قال فيغو مورتنسِن، الممثل الأمريكي، إن الأوضاع سيئة في كل مكان من بلدان المعمور، وليس فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف الممثل الأمريكي، في مائدة مستديرة مع صحافيين وصحافيات نُظّمت على هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أنه عندما نبدأ حياتنا أطفالا نلعب مع بعضنا البعض ولا نفكّر في ألوان بشراتِنا ولغاتنا ووضعياتنا الجسدية؛ ولكننا، وحتى عندما تكون عائلاتنا جيدة، نتعلّم بطريقة من الطرق رؤية الاختلافات؛ فنرى، بالتالي، أنفسنا أعلى أو أدنى مقارنة بالناس؛ ثم يكرَّس هذا بسبب بُلَهَاء في أيديهم السلطة، في إشارة إلى دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، وبعض السياسيين اليمينيين المتطرّفين. ووضّح فيغو مورتنسِن، في سياق إجابته عن سؤال جريدة هسبريس الإلكترونية حول فيلم "Green Book" الذي مثّل فيه، أن التحدّي الذي يواجه الإنسان ليس في رؤية العنصرية كشيء فظيع؛ بل في تمنّي أن نعود في مرحلة من مراحل الحياة إلى تعلّم اللعب الطفولي اللطيف مرة أخرى، آملا أن يحدث ذلك في مرحلة مراهقة الإنسان. وذكر الممثّل الأمريكي أنه سبق أن قيل له إن هذا هو الوقت الممتاز لخروج الفيلم إلى الجمهور العريض، مستعيدا إجابته بأن "هذا وقت جيد، ولكنه كان سيكون جيدا أيضا منذ 10 سنوات، وبعد ثلاثين سنة". وزاد المتحدث مفسّرا أنه بقدر ما نريد أن يرحل الاضطهاد والعنصرية عن طريق سنّ القوانين والتّشريعات، وعبر تطوّرنا ككائنات بشرية، إلا أنهما لن يندثرا أبدا، لأنهما أمران إنسانيان وقَبَلِيّان يتكرّران مع كل جيل، وفي كل مكان في العالم. فيلم "الكتاب الأخضر"، الذي يحكي قصة رجل أمريكي من أصل إيطالي يعمل سائق سيارة عازف بيانو أمريكي ذي بشرة سوداء في سنوات الميز العنصري بالولاياتالمتحدة في خمسينيات القرن الماضي، هو فيلم "حول حدود الارتسامات الأولى"، حسب الممثل الأمريكي؛ لأنه يوضّح لنا أن الطريقة الوحيدة من أجل محاربة الجهل هي التّجربة المتقاسمة، فكلا الشخصيتين قادرتان على تغيير رؤيتهما لبعضهما البعض وتعاملهما مع بعضهما. ووضّح الممثّل أنه تعلّم الكثير من عائلة فيلالانغا، عائلة السائق بطل الفيلم، مضيفا أنه بعد شعوره بارتياح أكبر في تشخيص الدور، تذكّر السنوات العشر الأولى التي قضاها في طفولته بالأرجنتين حيث يقطن ببوينوس آيريس الكثيرُ من الناس القادمين من جنوبإيطاليا، واسترجع أصواتهم وتعبيراتهم، وعلاقتهم مع الطعام ومع العائلة، إضافة إلى استفادته من زيارته السابقة إلى إيطاليا. كما ذكر فيغو مورتنسِن أنه عبر لقاء عائلة فالالانغا، عائلة الشخصية الواقعية التي بُني عليها جزء من الفيلم، حاول أن يفهم الأحداث من وجهة نظر الشخصية التي يؤدي دورها، مضيفا أنه لم يكن يريد أن يحكم على فالالانغا، لأنه لا يريد أن يحكم المشاهد على الشخصية أيضا، بل يريده أن يُحسّ به كشخص حقيقي عبر فهمِهِ، وهو ما ساعده في القيام به الاستماع إلى عائلة الشخصية، والتعلّم منهم. واستحضر الممثل الأمريكي ما أسماه ب"التعليقات الغريبة" من طرف أناس رؤوا أن الفيلم كان يجب أن يكون مناضلا أكثر، وزاد مفسّرا أن مقارنة الأفلام بعضها ببعض قد تكون سخيفة في بعض الأحيان، ثم استرسل موضّحا أن الفيلم يعالج واحدة من آلام، وأصعب وأكثر المواضيع إثارة للقلق، ولكنه أيضا فيلم فيه كوميديا، ولا يريد أن يملي على المشاهد ما الذي يجب عليه التفكّير فيه، أو أن يلحّ عليه حتى يحسّ بشيء ما، بل يدعوه إلى التفكير والإحساس، إذا أراد ذلك، كما يدعوه إلى وضع تقابلات تاريخية، وإلى تعلّم دروس مدنية وتاريخية، إذا أراد القيام بذلك. وعن وصف البعض نهاية فيلم "الكتاب الأخضر" بالهوليودية، قال فيغو مورتنسِن إن نهاية الفيلم هي بالفعل ما حدث في الواقع، مؤكّدا أن أحداث الفيلم صادقة مع ما وقع في رحلة الرجلين، في فيلم تم إخراجه بشكل جيد وممتع ومضحك، قبل أن يستدرك قائلا إن القصة محبوكة بطريقة أكثر تعقيدا مما قد تبدو عليه في السطح.