قال علي سالم الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المغربية، إن "نجاح الحملة الطبية الإنسانية المجانية التي تستهدف الأطفال مرضى القلب، تعكس تميز الشراكة الاماراتية المغربية بفضل جهود الأطباء من كلا البلدين، ودعم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية". وبمناسبة الندوة الصحافية التي نظمت أمس الثلاثاء بمراكش، أورد المسؤول الدبلوماسي نفسه أن "هذه المبادرة التي تم تنظيمها من طرف المؤسسة المذكورة، بالشراكة مع هيئة الصحة بدبي، وبتعاون مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، وسفارة دولة الإمارات بالرباط، تندرج في سياق سلسلة المبادرات الأخوية والإنسانية، التي تنسجم مع الدينامية الدبلوماسية الجديدة التي تعرفها العلاقة بين المعرب والإمارات العربية المتحدة". عبيد محمد الجاسم، رئيس الفريق الطبي، أوضح من جهته أن "مبادرة نبضات هي عمل خيري يسعى إلى علاج الأطفال في معظم أنحاء العالم"، مضيفا أنها "بدأت في دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2007 لعلاج الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية، وفي سنة 2012 خرجت لملامسة معاناة الأطفال ببقية دول العالم، بتوجيهات من صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي". و"لهذه المبادرة أهداف عديدة، منها إنقاذ الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في مختلف دول العالم، الذين تعادل نسبتهم 0.1%"، يقول المتحدث نفسه، مضيفا أن "علاج هذا النوع من المرض مكلف وصعب بمعظم الدول التي ينتشر فيها الفقر، ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى الوفاة إذا لم يتم إنقاذ حياة المصاب به بهذه العمليات البسيطة". واستطرد عبيد محمد الجاسم قائلا إن "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية أنجزت أكثر من 37 حملة في عدة دول، معظمها بالإمارات، وحملات أخرى بدول كمصر والسودان وموريتانيا وإثيوبيا والهند وطاجكستان، التي أجرينا فيها أكثر من 1000 عملية قسطرة، وبالموازاة مع الحملة الطبية نقوم بفحوصات لفائدة الأطفال، لنحدد إن كانوا يحتاجون إلى الدواء فقط أم إلى عمليات جراحية مفتوحة". الدريسي بومزبرة، رئيس قسم جراحة القلب والشرايين التابع للمركز الاستشفائي الجامعي، أشار ضمن تصريح لهسبريس إلى أن "هذه الحملة سيستفيد منها حوالي 65 طفلا مريضا سيخضعون لإجراء عمليات جراحية للقلب المفتوح والقسطرة". وأضاف أن "هذه المبادرة لها أهمية كبرى على المستوى الصحي والعلاقات الدولية بين دولتين شقيقتين تجمعهما عدة روابط متينة"، مبرزا أن "الفريق الطبي المغربي حضّر غرف العمليات والمرضى وقام بمهمة التخدير والإنعاش، وعلى مستوى الجراحة، هناك تعاون بين كل مكونات الفريق الطبي المشترك". وأوضح بومزبرة أن "الأطفال المستفيدين من هذه الحملة الطبية ينحدرون من أسر معوزة، وهم من حاملي بطاقة المساعدة الطبية راميد"، مضيفا أنهم "خضعوا لاستشارة قبلية مع أطباء مختصين في أمراض القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، ثم بعدها أفرزنا لائحة تضم الحالات المرضية التي سيخضع أصحابها لعمليات جراحية". يذكر أن مبادرة "نبضات" التي انطلقت يوم الجمعة 25 يناير الجاري، ستستمر إلى غاية الثاني من شهر فبراير المقبل، بمستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، تحت إشراف فريق طبي يتكون من أكثر من 20 إطارا طبيا من الإمارات والسعودية والمغرب.