اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين ، بعدة مواضيع أبرزها، التصعيد الإسرائيلي بمناسبة تخليد الفلسطينيين لذكرى "يوم الأرض"، والوضع في اليمن، والمشهد السوري في ظل تلويح أمريكي بالانسحاب، والتوتر الدبلوماسي الروسي البريطاني، والملف النووي الإيراني، والتقارب بين الكوريتين. ففي مصر، كتبت يومية (الأهرام) بقلم أحد كتابها أن إسرائيل رتبت نفسها لارتكاب مجزرة غزة قبل وقوعها، كما رتبت مسرح العمليات في منطقة التماس حيث ترابط قوات الجيش الإسرائيلي التي تحمل أوامر بالقتل وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، مضيفا أنه منذ يوم 28 مارس والعالم كله يعرف أن إسرائيل نشرت مئات القناصة الذين لديهم تصريح بفتح النار إذا اقترب الفلسطينيون من منطقة الحدود. وتابع كاتب المقال أنه "كان يمكن للأحداث أن تمر بسلام كما يحدث في الأغلب كل عام لولا أن الإسرائيليين الذين خططوا للمجزرة مسبقا كانوا جاهزين لارتكاب الجريمة، يستثمرون انصرام الموقف الفلسطيني وفشل المصالحة بين فتح وحماس". وتحت عنوان "العالم وجرائم إسرائيل"، نشرت صحيفة (الأخبار) مقالا لأحد كتابها قال فيه إنه بالرغم من عمليات القتل والعنف غير الإنسانية التي ترتكبها وتمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين العزل بالأراضي الفلسطينية المحتلة "لمجرد أنهم تجرأوا على الانخراط في المسيرات السلمية في ذكرى يوم الأرض، رفضا للاحتلال وإعلانا عن تمسكهم بأراضيهم وإصرارهم على العودة الى ديارهم السليبة"، وبالرغم من بعض بيانات الإدانة المتناثرة، "إلا أننا لا نتوقع تحركا دوليا فاعلا ومؤثرا يجبر إسرائيل على وقف جرائمها، أو حتى توقيع عقاب رادع عليها لانتهاكها المستمر لمبادئ وقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان". وخلص كاتب المقال إلى أن المواجهة الحقيقية في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي أصبحت هي مواجهة بين الحق والقوة وصراع بين أصحاب الأرض ومن ينتزعها. وفي الشأن المحلي، وعلاقة بالانتخابات الرئاسية في مصر، اهتمت الصحف بالندوة الصحفية التي ستعقدها الهيئة الوطنية للانتخابات، اليوم، للإعلان عن النتيجة النهائية للانتخابات وعرض التفاصيل المتعلقة بالعملية الانتخابية. وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض)، في افتتاحيتها، أن الأحداث الدامية التي وقعت في غزة وأسقطت عشرات الشهداء ومئات المصابين نتيجة للعنف المفرط من جانب القوات الإسرائيلية إنما هي "دليل جديد على تخاذل المجتمع الدولي في الاضطلاع بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية تحديدا والتي تعتبر الأقدم في التاريخ البشري دون حل". وقالت الصحيفة إن "المجتمع الدولي برمته يشارك في تلك الجرائم مشاركة ضمنية عبر عدم إيقاف (إسرائيل) عن تلك الممارسات التي أقل ما يقال عنها أنها لا إنسانية، وموقفه هذا يعطي ضوء ا أخضر لاستمرارها طالما بقي المجرم دون عقاب يردعه أو حتى يحد من تهاونه واستخفافه بأي قرارات من الممكن أن تصدر في حقه". وفي موضوع آخر، أوردت صحيفة (اليوم) بشأن اشتعال النيران بمخازن المساعدات الأممية بمدينة الحديدة الساحلية أول أمس، أن "الحريق الهائل الذي التهم مستودعات برنامج الغذاء العالمي، السبت، مفتعل من قبل بعض القيادات الحوثية للتغطية على نهبها للمواد الإغاثية والإنسانية الموجودة داخلها". وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر محلية، إن "النيران التي اندلعت في مخازن كيلو 7 بمدينة الحديدة، جاءت بعد تعرضها لنهب واسع خلال الأيام