جامعة الكرة تدرس إدخال تقنية الفيديو إلى مباريات البطولة المغربية

تَدرس أجهزة التحكيم التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، منذ مدّة إمكانية الاستعانة بتقنية الفيديو في مباريات الدوري الاحترافي، قصد تجاوز الأخطاء التحكيمية المؤثّرة على نتائج المباريات التي تتكرّر كل موسم.
وكشف يحيى حدقة، المدير الوطني للحكام، في تصريح سابق خص به "هسبورت"، عمل أجهزة التحكيم داخل الجامعة منذ مدّة على دراسة كل جوانب الموضوع ومراسلة الاتحاد الدولي للتأشير على الاستعانة بالتقنية في مباريات البطولة المغربية، إذ تراهن أجهزة التحكيم التابعة للجامعة على ذلك لتجاوز العديد من الأخطاء التحكيمية المؤثّرة التي تتعلّق أساسا بحالات صحة الهدف من عدمه، ركلات الجزاء والأخطاء المرتكبة في مربع العمليات، إضافة إلى حالات الطرد.
ويتجلى أهم إكراه قد يواجه مطمح أجهزة التحكيم في هذا الموضوع، في الإمكانيات البشرية المحدودة واللوجستيكية المفقودة، إذ أن البطولة المغربية تعاني من تقلص كبير في هامش اختيار حكام المباريات، حيث 24 ثلاثية فقط هي من قادت مباريات القسم الأول هذا الموسم.
وتفرض هذه التقنية وجود حكام متمرّسين لا يقل مستواهم عن مستوى طاقم تحكيم المواجهة، كما أن الإمكانيات اللوجستيكية ستشكل عائقا كبيرا لتنزيل ذلك، خصوصا في ظل المشكل الكبير الذي تعاني منه البطولة بشأن النقل التلفزي للمباريات وتسجيل حالات تحكيمية مؤثرة بقيت عالقة بسبب غياب لقطة بالفيديو توضح تفاصيلها.
ونقلت "هسبورت" هذا الموضوع إلى بعض الحكام الممارسين في الدوري المغربي قصد الوقوف على مواقفهم بشأن هذه التجربة التي تطرق أبواب البطولة المغربية، فكانت آراؤهم على الشكل التالي:
الجعفري: قيمة مضافة للدوري المغربي
يعتبر الحكم نور الدين الجعفري، المنتمي إلى عصبة الدار البيضاء، تقنية الفيديو في مباريات كرة القدم بمثابة فرصة أخرى إضافية واستدراكية لحكم النزال قصد إصلاح هفوته واتخاذ القرار الصحيح في مجموعة من الحالات التحكيمية التي قد تؤثر على نتيجة المواجهة.
وأكّد الجعفري، أن تدخل حكم الفيديو يكون عندما يتبيّن له أن قرار الحكم مجانب للصواب في حالات تحكيمية محددة ( ركلة الجزاء - الطرد - عدم احتساب هدف صحيح أو احتساب هدف غير صحيح - هدف من تسلل أو هدف سبقه خطأ)، مبرزا أن تقنية الفيديو ستكون قيمة مضافة للدوري المغربي، إذ ستنصف الفرق وتقلص من الأخطاء التحكيمية المؤثّرة.
ولا يتّفق نور الدين الجعفري، مع الرأي الذي يعتبر أن تقنية الفيديو من شأنها التنقيص من شخصية الحكم وسلطته التقديرية، حيث يرى أن التقنية تساعد الحكم لاتخاذ القرار الصحيح وتفادي أخطاء تحكيمية فادحة، مبرزا أنه شخصيا يفضّل أن تمنح له أثناء قيادته لمباراة من المباريات فرصة لتصحيح قرار تحكيمي خاطئ كان سيظلم به فريقا من الفرق.
كورار: تكسر نسق المباراة
بسبب التوقّف المتكرّر يرى توفيق كورار، الحكم المنتمي إلى عصبة سوس، من زاوية متتبّع رياضي أن تقنية الفيديو تقتل الفرجة وعفوية أطوار مباريات الكرة، كما ستقف حاجزا أمام متعة وجمالية المستديرة، رغم أنها في مقابل ذلك تساهم في تجاوز بعض الهفوات التحكيمية المؤثرة التي تغير نتيجة المباراة وتنصف كل الفرق.
ومن منظوره بصفته حكما ممارسا في الدوري المغربي، يؤكد كورار، أنه يفضل ترك الحسم في القرارات التحكيمية لحكم المواجهة من منطلق سلطته التقديرية، بحيث أن خصوصية البطولة المغربية وعقلية جل المتداخلين قد لا تتقبّل ما سيفرزه الاعتماد على الفيديو.
وجزم توفيق كورار، أن كسر نسق المباراة بسبب التوقف المتكرّر يبقى أهم سلبيات التقنية، إذ أن حالة تحكيمية واحدة تحتاج أحيانا لثلاث إلى أربع دقائق للفصل فيها فما بالك بحالات متعدّدة، وكلها عوامل دفعت الحكم المذكور للتأكيد على كون تقنية الفيديو لازالت تحتاج لتقييم شامل وللكثير من الوقت والتجريب من طرف المختصين قبل الحسم بشكل نهائي في تطبيقها من عدمه.
الكزاز: اتخاذ القرار الصحيح
من جانبه يرى الحكم سمير الكزاز، المنتمي إلى عصبة الغرب، أن تقنية الفيديو لها إيجابيات وسلبيات في نفس الوقت، فهي في الأخير تفرز قرارا تحكيميا صحيحا، غير أنها تكسر نسق المباراة بسبب التوقفات وتقتل جمالية اللعبة.
وأكّد سمير الكزاز، أن التقنية ستفيد كثيرا البطولة المغربية وكذا حكامها، رغم أن صعوبات كبيرة ستصطدم بها خلال التطبيق بالنظر إلى عقلية مختلف المتدخلين، حيث يصعب مثلا تقبّل مكونات الفرق إلغاء هدف سبق أن احتسبه الحكم بعد العودة إلى الفيديو.
وبدوره لا يتّفق الكزاز مع من يعتبر تقنية الفيديو تنقيصا من شخصية الحكم، إذ الأهم في نظره هو اتخاذ في آخر المطاف القرار الصحيح والمنصف وتجاوز القرارات التحكيمية الخاطئة والمؤثرة، ما سيبعد الكثير من الضغوطات على الحكام.
* لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com