النص الكامل لخطاب جلالة الملك أمام البرلمان    الاهتمام العالمي الكبير يدفع "الكاف" لتمديد فترة الاعتماد الإعلامي لكان المغرب        نشطاء بطنجة وتطوان يطالبون بالتحقيق في تخفيضات "مشبوهة" لمحلات بيع المواد الغذائية        انطلاق بيع تذاكر مباراة المغرب والكونغو في الرباط    الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام    تنسيقية نسائية تطالب بالتعجيل بإقرار إصلاح جذري وشامل لمدونة الأسرة    الخزينة.. توقع بلوغ حاجيات التمويل 38,4 مليار درهم بحلول متم 2025    إسرائيل تنشر قائمة 250 معتقلاً للإفراج    مؤشر مازي يرتفع ببورصة الدار البيضاء    الاهتمام العالمي بكأس إفريقيا بالمغرب يدفع "الكاف" إلى تمديد فترة اعتماد الصحفيين    كأس العالم لأقل من 20 سنة.. المنتخب المغربي يضرب موعدا مع أمريكا في الربع النهائي    عروض سينمائية للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب    فرقة أكنول تقدم عملها المسرحي الجديد «حلم ليلة سفر»    مناظر المغرب تُنعش نسب مشاهدة المسلسل التركي "الخليفة"    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    مونديال الشباب: وهبي يؤكد أن مجهودات اللاعبين والتزامهم يقوي حظوظ الفوز    فعاليات مدنية تطالب بتكريم المخرج الراحل محمد إسماعيل ابن تطوان    نقابة تستنكر "التدهور المقلق" للخدمات الصحية بجهة سوس ماسة وتوجه اتهامات للوزارة    إسرائيل تبدأ الانسحاب من أجزاء من غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار    مركز حقوقي يطالب الحكومة المغربية بالتدخل لإطلاق سراح معتقلي أسطول غزة    من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بنوبل للسلام؟    المغرب يحبس أنفاسه.. في انتظار خطاب الملك!    فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام 2025    متشرد ينهي حياة تلميذ بتازة    أرفود تستعد لاحتضان الدورة 14 للملتقى الدولي للتمر بالمغرب    هل تُعاقَب فجيج لأنها تحتج؟    زلزال عنيف بقوة 7.4 درجات يضرب جنوب الفلبين وسط تحذيرات من وقوع تسونامي    الزعيمة الفنزويلية ماريا ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025    محكمة ألمانية تنظر في دعوى جماعية ضد "ميتا" بعد تسريب بيانات    المنتخب المغربي يعادل رقم إسبانيا وألمانيا القياسي ب 15 انتصارا متتاليا    بروكسل تطلب معلومات من منصات إلكترونية بشأن حماية الأطفال    قرار يثبّت سعر بيع "الدقيق المدعوم"    حركة منشقة عن البوليساريو تدعو المجتمع الدولي لدعم الحكم الذاتي بالصحراء    "مؤسسة منتدى أصيلة" تصدر كتابا تكريما لمحمد بن عيسى تضمن 78 شهادة عن مسار الراحل    مهرجان فيزا فور ميوزيك يكشف عن برنامج دورته الثانية عشرة    تفاصيل فرار متهم أثناء إعادة تمثيل جريمة قتل بطنجة    تواصل ارتفاع أسعار الأسماك والخضر والفواكه يزيد من إنهاك القدرة الشرائية للمغاربة        أشبال الأطلس يطيحون بكوريا ويتأهلون بجدارة إلى ربع نهائي المونديال    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أزمة في مركز تحاقن الدم بتطوان بسبب تراجع مخزون الأكياس الحيوية    انتشال جثة مهاجر جديدة من مياه سبتة    من طنجة إلى "الأطلسي الإفريقي" .. نحو ميثاق للوعي البحري المشترك            القصر الصغير.. البحر يلفظ كميات ضخمة من "الشيرا" واستنفار أمني لتتبع خيوط شبكة دولية    أطعمة شائعة لا يجب تناولها على معدة خاوية    دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تغير أعداد البكتيريا المعوية النافعة    لأول مرة في العالم .. زراعة كبد خنزير في جسم إنسان    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي    أردني من أصل فلسطيني وياباني وبريطاني يفوزون بنوبل الكيمياء    دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب عوامل وراثية    عنوان وموضوع خطبة الجمعة القادمة    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    وزارة الأوقاف تخصص خطبة الجمعة المقبلة: عدم القيام بالمسؤوليات على وجهها الصحيح يٌلقي بالنفس والغير في التهلكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وهم الاندماج يغرق إسبانيا ب"حريك جزائري استثنائي" في الصيف
نشر في هسبريس يوم 22 - 08 - 2020

خلال آخر أسبوع من شهر يوليوز المنصرم، ووفقًا لمصادر حكومية تحدثت لموقع قنطرة، وصل ما لا يقل عن 418 مهاجراً جزائرياً غير نظامي على متن 31 قارباً إلى السواحل الإسبانية في مورسيا وجزر البليار وأليكانتي، حتى أن بعض المراقبين تحدثوا عن وصول أكثر من 1000 شخص من الجزائر.
