رفع أعضاء جمعية "تفتاتشت لأرباب ومستغلي الشاطئ بمدينة أسفي"، اليوم الخميس، اعتصاما مفتوحا خاضوه منذ يومين، أمام مقر عمالة عاصمة عبدة، بعد منعهم من استغلال الشاطئ وإقدام السلطة المحلية على إخلائهم منه، الشيء الذي اعتبروه "ظلما وحيفا في حقهم". عزيز زيان، رئيس الجمعية سالفة الذكر، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن المحتجين رفعوا اعتصامهم "بعدما تم استدعاؤنا من طرف عمالة الإقليم، التي طلبت مهلة لتدبر الأمر على أساس أن يتم اللقاء بعد يوم الاثنين لمناقشة مستجدات هذا المشكل". وأكد زيان، ضمن تصريحه لهسبريس، أن "الشاطئ تم استغلاله مباشرة بعد طرد أعضاء الجمعية المذكورة بشكل عشوائي، من طرف جهات متعددة"، مشيرا إلى أن "بعض المعتصمين مهددون بالسجن؛ لأن منهم من اقترض لشراء المظلات الشمسية والكراسي"، على حد قوله. وحسب مصادر هسبريس، فقد "جاء هذا التدخل لتحرير الملك العمومي بشاطئ أسفي على إثر قرار عاملي تنفيذا لتعليمات وزارة الداخلية التي تحث الولاة والعمال على العمل من أجل تيسير ولوج المواطنين والاستفادة من الساحل عموما والشواطئ خصوصا". وأوردت مصادر هسبريس أن هذا "القرار يهم كل شواطئ إقليم أسفي"، مشيرة إلى أن "وزارة التجهيز، التي تتحكم في تدبير الشواطئ، كانت ترخص لكراء الشواطئ موسميا لثلاثة أشهر؛ لكنها هذه السنة لم تحين بعد عقدة الكراء"، لكن المعتصمين قاموا بوضع مظلاتهم بدون ترخيص. وتابعت المصادر نفسها: "المعنيون بالأمر شكلوا لوبيا رسخ صورة سيئة عن مدينة أسفي، لأنهم كانوا يحتلون الشاطئ كله، ويفرضون على المصطافين كراء المظلة الشمسية ب20 درهما، والكرسي بخمسة دراهم، وكل من رفض يتم طرده إلى مكان غير مناسب للاستجمام، لأنهم يتحكمون في كل المناطق الجيدة"، مؤكدة "أن كل الجهات المعنية بتدبير الشأن العام، ستعمل على تعميم المظلات بالمجان". ودخل على خط هذا الاعتصام المرصد الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان، الذي أدان بشدة ما وصفه ب"القرار الجائر الذي صدر في حق جمعية تفتاشت، وعدم إشراك جمعيات وممثلي المجتمع المدني في اتخاذه"، كما استنكر ما نعته ب"الآذان الصماء والاستهتار الذي نهجته عمالة أسفي"، على حد مضمون بيان تضامني توصلت به هسبريس. وأكد كل من اتصلت به هسبريس من مدينة أسفي أن "عملية تحرير الشاطئ خلّفت استحسانا لدى سكان عاصمة عبدة وزوارها؛ لأن هذا التدخل أدى إلى استرجاع الملك العام، الذي تم الاستيلاء على جميع جنباته، وحرمان شريحة واسعة من المصطافين من الاستفادة من واجهته البحرية".