قال صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن البلدان المغاربية تشهد تغيرات هيكلية حاملة للأمل، مشيراً إلى أن "ما نراه اليوم في الجزائر من احتجاجات سلمية يبعث على الأمل؛ عكس ما يعتقد الكثير". وتحدث مزوار عن الوضع في دول المنطقة المغاربية خلال حضوره أشغال النسخة 12 من مؤتمر السياسة العالمي، الذي افتتح اليوم السبت في مراكش، مؤكداً أن "الجزائر لن تعود إلى الوراء، لذلك يجب على السلطة العسكرية قبول مشاركتها السلطة". ويرى رئيس "الباطرونا" في المغرب أن "حل الإشكالية الجزائرية هو دفع السلطة إلى قبول تشارك السلطة". وزاد قائلاً: "سيكون عليها أن تتشارك السلطة مع أولئك الذين قادت ضدهم حرباً داخلية خلال عشر سنوات، أي المحتجين، لأنهم يشكلون إحدى القوى القليلة المنظمة المتبقية في الجزائر، لأن جميع التنظيمات السياسية التقليدية يرفضها المجتمع الذي يوجد اليوم في الشارع". وأبدى مزوار، الذي كان وزيراً للشؤون الخارجية ووزيراً للاقتصاد والمالية، تفاؤله الكبير بمستقبل البلدان المغاربية، وقال إن "مسألة الاندماج المغاربي أمر بدأ التفكير فيه"، واعتبر أنه "الفضاء الوحيد للصمود". قبل أن يستدرك قائلا إن "هذا الصمود بدأ يتصدع تدريجياً، لذلك على الاتحاد الأوروبي والعالم الغربي أن يُساعدا على تحقيق هذا الاندماج لأنه إذا تمت إعادة بناء الاتحاد المغاربي سنكون أمام قوة مُساعدة لحل مشاكل منطقة الساحل، وإذا استمرت مشاكل إفريقيا، فذلك سيؤثر على أوروبا". وعلاقة بالوضع الدولي، أشار مزوار إلى أنه "سعيد لوجود الصين كقوة تُحقق التوازن مع الولاياتالمتحدة الأميركية"، لأن ذلك يُساعد، في نظره، على استعادة النظام، قبل أن يضيف: "نحن في حرب مواقع، والأمر يتعلق بقوتين تتحاربان اليوم وستتفقان مستقبلاً". وأوضح مزوار أن "الرجوع إلى التوازن العالمي يمر أساساً عبر قبول الولاياتالمتحدة الأميركية والغرب بصفة عامة بوجود الصين كقوة أخرى تمثل عالماً آخر، ومعها يتوجب وضع القواعد التي ستحكم العالم غداً". في المقابل، عاب مزوار على الاتحاد الأوروبي وقوفه كقوة متوسطة، تواجه انقساماً وجدلاً مستمرا بخصوص "البريكست"، أمام قوتين عظيمتين تتصارعان، ليختار فيما بعد الجهة التي سيتبعها. مزوار أشار إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي بقبوله الوقوف كقوة متوسطة يؤثر على دول الجنوب بحكم القرب الجغرافي، قبل أن يصف الاتحاد بكونه "شريكاً بدون تناسق، وبدون رؤية تجاه علاقاته الاستراتيجية وما الذي يريده مستقبلاً". يذكر أن المؤتمر الدولي حول السياسات افتُتح، اليوم السبت، بمشاركة عدد من الشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والإعلام، بالإضافة إلى أكاديميين وخبراء وباحثين من مختلف دول العالم. وينظم هذا المؤتمر من طرف المنظمة السويسرية Fondation World Policy Conference، ويسعى إلى الإسهام في فتح مساحات للنقاش والتفكير حول القضايا الراهنة دولياً. وستتناول أشغال التظاهرة على مدى ثلاث أيام مواضيع تتعلق بتحديات التكنولوجيا في المجتمع والسياسة والقوى السيبرانية والطاقة والبيئة، بالإضافة إلى الآفاق الاقتصادية والسياسية والتجارة. كما سيناقش المحاضرون مواضيع تتعلق بأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى التوجهات السياسية الخارجية الجديدة في شرق آسيا، والصعود القادم للصين.