من باب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ، فعلى من يقع اللوم ؟ ومن يتحمل الوزر والخطيئة ؟ أم سيقول الفيزازي مثلما يقول الجهاديون "نحسبهم عند الله شهداء" ؟ وإذا أردنا أن نمارس تمرينا عقليا على فعل التفكير المنطقي ونطبقه على الأحكام والفتاوى بالكفر التي أصدرها الشيخ الفيزازي والتي ينفي أن يكون كفّر الشعب المغربي أو الدولة ، سيكون الأمر كالتالي : كل من يقول بالمساواة بين الرجل والمرأة في الشهادة فهو "كافر" ، الدولة المغربية تعتمد قانون يقر بالمساواة بين الرجل والمرأة في الشهادة أمام القضاء ، النتيجة أن الدولة المغربية "كافرة" . ونفس القياس المنطقي نطبقه على الشعب المغربي الذي يقبل شهادة المرأة سواء في حياته اليومية أو أمام القضاء . بل إن الشعب المغربي رضي أن تصدر المرأة الأحكام في كل القضايا المعروضة أمام المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها ، وأن تشهد على إبرام العقود وتصحيح الإمضاء ، وأن تحرر كشرطية محاضر المخالفات المرورية ، وأن ترافع كمحامية على موكليها أمام القضاء ، وأن يؤمنوها على حياتهم كطبيبة وجراحة دون خوف أو تشكيك في نقصان عقلها . ولم يحدث أن تقدمت جهة علمية/فقهية أو مدنية بالطعن في أهلية المرأة لممارسة هذه الوظائف وغيرها . بل إن العامة من المغاربة يقرون أن شهادة الشرطي أو الدركي لما يحرر محضرا يشهد فيه على وجود مخالفة ارتكبها السائق أو السائقة ، فإن شهادته تعادل شهادة 12 عشر رجلا . وهذا الاعتقاد ينسحب على المرأة الشرطية كذلك .
وما يقال في موضوع التكفير للقائلين بمساواة المرأة بالرجل في الشهادة ، يقال كذلك في موضوع الديمقراطية والمؤسسات التشريعية والانتخابات وغيرها من القضايا التي كان الفيزازي يكفر غيره بسببها ولازال يتردد في الإعلان الصريح عن تراجعه ومراجعته لآرائه وفتاواه بشأنها ويكتفي بالقول المبهم والفضفاض التالي (ومع ذلك فقد أكرمني ربي بما يكفي من الشجاعة لإعلان تراجعي عن كثير مما اعتبرته خطأ في ما كتبته أو قلته من قبل.ليس مدفوعا بكتابات الكحل التي لا تساوي عندي قيمة الورق الذي تكتب عليه، ولكن انطلاقا من مراجعاتي الاختيارية داخل السجن) . فهل يمتلك الشيخ الفيزازي الشجاعة ويحدد المقصود "بالكثير" الذي تراجع عنه ؟ أرجو ذلك بكل صدق وصفاء نية . وفي كل الأحوال فإن لم يكن لي أجر هداية الشيخ إلى بعض أخطائه ، فأرجو أن يكون لي أجر النصيحة له . ومما أنصحه به وأشدد على ضرورة الانتباه إلى خطورته هو موقفه من الكتلة الناخبة التي ميز فيها بين من يحق له التصويت ومن لا يحق له ذلك ، ليس لفقدان الأهلية بسبب حكم قضائي أو عاهة عقلية ، وإنما لأسباب عقدية ودينية . لقد كفّر الفيزازي المطالبين بضمان حق التصويت لكل المواطنين البالغين سن الرشد القانونية في قوله ( والشهادة الديمقراطية تقبل من كل مواطن بلغ سن الرشد القانوني ( وليس الشرعي ) ولو كان يهوديا أو نصرانيا ولو كان تاركا للصلاة أو ملحدا معروفا ، فضلا عن الفساق الذين يتباهون بالمعاصي الظاهرة .. كل هؤلاء تقبل شهادتهم في الدين الديمقراطي ) بينما ، يضيف الفيزازي ( ديننا لا يقبل شهادة من مسلم فاسق .. فكيف يقبلها من زنديق مارق أو كافر ناعق ؟ ) . هذا الحكم سينطبق ، بالضرورة ، على المغاربة الذين صوتوا على الدستور الجديد ، فهل شهادة من قالوا بالمساواة بين المرأة والرجل في الشهادة ، واليساريين والاشتراكيين واليهود المغاربة ؛ فهل كل هؤلاء تصويتهم على الدستور باطل ؟ وهل الدولة التي أقرت حق هؤلاء في التصويت دولة "مارقة" ،"زنديقة"، "كافرة" لأنها طبقت "دين الديمقراطية" الذي يساوي بين جميع المواطنين في أداء الشهادة عبر التصويت ؟ معنى هذا أن الدستور الذي يصوت عليه كل (زنديق مارق أو كافر ناعق) هو دستور لاغ بميزان الفيزازي ، ويترتب عن هذا الموقف ضرورة سن قوانين وبنود جديدة في الدستور تمنع حق التصويت على كل من يحكم عليه الفيزازي بأنه لم يبلغ سن الرشد"الشرعي" . فهل يستقيم موقف الفيزازي هذا مع مطالب عموم المواطنين في الديمقراطية والحرية والكرامة ؟ وهل سيوافق أتباع الشيخ الفيزازي ومادحوه ومدّاحوه على منع فئات من المواطنين من ممارسة حق التصويت والترشح في الانتخابات ؟ يقول الفيزازي بخيلاء وغرور ( قرأت تعاليق القراء الأفاضل على مقالي حول جريدة الاستئصال (الأحداث ...) وهم بالعشرات وسرني جدا أن تكون الأغلبية الساحقة (ما يقرب من 97 % ) لصالح دعوتنا الإسلامية الخالدة، وضدا على الاستئصال الخبيث. ولا أريد أن أشكر المعلقين الأحرار والأخيار لأن هذا ديننا جميعا والويل كل الويل لمن حاربه أو حارب أهله، فالله تعالى حسم في مسألة النصر مع انتقام رباني بقوله: {فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47]) . فهل يحاور الشيخ الفيزازي مداحيه لما يقرر التراجع عن فتاواه ويقدم لهم الحيثيات الشرعية التي جعلته يراجع مواقفه ؟ الآن هو تراجع عن موقفه الرافض للمساواة بين المرأة والرجل في الشهادة دون أن يقدم مبررات أو حججا جعلته يدرك خطأه ويتراجع عنه ، فما ذنب الأتباع والمداحين الذين صدقوا فتواه وتبنوا موقفه وجاروه في تكفير القائلين بالمساواة دون أن يعملوا عقولهم ؟ أليس الشيخ الفيزازي هنا ضال ومضل ؟ على مدى سنوات وهو يضل ضحاياه ويوهمهم أنه يعلم حقيقة الدين وينطق باسم الله تعالى ولا يقول إلا الحق ، والآن يقول خلاف ما كان يدعيه أنه الشرع والدين والحق . ألا يدخله فعله هذا ضمن "دعاة على أبواب جهنم" ؟ وبالمناسبة ماذا سيقول مداحو الشيخ الفيزازي فيما كان يقول إنه ضلال وكفر وفسق فجعلهم يحبونه "كعالم" ويشيدون به "كمدافع" عن الدين ، وصار فيما بعد يقول إن هذا "الضلال" هو حق وصواب ؟ أينكم يا مداحي الشيخ من هذا التلاعب بالدين ؟ أليست هذه بعض مدائحكم له :
التفنوتي
مع كامل إحترامي لك فالشيخ الفيزازي لم يكفر أحد إنه يتحدث بلسان القرآن والسنة النبوية
freedom_anwar
الشيخ قالها مرارا وتكرارا ان الله ورسوله هم الذين يكفرون وهو لايكفر احدا
طارق بن علي
الحمد لله في المغرب العلماء و الدعاة كأمثال الشيخ الفزازي حفظه الله و رعاه بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فقيل من هم الغراباء يا رسول الله قال : الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي ...
- Aziz
J'apprécie bcp les récompense de notre cheikh Fizazi face à ces sonnaphobes...
