صدر للباحث المغربي في الدراسات المقارنة الدكتور رضوان ضاوي دراسة موسومة ب "تمثلات الثقافة المغربية في المؤلفات السويسرية والألمانية من 1830 إلى 1911. (دراسة مقارنة)"، ضمن منشورات مجلس الجالية المغربية بالخارج. تجدر الإشارة إلى أن مجلس الجالية المغربية بالخارج، وضمن احتفاله بالثقافة المغربية تحت شعار "المغرب في العالم: الثقافة المغربية ما وراء الحدود"، سيعرض مجموعة من الكتب تحتفي بالثقافة المغربية، وقد برمج المجلس مجموعة من اللقاءات العلمية من أجل مناقشة وتقديم أهم إصداراته الحديثة، من بينها مائدة مستديرة مخصصة لمناقشة وعرض كتاب "تمثلات الثقافة المغربية في المؤلفات السويسرية والألمانية من 1830 إلى 1911. (دراسة مقارنة)"، في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء. رضوان ضاوي أستاذ اللغة الألمانية ومترجم متخصص في الدراسات الألمانية والثقافية المقارنة، حصل على الدكتوراه في الدراسات المقارنة من جامعة محمد الخامس بالرباط وعمل أستاذاً زائراً في معهد الدراسات العربية والدراسات الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا، وشارك في عدة مؤتمرات وورشات، نشر العديد من الترجمات والدراسات في المجلات المغربية والعربية والدولية، وشارك في تأليف عدد من الكتب. اشتغل الباحث رضوان ضاوي في هذا الكتاب على تمثلات المغرب الثقافيّة في مجموعة مختارة من الكتابات باللغة الألمانية من سويسرا وألمانيا والنمسا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من زاوية مقارنة، وعمل على إضاءة مظاهر تنوّع اللقاء الثقافي بين المجال الثقافي السويسري-الألماني والمجال الثقافي المغرب-المغاربي، مستعيناً بالدراسة المقارنة وبنظرية التلقي سنداً منهجيّاً اعتمد عليه للاقتراب من هذه النصوص. يمثل هذا الكتاب دراسة لأهم القضايا الثقافية التي تعرض في مؤلّفات الرحّالة والمستشرقين السويسريين والألمان والنمساويين، من خلال تتبع نماذج التفكير الثقافية والتاريخية التي اهتمّ بها السويسريون والألمان في مؤلفاتهم، وهي البعد الجغرافي الطبيعي، والتفسير الفكري المتخيّل للثقافة المغربيّة. إن هدف هذه الدراسة، وفق الكاتب، هو إقامة حوار علمي ثقافي بين الثقافتين، في وقت يلاحظ الباحث في هذه النصوص، في المقابل، صراعاً ثقافياً؛ فالمغاربة كانوا يفتخرون بثقافتهم بينما مثّل الأوروبيون حضارة كونية بقيمهم المتعلّقة بالاستعمار والرأسمالية والحداثة والتصنيع، وهي ثنائية حاضرة في كتاباتهم باللغة الألمانية. وعلى هذا الأساس، يخلُص البحث إلى أنّ صورة "المغرب المشرقي" الرومانسيّة عرفت تحولات كبيرة، حيث لعب سفر هؤلاء الرحّالة دوراً كبيراً في تطوّر كتاباتهم الرومانسيّة إلى الواقعيّة، وربما في تصحيح أحكامهم السابقة. وعلى الرغم من ارتباط معظم الدراسات السويسرية والألمانية والنمساوية قبل "الحرب العالمية الأولى" بمشروع الدولة الألمانية، فإنَّ ثقافة "ما بعد الاستعمار" و"الدراسات المقارنة"، قد اتخذت أبعاداً أخرى تجلت في الاهتمام بالتاريخ الثقافي والسياسي والاقتصادي والإثنوغرافي للمغرب، ضمن مرحلة تاريخية مهمة، هي الفترة بين 1830 و1919، مما يجعل تلك النصوص وثائق غاية في الأهمية.