أوردت مصادر إعلامية أوروبية أن منظمي بطولة العالم لسباق السيارات الفورمولا واحد فتحوا مفاوضات مع كل من المغرب وجنوب إفريقيا لاستضافة إحدى النسخ مستقبلاً. وبحسب ما نقله موقع القناة الفرنسية "أوروسبور"، فقد أبدى منظمو هذه البطولة العودة مجدداً إلى إفريقيا بعدما كانت قد غادرت القارة منذ السباق الأخير الذي نظم في حلبة كيالامي بدولة جنوب إفريقيا عام 1993، وتوقفت فيما بعد لأسباب سياسية. وأورد المصدر أن بيرني إيكليستون، مالك الحقوق التجارية السابق للفئة الأولى، حاول أن يعيد الفورمولا واحد إلى جنوب أفريقيا مرات عدة لكنه لم ينجح، مضيفا أن مجموعة "ليبرتي ميديا" الأميركية التي اشترت الحقوق التجارية للسباق أخذت الملف على محمل الجد، وشرعت في محادثات جدية مع المغرب وجنوب إفريقيا. وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه المفاوضات أكدها شين براتشز، المدير التجاري للفورمولا واحد، الذي قال في تصريح له إن "القارة الإفريقية تعتبر بالنسبة لنا سوقاً تثير اهتمامنا"، وأضاف: "نُنظم السباقات في خمس قارات حالياً وإفريقيا هي القارة الوحيدة التي لا نتواجد فيها". ويتجلى من خلال تصريحات هذا المسؤول أن المفاوضات حالياً مركزة بشكل أكبر على جنوب إفريقيا، وبدرجة أقل مع المغرب؛ إذ لفت إلى أن المملكة المغربية تبدي الكثير من الاهتمام لإنشاء حلبة سباق خاصة في مدينة مراكش. وأورد تقرير القناة الفرنسية الرياضية "أوروسبور" أن "المغرب يستضيف منذ عام 2016 إحدى جولات بطولة العالم لسباقات الفورمولا إي، المخصصة للسيارات الكهربائية 100 بالمئة"، لكن مسافة حلبة مولاي الحسن بمراكش لا تتعدى ال 2،8 كيلومتر. كما يستضيف المغرب أيضاً جولة من بطولة العالم للسيارات السياحية "دبليو تي سي سي" التي باتت تعرف ب"دبليو تي سي آر" منذ عام 2009، ما يعني أنه يتوجب بذل المزيد من الجهود لاستضافة الفورمولا واحد، حسب التقرير الفرنسي. ويعتبر المغرب، تقول القناة الرياضية نفسها، رائداً بين الدول العربية، لكونه أول من استضاف جائزة كبرى منضوية في بطولة العالم عام 1925 تحت اسم جائزة الدارالبيضاء الكبرى للسيارات السياحية، توالت بعدها السباقات بالمملكة. لكن الانطلاقة الحقيقية للمغرب في هذا الصدد كانت عام 1958 على حلبة عين الدياب في الدارالبيضاء، حيث أدرج السباق ضمن إطار بطولة العالم، وقد فاز به السائق البريطاني سترلينغ موس (فانوول) أمام سائقي فيراري البريطاني مايك هاوثرن الذي انتزع لقب السائقين، والأميركي فيل هيل. وقد شهد هذا السباق حينها وفاة السائق البريطاني ستيوارت لويس إيفانز في سن ال 28 عاماً إثر تعرضه لحادث.