مصطفى
الحمد لله الذي سلط قلم الفيزازي على أولئك الظلاميين الحقيقيين الإستئصاليين، الذين يريدون بدين الله السوء، وشكرا جزيلا شيخنا الفيزازي على ردودك المفحمة التي تنم عن تكوين أكاديمي عالي لا يشق له غبار، وإستمر في فضح عوراتهم إنا معك و من مشجعيك)
فهل لما كفر القائلين بالمساواة بين المرأة والرجل في الشهادة كان "يتحدث بلسان القرآن والسنة النبوية" أم بلسانه هو وأفكاره المتعصبة لذكورته ؟ هل يمكن أن يصدر مثل هذه الضلال والخطأ الفظيع عن "تكوين أكاديمي عالي لا يشق له غبار" ؟ هل الشيخ "يصلح" الدين أم يفسده لما يكفّر قوما على رأي ثم يعود ليقول به ويتبناه ؟
إن الحقيقة ليست بالحشود البشرية ولا بمباركة المداحين ،بل الحقيقة بقوة الحجة ووضوح الفكر وسلامة المنطق . أما الحشود من الإمعات فيصدق عليهم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) . وكان جديرا بالشيخ الفيزازي أن يعلن في كل قضية فكرية أو فقهية يتصدى لها أنه لا يدعي امتلاك الحقيقة الدينية ولا ينطق باسم الشرع ، بل هو الرأي والاجتهاد . ولو فعل هذا لجنب نفسه معصية التكفير وسخافة الموقف . وكان حريا به أن ينهج نهج الأئمة الكبار الذين اعتبروا رأيهم صوابا يحتمل الخطأ ، ورأي غيرهم خطأ يحتمل الصواب . فأين الشيخ الفيزازي الذي يقدم نفسه داعية من سماحة الأئمة وتواضعهم واحترازهم ؟ والفقهاء الذين يحترمون الفقه والرأي والدين وعموم الناس يؤصلون لآرائهم كما يؤصلون لمراجعاتهم ، ولا يفاجئون عموم المسلمين بالتراجع عن فتاواهم بين عشية وضحاها كما يفعل الشيخ الفيزازي الذي كلما انتقده منتقدوه عن فتوى إلا وتنصل منها بحجة المراجعة دون تأصيل شرعي . فالداعية الذي تكثر أخطاؤه يفقد مصداقيته ويصير محط سخرية ومصدر إساءة للدين . فأين الشيخ الفيزازي من تهجمه وسخريته وتكفيره للذين قالوا بمساواة المرأة والرجل في الشهادة ، وكذا المساواة بين الأجناس ، حيث قال (وزعموا أن هذا الضلال البعيد هو عين ما جاء به القرآن والسنة، وأنه هو ما نادى به المصلحون والمصلحات عبر العصور الخالية. ويكفيك أن تعلم أن أصحاب البيان لم يخجلوا من ذكر بعض أولائك (المصلحين والمصلحات)، مثل هدى شعراوي وقاسم أمين وفاطمة (بن) مراد وغيرهم مما ليسوا لا في العير ولا في النفير، بل ممن عُرفوا بضلالهم وإضلالهم. فقل لي بربك أي شيطان يركب رؤوس هؤلاء وأي إبليس يتبول في عيونهم وآذانهم؟ فهم لا يسمعون ولايعون ولايبصرون ولايتكلمون إلا بالكفر: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} [البقرة:171].) . بالله عليك ياشيخ من كان يَصْدُق عليه قولك هذا قبل أن تغير موقفك من المساواة بين المرأة والرجل في الشهادة ، أنت أم أصحاب البيان ؟ لا أملك هنا سوى تذكير الشيخ بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ( ، وقوله صلى الله عليه وسلم (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) . فالتوبة من معصية تكفير القائلين بالمساواة بين الجنسين في الشهادة واجبة على الشيخ الفيزازي الذي أنصحه نصيحة الإسلام والمواطنة أن يكرس بعض جهده ووقته في تنقية كتاباته من معاصي التكفير والتشنيع واللمز والغرور والتنطع عسى أن يقبل الله تعالى توبته .
للجدال صلة بحول الله تعالى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.