كشفت بيانات صادرة عن مصالح وزارة الاقتصاد والمالية عن تسجيل زيادة مهمة في قيمة المعاملات التجارية بين الرباط وباقي دول القارة الإفريقية خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث انتعشت بنسبة 5 في المائة مقارنة مع الفترة الممتدة ما بين 1997 و2006. وبلغت القيمة الإجمالية لهذه المبادلات، وفقا للمعطيات الرسمية نفسها، ما يقارب 37.2 مليار درهم شملت المحروقات والمواد الغذائية والبضائع المصنعة. وجاءت كل من إثيوبيا والجزائر على رأس قائمة أكبر الشركاء التجاريين للمغرب على مستوى القارة الإفريقية، وذلك طوال الفترة الممتدة ما بين 2007 و2017. البيانات الإحصائية أكدت تسجيل نمو مستمر للصادرات المغربية نحو باقي دول إفريقيا بنسبة 13 في المائة، خاصة في اتجاه دول الشرق الإفريقي، حيث احتلت دولة إثيوبيا الرتبة الأولى على مستوى أهم الأسواق الخارجية للمغرب بالقارة. وبلغ المتوسط السنوي للصادرات المغربية نحو إفريقيا ما يقارب 22.1 مليار درهم؛ وهو ما يمثل 9 في المائة من القيمة الإجمالية للصادرات المغربية نحو باقي دول العالم. واستحوذت إثيوبيا على ما يناهز 11 في المائة من حجم الصادرات المغربية نحو إفريقيا، وهو ما جعل هذا البلد الشريك الاقتصادي الأول للمملكة من حيث الصادرات، تليها الجزائر بنسبة 9 في المائة وموريتانيا بنسبة 8 في المائة. واحتلت الجزائر الرتبة الأولى في لائحة أهم شركاء المغرب على مستوى الواردات، حيث يستورد المغرب 35 في المائة من بضائعه الإفريقية انطلاقا من التراب الجزائري. جدير بالذكر أن قيمة المبادلات بين المغرب وباقي دول القارة الإفريقية بلغ، خلال الفترة الممتدة ما بين 2014 و2016، ما يربو عن 11 مليار دولار، مسجلا نموا لافتا مقارنة مع بداية العقد الحالي. ويربط المحللون هذا الانتعاش بالرحلات الملكية إلى القارة السمراء، والأسواق الجديدة التي فتحتها الاتفاقيات البينية مع دول جنوب الصحراء الكبرى.