وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء في البيت الأبيض، اتفاقين تاريخيين مع الإمارات العربية المتحدةوالبحرين من شأنهما تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحريص على تقديم نفسه على أنه "صانع سلام"، قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقال ترامب خلال حفل التوقيع في البيت الأبيض: "بعد عقود من الانقسامات والنزاعات، نشهد فجرا لشرق أوسط جديد"، مؤكداً أن "خمسة أو ستة" بلدان عربية إضافية ستحذو حذوهما "قريباً جداً"، دون أن يسميها. ولاحقاً، توقّع ترامب أن تعترف السعودية بإسرائيل "في الوقت الملائم". وأضاف الرئيس الأميركي ردّاً على سؤال لأحد الصحافيين عمّا إذا كان يتوقع أن تلحق السعودية بركب الإماراتوالبحرين: "نعم. لقد تحدّثت مع العاهل السعودي" والمملكة ستنضمّ "في الوقت الملائم .. أعتقد أنّ سبع أو ثماني أو تسع دول" إضافية ستوقّع اتّفاقات تطبيع مماثلة مع إسرائيل، "بما فيها (الدول) الكبيرة". بدوره، وصف نتانياهو هذين الاتفاقين بأنهما "منعطف تاريخي"، وأنهما "يمكن أن يضعا حدا للنزاع الاسرائيلي-العربي". وأمام حشد كبير رغم جائحة "كوفيد-19"، لم يبخل نتانياهو في كيل المديح "لصديقه" ترامب قبل أن يقول بالعربية لمحاوريه "السلام عليكم"، لكنه لم يتطرق إلى مصير الفلسطينيين الغائبين عن حفل الثلاثاء حتى وإن ذكر وزيرا الإماراتوالبحرين بالقضية الفلسطينية. وبعد أن حيا "تغييراً في صميم الشرق الأوسط"، شكر وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، شخصياً نتانياهو لأنه اختار السلام ولأنه قرر "وقف ضم أراض فلسطينية". وقال بن زايد إن "كل خيار غير السلام سيعني الدمار والفقر والمعاناة الإنسانية". وأضاف أن "معاهدة السلام سوف تمكننا من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني"، متابعا بالقول: "الهدف من معاهدات السلام هو العمل من أجل استقرار المنطقة"، وأن "هذه الاتفاقية تأتي لتفتح آفاقا أوسع لسلام شامل في المنطقة". بدوره، قال وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، إن "اليوم يمثل لحظة تاريخية لكافة شعوب الشرق الأوسط. الإعلان الذي يدعم السلام بين البحرين وإسرائيل خطوة تاريخية في الطريق إلى سلام دائم". وأضاف أن "اتفاق اليوم يعتبر خطوة مهمة أولى، والآن يقع على عاتقنا العمل بنشاط لإنجاز السلام... حل الدولتين هو الحل العادل والمستدام للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو أساس للسلام". ووقع نتانياهو الاتفاقين الثنائيين مع الوزيرين بعد إعلان مشترك وقعه الثلاثة بالأحرف الأولى إلى جانب الرئيس الأميركي. لكن لم تحدث أي مصافحة بالأيدي في ظل جائحة "كوفيد-19". ويؤكد ديفيد ماكوفسكي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أنه "إنجاز من الدرجة الأولى"، مشددا على أنه "لا ينطوي على مخاطرة" للإسرائيليين "بالدرجة نفسها" التي واجهها مناحيم بيغن "عندما تخلى عن سيناء" لمصر، أو اسحق رابين عندما وافق على التفاوض مع ياسر عرفات. وما تزال "رؤية السلام" التي قدمها دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، بعيدة عن النجاح؛ إذ رفضتها السلطة الفلسطينية التي لا تريد أن يقوم الرئيس الأميركي حتى بدور وسيط منذ أن اتخذ سلسلة قرارات مؤيدة لإسرائيل. وفي غضون ذلك أكد بيان صادر عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء، عقب التوقيع على اتفاقي السلام، أن الأخير لن يتحقق في المنطقة "بدون إنهاء الاحتلال" الإسرائيلي. وحذر عباس في بيانه "من جديد، بأنه لن يتحقق سلام أو أمن أو استقرار لأحد في المنطقة بدون إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة كما تنص عليها قرارات الشرعية الدولية".