أمهلت السلطات المحلية بعمالة درب السلطان الفداء سكان "فران الجير" و"كوري بوشعيب المزابي" وسط قلب الدارالبيضاء مدة 48 ساعة من أجل حسم موقفهم قبل الشروع في عملية هدم "منازلهم". السكان المعنيون أكدوا، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، اليوم الأربعاء، أن السلطات المحلية منحتهم، في اجتماع عقد خلال الأيام الماضية، مهلة التفكير قبل بدء عمليات الهدم وترحيلهم صوب جماعة سيدي حجاج بإقليم مديونة. وأوضح السكان أنهم لا يرفضون الرحيل إلى الجماعة المذكورة، على الرغم بعدها، فإنهم يطالبون بتسوية تراعي عدد الأسر وسط كل "براكة". وأكد أحد السكان، في حديثه لجريدة هسبريس، أنهم يطالبون "بتسوية الوضعية، فلا يمكن أن تحصل أربع أسر على نصف بقعة أرضية بجماعة سيدي حجاج". وشدد المتحدث نفسه على أن أحد ملاّك نصف المساحة، التي يوجد عليها الكاريان على مقربة من "القريعة" بشارع محمد السادس، وهو من اليهود المغاربة، قام بتسوية وضعية القاطنين ومنحهم مبالغ مالية مقابل الإفراغ؛ بينما لا يزال صاحب النصف الآخر يرفض التسوية ومحاورتهم. وأوضح هذا المواطن، ضمن تصريحه، أن السلطات "طلبت منا التفكير في الأمر والقبول بالعرض المتمثل في نصف بقعة بسيدي حجاج، قبل الشروع في الهدم؛ لكننا نرفض الرحيل بهذه الشروط، وسنظل هنا". قاطن آخر بهذه "المنازل"، التي تخفي خلفها قصص البؤس والمعاناة، أوضح أنه يعيش وأفراد أسرته المكونة من أربعة أبناء متزوجين "فكيف يمكننا أن نقطن في شقة واحدة؟!" وأردف أنه "على السلطات أن تنظر إلى هذا الأمر، وأن تعوض الأسر بحسب أفرادها، لأنه من غير المقبول أن نعيش معا في شقة واحدة"، مناشدا الملك محمدا السادس من أجل النظر في هذا الملف ومساعدة السكان في الحصول على تعويض يحترم كرامتهم ويصونها. ويؤكد السكان الغاضبون من قرار السلطات أنهم عازمون على البقاء في المكان نفسه، على الرغم من تلويحها بهدم البراريك بعد أيام. وشدد هؤلاء المحتجون على أنهم سيشيدون خيما في المكان نفسه في حالة ما جرى هدم البراريك، مصرين على البقاء إذا لم يكن هناك تعويض يليق بهم.