على مساحة تتجاوز 60 كيلومترا مربعا، تمتد جماعة الشلالات القروية التابعة لعمالة المحمدية، دون أن يمكنها قربها من المدينة ومن العاصمة الاقتصادية من تحقيق إقلاع اقتصادي وتنموي. ما إن تلج جماعة الشلالات وتتجاوز الجزء "الحضري"، حتى تجد نفسك وسط قرية لم يتمكن مسؤولوها المتعاقبون من النهوض بها. صحة منعدمة ومعاناة مضاعفة وسط هذه الجماعة القروية يبدو أفق التنمية منعدما وبعيد المنال في وقت تسابق جماعات أخرى الزمن لتحقيق ذلك وتجاوز المعيقات. واقع الصحة بجماعة الشلالات يدمي القلب؛ غير أنه لم يحرك المسؤولين بها وبالقطاع للنهوض به. حوالي 75 ألف نسمة تتوفر على بناية صغيرة يمكن تسميتها تجاوزا مستوصفا! داخل هذه "المؤسسة الصحية" لا يوجد سوى 4 أطر موزعين بين التطبيب والتمريض.. أما الأدوية وغيرها، فتلك تبقى من الأماني التي ترى الساكنة أن تحقيقها يبقى من سابع المستحيلات. نادية، واحدة من النساء اللواتي تحدثت إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، أكدت أن معاناة هذه الفئة من المواطنين تتفاقم يوما تلو آخر مع هذا المستوصف. وتؤكد هذه السيدة الأربعينية أن النساء تعشن أوضاعا مزرية داخله، حيث لا وجود للأدوية ونقص كبير للأطر، والطامة الكبرى هو أنه يغلق مساء ونهاية الأسبوع "لي مرض في السبت والأحد خاصو يمشي عين حرودة أو المحمدية ولا يصبر حتى الاثنين"؛ لكن المعاناة تتضاعف أكثر، بحسب المتحدثة نفسها، بالنسبة إلى النساء الحوامل، إذ إنهن مضطرات للتنقل صوب المحمدية مع ما يعني ذلك من قطع مسافات طوال من الدواوير إلى المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله. وما يزيد الطين بلة، حسب عدد من الناشطين الجمعويين بالمنطقة، هو أن الجماعة تتوفر على 4 سيارات إسعاف؛ غير أنها بدون تجهيزات ولا ترقى لتقديم خدمات جيدة للمرضى. وتعاني ساكنة هذه الجماعة القروية، بشكل لافت، للانتباه من هذا الوضع الصحي المتردي، والذي يزيد من تعميقه ضعف وسائل التنقل وغياب الطرق للوصول إلى مستشفيات مجاورة. وحسب بحث أجراه مكتب الدراسات المكلف من طرف الجماعة لإنجاز تصميم التهيئة، فإن الساكنة تعاني من صعوبات صحية وتشتكي من ضعف القدرة الاستيعابية للمستوصف، وكذا مشكل التنقل الى عين حرودة والمحمدية قصد التطبيب والعلاج. بنية تحتية منعدمة لا يقتصر الوضع المتردي بهذه الجماعة القروية والتي تلزمها إرادة سياسية قوية ورغبة ملحة من طرف المسيرين، للنهوض بها وإخراجها مما هي عليه اليوم، على القطاع الصحي، بل حتى بنيتها التحتية تبقى منعدمة تستوجب تحركا من طرف المسؤولين. وفي الوقت الذي شرعت فيه مؤسسة العمران في تهيئة البنية التحتية بمشروع "الشلال 1"، فإن باقي تراب هذه الجماعة لا يزال يحمل طابعا قرويا ويعيش على وقع التهميش. عبد اللاوي عزيز، رئيس جمعية المغربية للتنمية الفلاحية لجهة الدارالبيضاء السطات فرع الشلالات، أكد، في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الجماعة تعرف خصاصا وضعفا في البنية التحتية. وشدد الفاعل الجمعوي على أن "لا شيء تحقق على مستوى البنية التحتية بالعالم القروي؛ فالمسالك الطرقية يستحيل أن تمر منها، خصوصا في فصل الشتاء". وأوضح أن جماعة الشلالات لم تستفد في هذا الصدد من برنامج المسالك الممول من طرف جهة الدارالبيضاء السطات. أما فيما يتعلق بالمدارس والتعليم، فتلك قصة أخرى، حيث يؤكد جمعويون بالمنطقة أن غياب النقل المدرسي فاقم من وضعية الهدر خصوصا في صف الفتيات، لا سيما أن ذلك ارتبط أيضا بغياب دور الطالب بالجماعة. اتهامات بسوء التدبير داخل المجلس الجماعي لجماعة الشلالات، هناك استياء من طرف بعض الأعضاء بلغ حد التراشق والصراع مع الرئيس المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية وهو نجل البرلماني سعيد التدلاوي. سارة فنار، مستشارة جماعية تشغل نائبة للرئيس قبل أن تدخل في صراعات حادة معه، أكدت أن هناك اختلالات عدة تم تسجيلها كلها كانت موضوع عدة مراسلات لعامل المحمدية ووزارة الداخلية وكذا المجلس الأعلى للحسابات. وأوضحت، في تصريحها للجريدة، أنه بالرغم من المراسلات؛ إلا أنه "لم نتوصل بجواب عما إذا كان قد تم فتح تحقيق وعن نتائج التحقيق". وبعد أن انتقدت التدبير الجماعي، شددت على أن "تجاوزات رئيس الجماعة للقانون والتي وصلت حد إعطائه تعليمات إلى الموظفين لمنعنا من دخول الجماعة، بالإضافة لمنعنا من الوصول إلى المعلومة، وحرماننا من التعويضات عن المهام؛ في حين أنه يوقع تعويضاته هو وباقي المستشارين وتصرف كل شهر، تم تدارسها في عدة اجتماعات مع العامل". ولفتت المتحدثة نفسها إلى أن الرئيس "لا ينجز مقررات المجلس المتعلقة بالبرامج التي لها علاقة مباشرة مع الساكنة مثل الإنارة العمومية وصيانة المسالك الطرقية وصيانة المدارس؛ إذ يعمل على تأخيرها قصد استغلالها في حملته الانتخابية المقبلة. وهذا يتنافى مع ما جاء به خطاب جلالة الملك في عيد العرش، حيث أكد على ضرورة إنجاز المشاريع والبرامج دون تأخير". وحاولت الجريدة التواصل مع رئيس الجماعة عمر التدلاوي؛ غير أننا لم نتمكن من ذلك، بالرغم من بعثنا له رسالة نصية.