عانى من "الحكرة" منذ بداية مسيرته الفنية بسبب شكله الخارجي، واستطاع أن يغير النظرة الدونية للمجتمع تجاهه باكتشاف موهبته الإبداعية في دار الشباب بالحي المحمدي بالدار البيضاء، ليبصم مساره الفنّي بعدة أعمال كوميدية في المسرح والتلفزيون. في حوار مع هسبريس، يهاجم الممثل الكوميدي جواد السايح الوجوه الكوميدية الجديدة والأعمال الرمضانية، ويتحدث عن ظروف غيابه عن الساحة الفنية، وبطاقة الفنان. ما أسباب غيابك عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة؟ دائما كنت أتساءل إن كان هذا الغياب مقصودا أو العكس، لكن ما خلصت إليه اليوم أنّ القطاع تسيره لوبيات كبرى..الفن في المغرب على هذه الحال.. نتوفر على قناتين عموميتين تشتغلان شهرا واحدا في السنة، وعلى الرّغم من ذلك تستمران في نهج سياسة المحسوبية والزبونية، والعمل مع وجوه فنية محددة لديها علاقات مقربة مع بعض المخرجين والمنتجين، في حين أنّ 70 في المائة من الفنانين عاطلين عن العمل. منذ خمس سنوات لم أشارك في أي عمل تلفزيوني.. كان الأخير "ناس لحومة" مع رشيد الوالي وشركة إنتاج كوروم التي أفلست..توقفت عن العمل بمجرد توقف الشركة. هل تحس بأنك تعاني من "الحكرة" في المجال الفني؟ الإجابة عن هذا السؤال صراحة تقتضي مني قبل كل شيء القول إني كنت "محكور" منذ الصغر بحكم بنيتي الجسمانية الضعيفة، إذ كنت محط أنظار كل من يصادفني؛ وهذا الأمر تغلبت عليه باستغلالي إياه في مجال الكوميديا. لا أخفي أنّي عشت مراحل عصيبة بسبب "الحكرة" التي اعترضتني بسبب شكلي الخارجي، وخلال المراحل التكوينية الأولى في مساري الفنّي حاولت التغلب عليها، وراكمت تجربة فنية يشهد لها الجمهور، لكن الأمر متواصل مع الأسف إلى اليوم، بسبب ما نعيشه في حياتنا الفنية. ما تقييمك لمستوى الأعمال الكوميدية اليوم؟ لا يمكنني أن ألقي اللوم على الفنانين على مستوى الأعمال الكوميدية التي تقدم سواء على مستوى المسرح أو التلفزيون، لأنّهم منحوا فرصة للعمل ولن يرفضوها، لكن من غير المعقول أن يشتغل الفنان في مسلسل و"سيتكوم" غارق في التفاهة و"تعواج الفم"، ويصاب بالغرور..هذا أمر خطير..لكن العيب ليس فيهم، بل في المسؤولين عن القطاع الفني. هل بإمكان الفن في المغرب أن يكون مصدر رزق دائم؟ للأسف، معظم الفنانين الذي قدّموا الكثير للسّاحة الفنية يعيشون أوضاعا جد حرجة..لا يعقل أن يكرس الفنان حياته لخدمة الفن وحده ويجد نفسه وحيدا في ظل غياب عروض العمل..يمكن القول إننا نعيش فقط ب"البركة" بعدما تخلى المسؤولون عنا، في حين أنهم يتقاضون الملايين شهريا، وتنهك جيوب الطبقة العاملة بالزيادات في المواد الاستهلاكية والرفع مع سن التقاعد. هل استطاعت بطاقة الفنان أن تخدم مصالحكم؟ من خلال منبركم أريد أن أوجه سؤالا للقائمين على القطاع: في ماذا ستفيد هذه البطاقة إن كانت لا تمنح الفنان امتيازات في التطبيب والتنقل ورد الاعتبار لكرامته التي انتهكت منذ سنوات؟ مع الأسف أنا أحمل هذه البطاقة منذ سنوات لكنها لم تخدمني في شيء، خاصة في الظروف الصحية الصعبة التي مررت بها.