الماضية، بواسطة قيادات انقلابية مقربة من عبدالملك الحوثي، التي تاجرت بالمساعدات المنهوبة وباعتها لتجار معروفين بسوق المدينة". وميدانيا، ذكرت الصحيفة أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، شنت غارات جوية أمس، استهدفت مواقع وتعزيزات تابعة لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في مناطق سيطرتها بمحافظتي صعدة والبيضاء، مؤكدة أن "انهيارات واسعة تشهدها صفوف الميليشيات التي تكبدت خسائر بشرية ومادية فادحة خلال المواجهات التي ما زالت مستمرة وسط تقدم متواصل لقوات الجيش وسط غطاء جوي من طائرات التحالف". وفي قطر، توقفت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، عند أهمية المؤتمر السابع للرابطة الدولية لأكاديميات وكليات الشرطة، الذي تنطلق أشغاله اليوم الاثنين بالدوحة في موضوع "الاتجاهات الحديثة في مكافحة الإرهاب والتطرف"، مسجلتان أن "الحاجة باتت ملحة" لمؤتمر دولي من هذا النوع يتناول خلاله الخبراء المتخصصون ب"طريقة علمية قضية تهم المنطقة والعالم كافة". ولفتت الصحيفتان الى أن المؤتمر سيمثل، على مدى ثلاثة أيام، محطة ل"توطيد العلاقات بين أعضاء الرابطة"، وفرصة "للاطلاع على قاعدة بيانات شاملة لأفضل الممارسات في مجال مكافحة الإرهاب والحد من انتشاره" و"معرفة المنهجيات المستقبلية (...) والتفاعل المباشر بهذا الخصوص، مع نخبة من القادة والخبراء" في هذا المجال. وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (العرب) القطرية مقالا تحت عنوان "من سمم سكريبال ويوليا؟"، تناول كاتبه السؤال الكبير الراهن في العلاقات الدبلوماسية الحرجة بين روسياوبريطانيا حول تسميم العميل الروسي المزدوج وابنته داخل بريطانيا، مشيرا الى أنه على الرغم من قناعة خبراء البحث الجنائي وترديدهم دون ملل لقاعدة أنه "لا توجد جريمة كاملة" وما بات يعززها من "تقدم تقني هائل" في هذا المجال، فإن جرائم كبرى بقيت و"لم يتحدد من يقف وراءها بدقة لا لبس فيها ولا غموض" من قبيل "مقتل الرئيس الأمريكي الاسبق جون كيندي" التي بقيت لغزا دون حل "قبل نحو 55 عاما". وتابع كاتب المقال أنه في ظل إصرار هذا الطرف على الاتهام وإصرار الطرف الاخر على تأكيد براءته قد تلقى هذه القضية "مصيرا مشابها لقضية مقتل كيندي، وتتحول إلى ملف مفتوح لعشرات السنين دون حسم وقطع"، لافتا الى أنه ما من "غضاضة في القول (...) وقبل اشتعال حرب باردة حامية الوطيس"، بضرورة "توسيع دائرة البحث الجنائي لتشمل أطرافا أخرى" قد تكون بعيدة عن مرمى الشكوك، ولربما "في مقعد المتفرجين الآن، وتنظر من خلف الأكمة إلى هذه الحرب الدبلوماسية المشتعلة بغبطة شديدة". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن الخطة للأيام المقبلة للفلسطينيين هي النضال الجماهيري السلمي الواسع الذي يبقي القضية حية ويتصدى للضم والاستيطان، ويدعم ويقوي المطالب الفلسطينية للاعتراف العالمي بدولتهم وترجمة الاعتراف بإجراءات عملية وفرض عقوبات على إسرائيل، مشيرة إلى أن هذا البرنامج الذي يحظى بإجماع فلسطيني، بدأ تنفيذه مع يوم الأرض ويخصص لإشهار حق العودة، وسوف تستمر الفعاليات الاحتجاجية الواسعة وتتوج في 15 ماي ذكرى النكبة. وأشارت الصحيفة إلى أن الإجرام الإسرائيلي إزاء الاحتجاج الفلسطيني السلمي يجد فورا ردود فعل متعاطفة من كل صاحب ضمير في العالم ويحفز خطوات تضامن مع الفلسطينيين وتطوير الاعتراف بهم وربما فرض عقوبات على الاحتلال واستعادة معسكر السلام الإسرائيلي لقوته. وفي مقال بعنوان "هل تنسحب أمريكا من سوريا؟"