في ثلاث مجلّدات، يصدر أحدث أعداد أعرق المجلات الأكاديمية بالمغرب "هيسبريس - تمودا" التي من المرتقب أن تتمّ قرنا من الصّدور في السنة المقبلة 2021. ويتضمّن هذا العدد، بأقسامه الثلاثة، ملفّا خاصّا معنونا ب"نقاشات أنثروبولوجية حول المجتمعات المغاربية.. الماضي والحاضر"، ويضمّ آراء ثلاثة أجيال من الجامعيين الأنثروبولوجيّين والسوسيولوجيّين، نسّقه الأكاديميّان عُضْوا هيئة تحرير المجلّة رحمة بورقية وعمر بوم. وكتب خالد بن الصغير، المنسق العلمي للمجلة، أنّه "رغم ظروف العمل الصعبة كثيرا، فإنّ هيئة تحرير المجلة، التي تُصدِرها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سعيدة بإعلان أنّ أحدث الأعداد متوفّر على موقعها". وتحضر في هذه المجلدات، التي تتضمّن دراسات باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية، أسماء بحثية؛ من قبيل: حسن رشيق، ديل أيكلمان، نادية جسوس، أحمد سكوتني، عمر بوم، رحال بوبريك، رحمة بورقية، يونس الوكيلي، مهدي عليوة، ليلى بوعسرية، كاثرين آن وايلي، جاين غودمان، فاضمة أيت موس، كينيث براون، سليمة الناجي، وعبد الله حمودي. وتعود محاور هذا العدد إلى الكتابات الكولونيالية حول المغارب، لفهمها، والتفكير فيها. وتقف عند الدين، والإسلام، والطّقس، والاعتقاد، متطرّقة لمواضيع مثل السياسة الثقافية للمغرب والتصوف، و"الحشومة" وتحوّل المجتمع المغربي، وموضوعَي الرّقية والدّيّة، والحدود الرمزية في امتزاج الأبيض والأسود في السياق المغربي، وتغير التقاليد في المجتمع الصحراوي انطلاقا من مثال التّهادي لدى النساء، وعمل النساء في موريتانيا، والحياة الخاصة للشباب المجرَّمين والمهتمّشين بالمغرب، ودراسات الأسرة المغربية، وموضوعات الهجرة غير القانونية. كما يتطرق القسم الثالث من الملف إلى الفن، والأداء، والذاكرة، وتحولات الأنثروبولوجيا السياسية، والأنثروبولوجيا الحضَريّة في اهتمامها بالمَغارب.. ويتذكّر هذا العدد الجديد فقيد الدراسات التاريخية عبد الرحمان المودن، الذي توفي في مطلع شهر غشت من السنة الجارية 2020، في نصّ خطّه المؤرّخ عبد الأحد السبتي. ويقول العدد في تقديمه إنّه "يعود إلى النقاشات الأنثروبولوجية حول مجتمعات شمال إفريقيا، من الفترة الكولونيالية إلى الفترة ما بعد الكولونيالية، ويسلّط الضوء على إسهامات الأنثروبولوجيين المحليين والغربيين الذين اختاروا مجتمعات المغرب ميدانا إثنوغرافيا للبحث". ويضيف تقديم المجلّة: "يجمع هذا العدد أنثروبولوجيّين ساهموا في المعرفة الأنثروبولوجية حول المغرب، وخصصوا مسارهم المهني للعمل الميداني، وتطوير نظريات، وإنتاج دراسات محكمة ومؤلفات عن المنطقة"، كما يقصد "الانخراط في هذه المعرفة الأنثروبولوجية الأكاديمية، وتسليط الضوء على أهم الاتجاهات الأساسية في الاهتمامات الأنثروبولوجية ببلاد المغرب".