وتؤكد إحصائيات وكالة الأمم المتحدة للاجئين الخاصة في إسبانيا، للأسبوع الممتد من 20 إلى 26 يوليوز 2020، حسب استقصاء للموقع، أن الجزائريين هم أول جنسية للوافدين غير النظاميين إلى إسبانيا.
ووفقا لمصادر حكومية في مورسيا الإسبانية، تم إنقاذ العديد من هؤلاء المهاجرين في أعالي البحار من قِبَل الحرس المدني الإسباني، وتم بالفعل العثور على آخرين على الشواطئ.
وافدون غير نظاميين
تصدّر هؤلاء الوافدون على الساحل الإسباني، بأرقام تعتبر ضخمة، عناوين الأخبار والشبكات الاجتماعية في كل من إسبانيا والجزائر، مما تسبب في قلق من الناحيتين الإنسانية والصحية.
وأظهرت صور ومقاطع الفيديو نُشِرَت على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعات من الجزائريين يصلون على متن قوارب، حيث أعادت هذه الصور إحياء الجدل حول الوضع السياسي والاقتصادي المتوتر حالياً في الجزائر.
ومع ذلك، يشير الموقع إلى أن الأحوال الجوية الجيدة تحفز الرغبة بفي العبور عبر البحر؛ لكن من الواضح أن هذه الموجة الجديدة تؤكد فقط اتجاهاً قوياً تمت ملاحظته منذ شهور.
وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل 1993 جزائرياً إلى إسبانيا، خلال الأشهر الخمسة الأولى من بداية عام 2020 حتى 30 ماي 2020.
خلال الفترة نفسها، كانت الجزائر إلى حد بعيد أول بلد مصدر للأشخاص الذين وصلوا بشكل غير قانوني عن طريق البحر إلى إسبانيا. وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2020، مثّل الجزائريون واحدًا من كل اثنين وافدين، حسب الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل التي تُعرف اختصارا باسم "فرونتكس".
يرى كمال شرشور، وهو باحث في مواضيع الصحة والفقر والتنمية المستدامة، أن "الهجرة غير النظامية من الجزائر ليست مرتبطة ارتباطا محضاً بعامل اقتصادي؛ بل أصبحت تتداخل فيها عوامل أخرى متشعبة ومتشابكة بعضه مع بعض. فالمهاجر غير النظامي الجزائري، حسب المصرح لقنطرة، غالبًا ما يكون شابًا يهاجر لوحده والصور المتداولة للأطفال والعائلات غالبا ما تكون مغلوطة، فلو كان العامل الاقتصادي وحده هو المهيمن لهاجرت العائلات الجزائرية في مجموعات، الأمر الذي ما زال نادراً إلى حدّ الآن".
هروب نفسي
يرى كمال شرشور أنه "يجب علينا أن نركز على طبيعة تفكير المهاجر غير النظامي الجزائري وتنشئته وتكوينه وطموحاته لفهم هذه الظاهرة". فيؤكد الباحث أن العامل الأول الذي يدفع هذا المهاجر غير النظامي الجزائري لكي يهرب هو نفسي بالدرجة الأولى، الهجرة تمثل هروبا نفسيا من المحيط الذي تربي فيه الحرّاق وفشل فيه (فشل دراسي، مهني، عائلي...).
