أثارت بعض الأوساط القطاعية والنقابية الإيطالية، مع بداية شهر رمضان الحالي، مسألة صوم العمال المسلمين الذين يشتغلون بالحقول الزراعية ومدى إمكانية إفطارهم للخطورة المحدقة بطبيعة العمل مستدلين في ذلك ب"رأي" أحد الفاعلين الجمعويين المسلمين الذي أجاز لهؤلاء العمال المزارعين الإفطار أثناء عملهم. وحسب رئيس "إتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا" وإمام مدينة "فلورانسا" الفلسطيني "عزالدين الزير" فإن "المسلمين الذين يشتغلون في مجال الزراعة وفي ظروف طبيعية قاسية تحت أشعة شمس حارقة ودرجة حرارة جد مرتفعة بإمكانهم أن يفطروا وان يصوموا في أيام أخر" لأنه لا يمكن أن يتم تعريض الحياة البشرية للخطر بأي وجه كان –يضيف الزير-. وفيما تلقت الاوساط المهنية الممثلة للمزارعين الإيطاليين وكذا النقابية بكثير من الإرتياح لإجازة الإفطار خلال شهر رمضان للعمال الزراعيين المسلمين الذين يشكلون 10 % من مجموع العمال، فإن بعض الاوساط الإسلامية الأخرى أعلنت معارضتها وانتقادها لموقف إمام "فلورانسا" مشددة على أن مسألة الإفطار بالنسبة للصائم ليست بالسهولة المتصورة وإلا فكيف سيتم تفسير صيام الدول الإسلامية في الفترة الحالية التي تقارب فيها درجة الحرارة الخمسين درجة في العديد من مناطقها يتساءل "عبد الحميد الشاعري" مدير المعهد الثقافي بميلانو. ومنذ تزامن فترة الصيام مع فصل الصيف خلال السنوات الأخيرة بدأت مسألة صوم العمال المزارعين تثير العديد من الجدال خاصة مسألة شرب الماء أثناء مزاولة العمل الذي يعد إجباريا حسب قوانين السلامة المهنية المحلية ، لذا فإن العديد من المزارعين الإيطاليين لإخلاء سبيل مسؤوليتهم يطالبون العمال الذين يرغبون في الصيام على توقيع التزامات بمسؤوليتهم في حالة حدوث مضاعفات جانبية كما حدث منذ سنتين مع عامل بنغالي الذي لقي حتفه إلا ان القضاء حمل المسؤولية لمشغله لأنه هو المسؤول على احترام معايير السلامة المهنية. وأمام الإشكالية الفقهية والقانونية المطروحة وأمام غياب أية جهة دينية رسمية إيطالية فإن العديد من الفاعليات الجمعوية والنقابية المغربية تطالب بتدخل الهيئات الرسمية الدينية بالمغرب للتدخل على الأقل بخصوص العمال المزارعين المغاربة الذين يشكل هذا العمل مصدر رزقهم الوحيد خصوصا وان الآلاف منهم عمال موسميون رفضهم لهذا العمل يعني حرمانهم من الرجوع في الموسم القادم، وأن هذا النقاش سيستمر على الأقل طيلة السنوات الخمس القادمة التي سيتزامن فيها شهر رمضان مع ذروة فترة جني وقطف المنتوجات الفلاحية.