، كتبت صحيفة (الرأي) أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن سحب قوات بلاده من سوريا "قريبا جدا"، "تعكس نهجا أمريكيا جديدا بات واضحا في التعامل مع المسائل السياسية الاستراتيجية الخارجية". ويرى كاتب المقال أن هذه التصريحات "لا يمكن أخذها على محمل الجد، وتقع في سياق السياسة الأمريكيةالجديدة في عهد ترمب، والتي تقوم على خلق حالة من التشوش، وتدفع باتجاه ممارسة مزيد من الضغوط على الحلفاء لتحمل المسؤوليات والأعباء، وتقليل كلفة التدخلات الأمريكية"، ذلك أن "كلفة الانسحاب الأمريكي من سوريا تتفوق على حسابات المنفعة". أما (الدستور) فكتبت بدورها، في مقال بعنوان "هل ستشهد المنطقة سباقا نوويا؟"، أن موقف الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، يثير مخاوف من دخول هذه المسألة الحيوية إلى منطقة الخطر، حيث ستتنصل إيران من التزاماتها في الاتفاق لصالح اندفاعها لتقصير المسافة نحو القنبلة النووية، "خاصة وأن الأنباء تتحدث عن احتمال إعلان واشنطن الشهر المقبل الانسحاب من الاتفاق". وأشار كاتب المقال إلى أن تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، "حول امتلاك السعودية لقنبلة نووية، كان مشروطا بصنع إيران للقنبلة"، وهو ما يعني، برأي الكاتب، أن "السعودية لن تكون البادئة بهذا العمل الخطير، وبالتالي لن تكون هي التي تتحمل نتائجه على المنطقة والعالم"، وتكون بذلك "الكرة في المرمى الإيراني وفي مدى قدرة حكام طهران على استخدام الحكمة والتقدير العقلاني لخطورة جر المنطقة إلى الجحيم". وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال بعنوان "الرياضة تكسر الجليد بين الكوريتين"، أن الرياضة التي "شكلت الرافعة التي شقت طريق العلاقات بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في ستينيات القرن الماضي وتوجت بالزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون لبكين في عام 1972 ولقائه الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ"، تدخل مرة أخرى معترك "الاضطراب السياسي" الذي يسود العلاقات بين الكوريتين على خلفية البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية وموقف الولايات المتحدة الأمريكي الرافض لهذا البرنامج، وما يرافق هذا الموقف من تهديدات صريحة بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية للمنشآت العسكرية والنووية الكورية الشمالية وتهديد الأخيرة بالرد على أي هجوم باستخدام أسلحتها النووية. وأضافت أنه في خضم تصاعد الجدل العسكري و السياسي بين البلدين وحضور كوريا الجنوبية كحليف لأمريكا في هذا الملف، جاءت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي نظمتها كوريا الجنوبية مؤخرا لتفتح بريقا من الأمل للخروج من المأزق الكوري، حيث أرسلت كوريا الشمالية وفدا رفيع المستوى إلى هذه الألعاب ترأسته شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، وهو ما التقطته كوريا الجنوبية ب"إيجابية" وأرسلت هي الأخرى وفدا رفيع المستوى إلى جارتها الشمالية ودفعت باتجاه تخفيف حدة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ. ومن جهتها، كتبت صحيفة (البلاد) أن الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، حذر مما وصفها ب"عواقب نشر الظلم وقمع المنتقدين والمحتجين" في إيران، مضيفا بالقول "سيكون مصيرنا الخراب إذا ما استمر هذا الوضع". وذكرت اليومية أن نجاد كان صعد بشكل غير مسبوق من هجومه على المرشد الأعلى للنظام الايراني علي خامنئي، متهما إياه "بسرقة ثروات الشعب وتكديس حوالي 190 مليار دولار أمريكي".