وَهنا، يتحدث المصرح عن هذه الفئة من المهاجرين الباحثين عن أوهام الاندماج السريع في المجتمع الأوروبي: "فرص عمل كثيرة وفتيات شقراوات وبيوت جاهزة وسيارات...، والعديد من المغالطات التي يحملها المهاجر غير النظامي الجزائري عن الحلم الأوروبي مسبقاً".
السياسة والدين
يضيف كمال شرشور أن العامل السياسي له دور كذلك، بحيث إن "النظام المستبد، المتسلط، الذي يقمع الحريات، الفاشل في استغلال الثروة البشرية التي يملكها وفي بناء دولة بنظام ديمقراطي يقوم على العدالة والفردانية والحريات الشخصية وعلى اقتصاد المعرفة هو نظام لم يترك حيزاً آخر للشباب غير الهجرة".
العامل الثالث، بحسب الباحث، "الذي لا يحب العديد من الباحثين الخوض فيه لكي لا يتعرضون للشتيمة والنبذ أو حتى للتكفير، هو: العامل الديني"، في نظر كمال شرشور "أن الدين لم يترك لنا حرية الاختيار، فهو يطغى على كافة مظاهر الحياة المدنية بالتدخل والمنع والتحريم والمعاملات. ولم يترك الحرية للشباب في عيش حياتهم الشبابية المواكبة للعصر، وبالتالي خلق تناقضات فكرية وصراعات نفسية يومية لدى الشباب الطامح للعيش بحرية كبلدان الدول الأوروبية"، يختم المتحدث.
من جهته، يرى صلاح الدين صالحي، باحث مشارك في المجموعة البحثية للدراسات حول المجتمعات العربية والإسلامية في جامعة طليطلة بإسبانيا، أن الدافع وراء رحيل الشباب الجزائري إلى الخارج هو: "في الأساس الشعور بالمعاملة غير العادلة في بلد غني جدا يطغى فيه الفساد والمحسوبية والبيروقراطية. وتضاف هذه الظواهر إلى الحكرة، والظلم الاجتماعي، والوعود الكاذبة من طرف الحكومات المتعاقبة، والتعسف الذي يعاني منه النشطاء السياسيون".
لماذا إسبانيا بالذات؟
رداً على سؤال قنطرة حول سبب اختيار إسبانيا كوجهة، قال صلاح الدين صالحي: "ذلك لأن إسبانيا هي الدولة الأوروبية الأقرب جغرافيا من الساحل الغربي الجزائري، والتي هي نقطة الانطلاق لغالبية المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر من الجزائر".
أيضًا يقول صالحي، ل"أن المهاجرون غير الشرعيين عمومًا يذهبون بقوارب صغيرة مصنوعة بوسائل بدائية، والهدف هو الوصول إلى السواحل الإسبانية التي لا تسيطر عليها فرونتكس وحرس السواحل الإسباني بشكل كبير".
ويضيف: "بشكل عام، جزء كبير من الجزائريين لا يبقون في إسبانيا ويفضلون الذهاب إلى فرنسا أو بلجيكا أو شمال أوروبا، حيث يكون لديهم أفراد من العائلة يمكنهم الترحيب بهم، أو لأن هناك المزيد من فرص العمل وأكثر حظوظ لتسوية أوراق إقامتهم".
ضيق حيِّز الهجرة النظامية
مع إغلاق الحدود بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد يخشى بعض الملاحظين زيادة الهجرة غير النظامية: من الجزائر خصوصاً، ومن الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط عموماً، علماً بأن حيز الهجرة النظامية أصبح ضيقاً جداً. هناك مخاوف أيضاً من الوضع الاقتصادي والسياسي المتوتر للغاية الذي يواجه البلاد، والذي قد يدفع العديد من الشباب الجزائريين إلى البحث عن مواسم أخرى للهجرة إلى الشمال.
حتى الآن، تبنت السلطات الجزائرية مقاربة قضائية إلى حد ما لظاهرة الهجرة غير النظامية من خلال معاقبتها، وربما حان الوقت لاتباع نهج أكثر شمولية مع مراعاة جميع العوامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.